شوقي عبد العظيم (الخرطوم)
حادثة الضرب التي تعرض لها أعضاء حزب «المؤتمر الشعبي» في السودان، يوم السبت 27 أبريل، فتحت الباب أمام النقاش حول مستقبل الإسلام السياسي، ومدى تقبل الشارع السوداني له، بعد سقوط نظام هذا الحزب، الذي حكم لثلاثين عاماً.
وقال خبراء لـ«الاتحاد»: إن ما حدث يعد قياساً لعلاقة الشارع بالأحزاب الإسلامية برمتها، خاصة التي فرختها الحركة الإسلامية السودانية التي ترتبط بعلاقة تاريخية مع جماعة «الإخوان».
وكان عدد من الشباب هاجموا اجتماعاً لحزب المؤتمر الشعبي الذي أسسه حسن الترابي، بعد خلافه مع الرئيس المخلوع عمر البشير، حول كيفية إدارة البلاد.
وقال الكاتب والمحلل السياسي وناشر صحيفة إيلاف، الدكتور خالد التجاني، لـ«الاتحاد»: «إن النموذج الذي حكم السودان خلال الفترة الماضية نموذج من صنع الإسلاميين بالكامل، وهم من بذروا بذرته، وعليهم أن يتحملوا فشله بشجاعة ولا يمكن أن يتحمله البشير وحده، وعدم الاعتراف بالمسؤولية الآن سيعقد مستقبل الإسلاميين أكثر مما هو عليه».
وأشار التجاني إلى أن الإسلاميين في السودان لم يجرؤوا على نقد تجربة الحكم خلال الثلاثين سنة الماضية، واكتفوا باتهام البشير بأنه وراء الفشل.
وقال: «كانت هناك فرصة كبيرة للإسلاميين لمراجعة تجربتهم لكنهم لم يفعلوا، لذلك دورهم بمختلف مسمياتهم انتهى بنهاية حكم البشير وسقوط المؤتمر الوطني، والمشكلة الأكبر التي ستواجه مستقبلهم أنهم جاءوا إلى الحكم بالقوة، عبر انقلاب عسكري فرضهم على الواقع السوداني، وظلوا يحرسونه بالقوة، لذا حديثهم عن الديمقراطية والانتخابات سيظل أمراً مشكوكاً فيه بالنسبة للشارع السوداني».
بدوره، قال الدكتور أسامة توفيق، عضو المكتب السياسي بحزب «الإصلاح الآن»، وهو حزب منشق عن «المؤتمر الوطني» لـ«الاتحاد»: إن «حركة الإسلام السياسي لا مستقبل قريب لها، ومن يعتقد غير ذلك من الإسلاميين فهو واهم، وأتصور أن يتنامى رفض السودانيين للإسلاميين بمختلف مسمياتهم إذا تكشفت حقائق فترة الثلاثين سنة الماضية التي حكموا فيها بمفردهم». وأضاف أسامة مستدركاً: «لكن الحركات العقائدية قد لا تتلاشى بالكامل، ستمر حركة الإسلام السياسي بفترة ركود ربما تطول لأكثر من 20 سنة، وستحاول الظهور من جديد، إلا أن النموذج الذي قدمته الحركة الإسلامية خلال الفترة الماضية لا يصلح الآن ولا في المستقبل».
إلى ذلك، قال الكاتب الصحفي محمد عبد السيد، في حديثه لـ«الاتحاد» إن: «الإسلاميين بعد أن وصلوا للحكم لم يهتموا بتقديم شيء للناس وانشغلوا بالحكم، لذلك لا تعرف الأجيال عنهم غير فشلهم في الحكم بسبب الفساد، وإقصائهم للآخرين ومحاولة تقديم طرح فكري من الوجوه القديمة سينظر له على أنه احتيال سياسي».