كانت مفاجأة كبيرة للعالم كله وهو يتابع الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارته الأولى للقاهرة أن يخصص من وقت الزيارة جزءاً لزيارة أحد أهم مساجد القاهرة. والمفاجأة الأكبر أن أوباما لم يختار أو تختار له السفارة الأميركية أو مستشارية مسجد الأزهر المسجد الرسمي لمصر والذي له جامعة باسمه بخلاف مشيخة الأزهر التي بها أهم علماء الإسلام في مصر بل وقع الاختيار على مسجد السلطان حسن. أوباما صاحب وزيرة الخارجية الأميركية لزيارة مسجد السلطان حسن أهم وأعرق مساجد مصر من حيث البناء والتشييد. فهو أعلى مساجد القاهرة بناء وأكثرها زخرفة داخله نقوش وحفر تظهر مهارة الصانع العربي. ومع نهاية كلمات خطابه في جامعة القاهرة كانت أقدام الرئيس الأميركي أوباما تقوده إلى جامع ومدرسة السلطان حسن حيث انبهر بالجمال والروعة الهندسية التي جعلته يؤكد أن العمارة الإسلامية لها أصول ولم تأتي من فراغ. وخلال زيارته الأولى إلى مصر أرجع الإعلام سبب اختيار مسجد السلطان حسن إلى عظمة العمارة الإسلامية الموجودة داخل بنيان المسجد. تشييد المسجد بني مسجد السلطان حسن في عهد السلطان حسن بن الناصر محمد قلاوون الذي تولى حكم مصر في عهد الدولة المملوكية والذي تولى الحكم خلفا لأخيه الملك المظفر وكان عمره لحظة تولي أمور الحكم 13 عاما ولكن لم يكن يحكم وكانت تدير الحكم بدلا منه زوجته. وعندما اشتد ساعده استبد بالحكم الأمر الذي جعل المحيطين يسعون الى اعتقاله ولكنه عاد الى الحكم مرة أخرى بعد 3 سنوات من الاعتقال. واستغرق بناء مسجد السلطان حسن 3 سنوات البداية كانت في عام 1356 ميلادية ولم يمهل العمر السلطان حسن ليرى المسجد الذي حلم ببنائه ومات قبل اكتمال البناء وأتمه أحد رجاله المخلصين. ومسجد السلطان حسن يعتبر من أفضل وأحسن المساجد التي تم بناؤها في عهد الدولة المملوكية، المبنى شيد كصرح فيه الضخامة وروعة الهندسة. أعمدة المسجد فيها براعة الصانع ومهارة الزخرفة بخلاف أن الكتابة التي على جدران المسجد من الخارج والداخل بها حفر وزخارف لم تكن معروفة في العهد المملوكي. وكان المسجد سابقا يحتوي على العديد من التحف النادرة والتي انتقلت فيما بعد الى دار الآثار العربية بالقاهرة والتي كان نقل التحف من مسجد السلطان حسن إليها بسبب الندرة وصعب أن يجدوا مثلها في كل العصور الإسلامية السابقة. وبلغت تكلفة بناء المسجد حوالي 750 ألف دينار من الذهب. ويعتبر مسجد السلطان حسن من أكبر مساجد القاهرة مساحة المسجد تبلغ 7906 متر مربع وطوله 150 متراً وعرضه 68 متراً وارتفاع المباني في المسجد 37 متراً وداخل المسجد عدد مئذنتين. وكان السلطان حسن طلب من أحد امرائه محمد بن ببليل المحسني ببناء المسجد ليحمل اسمه ويدفن داخله ولكنه قتل أثناء مرحلة البناء ولم يدفن داخل الضريح الموجود في المسجد ودفن فيه ولداه. واستغرق العمل على بناء المسجد 7 سنوات البداية كانت في عام 1356 ونهاية البناء كانت في عام 1363. وطلب السلطان حسن من الهندسيين الذين باشروا البناء أن يكون مسجده أشبه بالمدرسة كانت داخله 4 مدارس يتعلم فيها الدارسون الفقه الإسلامي بفروعه الأربعة بخلاف أن بالمسجد كانت سكن للدارسين. وتبلغ مساحة قبة مسجد السلطان حسن حاليا 21 متراً في 48 متراً، تاريخ الانتهاء من تشييدها يعود الى نهاية القرن السابع عشر الميلادي وهي مكان القبة القديمة التي شيدت عام 1364م. تحف نادرة يحتوي مسجد السلطان حسن على تحف نادرة لم تتواجد في أي مسجد من مساجد الدولة المملوكية بخلاف احتوائه على قبة بوسط المسجد معلقة على 8 أعمدة مكتوب عليها آيات قرآنية بشكل زخرفي. والقبة المعلقة في وسط المسجد وهي مكان الوضوء. وكان المقريزي وصف مسجد السلطان حسن قائلا: «إنه مسجد لم يعرف في بلاد الاسلام مسجد مماثل له. وأنه من عجائب البنيان». ووصفه الرحالة المغربي الورثيلاني بأنه مسجد لا ثاني له في مصر ولا غيره من البلاد بسبب فخامة بنائه. في حين قال عنه المستشرق الفرنسي جاستون فيت انه أعرق وأبرز مساجد مدينة القاهرة مدينة ألف مئذنة. وكان السلطان حسن عاشقا أن يتحول مسجده الى مسجد ومدرسة في آن واحد وكان حريصاً على حضور طبيبين يوميا الى المدرسة أحدهما طبيب باطنة وآخر للعيون.. وكان حضورهما يوميا من أجل تقديم المساعدة للطلاب والعاملين في المسجد. وبالرغم من وجود مسجد السلطان حسن خلف قلعة صلاح الدين فهو يطل على ميدان يسمى في الوقت الراهن باسم ميدان صلاح الدين إلا أن المسجد يعتبر الأعلى زيارة في الآثار الإسلامية في القاهرة بسبب روعة بنائه الهندسي. هو أول مسجد جوف سطحه ليعطي الصوت فيه صدى، يعتبر من أعلى مساجد القاهرة ويصعب على أي زائر لمنطقة القلعة التخلف عن زيارة مسجد السلطان حسن.