محاولات لتصنيع «عقل إلكتروني» يضاهي العقل البشري
يبدو أن التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم في وقتنا الحالي، والذي جاء على معظم نواحي الحياة، وأصاب صغيرها قبل كبيرها، لم يعد يكفي الشركات المصنعة والمطورة لنواحي هذه التكنولوجيا المختلفة. حيث باتت اليوم بعض الشركات والمؤسسات العالمية، تعمل على إجراء بحوث معمقة عن كيفية عمل مخ الإنسان في محاولة منها، لاستنساخه في آلات وعقول صناعية، تجارية إن لم تكن تتفوق عليها.
ومع تطور الإنسان الآلي الذي شهدنا تقنياته العالية وأداءه الذي بات اليوم قريباً جداً لأداء بني البشر، الذين قاموا باختراعه وصناعته، تظهر أبحاث أجراها فريق ألماني حول مكونات كهربائية يطلق عليها “ميمريستور” أو الذاكرة المقاومة، وعمل هذه المكونات يشبه عمل خلايا المخ، في خطوة أخرى تجاه تحقيق هدف تصنيع عقل إلكتروني يضاهي العقل البشري. وعلى غرار ما يحدث تلقائيا في مخ الطالب، اكتشف الخبير الألماني آندي توماس في مختبره في مدينة بيلفيلد الألمانية، وفريقه، الوظيفة نفسها في الذاكرة التخزينية الجديدة التي يعمل عليها. وأكد حسب ما ذكر موقع “دي دبليو دي”: “تظهر أبحاثنا مدى القوة التي يجب أن يكون عليها التيار الكهربائي، ومتى ينبغي تدفقه، ومن ثم تزداد قوة التوصيل على غرار الاتصالات الجارية في العقل البشري”. وأضاف: “ذلك يساعد على التحقق من أن مقاومات الذاكرة تعمل في الحقيقة على غرار الخلايا العصبية، ويمكن من خلالها تصنيع عقل اصطناعي”.
ويراقب خبراء الفضاء هذا البحث باهتمام شديد، لاسيما وأن وحدات التخزين الصغيرة تعد من العجائب الحقيقية في مجال ادخار الطاقة. ويقول أندرياس شويتس من مركز الفضاء الألماني في برلين: “إن إدارة الطاقة أحد أهم مقومات نجاح المهمات الفضائية. وإذا كنا نحتاج إلى قدر أقل من الطاقة، لما اضطررنا إلى وضعها في المقام الأول”. ومن جانبه، يقول راينر واسر من الجامعة التقنية في مدينة آخن الألمانية، أحد الباحثين الرواد في هذا المجال: “لم يتفق الخبراء حتى الآن بشأن استخدام معين للتكنولوجيا الجديدة”، لذا فإن عمل العديد من المواد المختلفة يخضع للدراسة حالياً. ويضيف واسر: “يجب أن نكون واقعيين. فالأمر سيستغرق وقتا طويلا قبل تصنيع جهاز كمبيوتر يحاكي العقل البشري”. ورغم ذلك، أوضح واسر أن ميزة الاحتفاظ بقدر هائل من الطاقة التي توفرها الميمريستورات ستحدث ثورة في عالم الكمبيوتر.
المصدر: أبوظبي