مريم الشناصي ترصد المهارة والعزيمة لدى امرأة في الثلاثين
نظم مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام أمس الأول في مقره بأبوظبي، محاضرة للدكتورة مريم الشناصي تحت عنوان “تجربتي مع الكتابة”، رافقها حفل توقيع لكتابها الجديد “مذكرات فارسة عربية” الذي صدر مؤخراً عن دار كتّاب للنشر والتوزيع في الإمارات، وشارك في جانب من المحاضرة جمال الشحي ناشر ومؤسس دار كتّاب في الإمارات، والدكتورة سناء حوامدة رئيسة قسم الصحة النفسية في جامعة الشارقة. وفي تقديمه للدكتورة مريم الشناصي، قال الإعلامي ياسر عبدالله “في الماضي، كنا نستمع للكثير من روايات الرجال عن تجربتهم مع الكتابة والحياة، ولكن اليوم دعونا ننصت للمرأة الإماراتية لتحدثنا عن تجربتها وتعاطيها مع ما يسمى عند أهل الأدب والكتابة بلحظات الاحتراق اللذيذة”.
وتطرق عبدالله إلى سيرة الشناصي الإبداعية كونها تتولى منصب وكيل وزارة البيئة والمياه، وهي حاصلة على دكتوراه العلوم من بريطانيا وعدة جوائز فنية وعلمية، وهي كاتبة وعضو جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، كما أقامت عدة معارض للتصوير الفوتوغرافي، وسبق أن عملت معدة ومقدمة لبرنامج ومراسلة صحفية لمدة عامين بمؤسسة البيان، ولها اهتمامات بالمسرح والموسيقى وفنون الأوبرا”.
ثم استهلت مريم الشناصي محاضرتها بالحديث عن تجربتها في كتابة “مذكرات فارسة عربية” وكيفية تعرفها الى محتوى القصة التي سمعتها من بطلة الرواية “سارة”، حيث قالت عنها “إنها قصة تروي أحداثاً ومواقف مرت بها امرأة تدعى سارة التقيتها في إحدى رحلاتي الجوية، واستغرقت ما يقرب من السبع ساعات تروي لي عن خطواتها في تعلّم فنون ومهارات الفروسية، وهي في نهاية سن الثلاثين”.
وتطرقت الشناصي إلى مفهوم المهارة والعزيمة والإصرار، وكيف أن هذا الفن من الصعب ممارسته في عمر متأخر، إذ هو يترافق مع بدايات الإنسان وهو يخطو إلى سن السابعة، لكن هذه الفتاة الثلاثينية استطاعت أن تتعلّم المهارة، وكان يضغط عليها إحساسها بتحقيق أمنياتها بالتفوق، حيث أظهرت مهاراتها الخلاّقة في محاولتها الدؤوبة للتغيير حينما اتخذت القرار بذلك، فاستنطقت مهاراتها بشجاعة بالرغم أنها مرت بكثير من العوائق والصعوبات، لكنها تجاوزتها بقوة الإرادة، وقالت الشناصي “هذه هي فكرة الكتاب أو لنسمه الرواية، حيث التقيت وسارة عند نقطة الانطلاق”.
وأضافت “عندما انتهيت من الكتابة، واجهني سؤال مهم، لماذا الكتابة؟ ولماذا أنشر المذكرات؟ فأجبت بأنها تعبير عن قوة الذات أو قوة الإرادة التي حفل بها الإنسان في مجتمع الإمارات كونه بدأ يملك الثقة بأن النساء والرجال ليس بينهم فروقات كبيرة في الإبداع”، وقرأت الشناصي نصاً صغيراً من الكتاب.
من جهته، تحدث جمال الشحي عن أهداف دار كتّاب ورؤاه في نشر الأعمال الإبداعية، وقال “إن أهم جزء من أهدافي هو تبسيط عملية النشر، إذ إن الدار لديها ثلاثين كاتباً إماراتيا منهم ثمانون بالمئة كتّاب جدد، وهو هدفنا الأساسي”.
وأشار إلى أن دار كتّاب سيقدم خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثانية والعشرين أحد عشر عنواناً جديداً.
وتحدث عن طباعة كتاب “مذكرات فارسة عربية” وعن غلاف الكتاب الذي صممته التشكيلية “سمية حارب”، وكيفية اختيار الحصان الأبيض والفارسة في ظلال الصورة واختيار اسم الكتاب.
وأكد الشحي أن هذه المحاضرة هي مناسبة لإطلاق الكتاب وتوقيعه من قبل مريم الشناصي، وسيكون هناك توقيع آخر أثناء معرض أبوظبي للكتاب. وفي ختام المحاضرة، شهد الحضور توقيع الكتاب من قبل مريم الشناصي وسط احتفال ثقافي متميز.
المصدر: أبوظبي