رضا سليم (دبي)

أكد أحمد العبيدي، وزير الشباب والرياضة العراقي، أن نجاح النسخة الحالية من كأس آسيا مضمون؛ لأنها تقام في الإمارات التي تحتل المركز الأول في المجالات كافة وليس الرياضية فقط، واعتادت أن تتصدر المشهد في كل الأحداث، وتسابق الزمن للوصول للرقم واحد في كل شيء، ونفخر نحن العرب بهذه الصورة الرائعة التي تقدمها في هذه البطولة، ونعتبر شهادتنا فيها مجروحة.
وأشار إلى أنه تحدث مع المسؤولين باتحاد الكرة الإماراتي عن تجربة الاحتراف على اعتبار أنها رائدة، والإمارات ليس لديها لاعبون محترفون بالخارج ولكنها جلبت الفكر الاحترافي للداخل، ونريد أن نطبق هذا الفكر في العراق، خاصة أن الأمر ليس فقط على الأندية، بل مدارس وأكاديميات تؤسس اللاعبين من مراحل الصغار، مشيراً إلى أن الإمارات والسعودية تطبقان الاحتراف والعراق ما زالت وليدة عهد في هذه التجربة.

وأضاف أحمد العبيدي: إذا أردت النجاح لأية بطولة فلا بد أن تنظمها دولة عربية، لأن مواصفات النجاح متوافرة، منها المنشآت المجهزة وكرم الضيافة وأيضاً لدينا الجماهير المتعطشة لمثل هذه البطولات وحسن الاستقبال للكل وهو ما نشاهده في الإمارات وطريقة الاستقبال، حتى عندما يتحرك اللاعب أو الفريق في أي مكان، يجد الضيافة وكل مواطن داخل الإمارات سفير لبلده، وبمستوى احترافي في كيفية الاستقبال وليس هذا بجديد على أهل الإمارات.
وأوضح: «العراق من المنتخبات العريقة والتي لها باع طويل ومن أقطاب الكرة الآسيوية، ودائماً ما يكون في دائرة المنافسة على الألقاب وسبق أن فاز بالكأس عام 2007، وهو ما يجعلنا نشارك في الحدث في هذه النسخة ليس من أجل المشاركة، بل المنافسة على المراكز الأولى، وتحديداً المركز الأول وتصدر المشهد القاري، وهذا ما نطمع فيه رغم المنافسة القوية بين جميع المنتخبات، في ظل وجود وجوه جديدة ومنتخبات ظهرت بقوة وتبحث عن التواجد مع منتخبات المقدمة وإن كان هذا لا يعنينا، وعلينا أن نثبت أن منتخب أسود الرافدين قادر على المنافسة في كل البطولات، وله ثقل قاري».
وتطرق العبيدي للحديث عن عودة العراق لاستضافة البطولات، والتفكير في استضافة كأس آسيا خلال السنوات المقبلة، وقال: تحركنا في اتجاه استضافة البطولات القارية والعربية، وسنبدأ باستضافة بطولة غرب آسيا لكرة القدم خلال الصيف المقبل، والتي يشارك فيها 8 منتخبات، وحددنا ملاعب أربيل وكربلاء لاستضافتها، ومنها سنتجه إلى طلب استضافة كأس آسيا، ونشكر كل من ساعد العراق لاستضافة هذا الحدث وفي مقدمتهم الأمير علي بن الحسين والأعضاء، والدول الخليجية والعربية، والاتحاد العربي لكرة القدم، ولكل من كانت له بصمة في القرار.
وأضاف: التحرك أيضاً سيكون في اتجاه البطولة العربية، والأمر ليس مرتبطاً بكرة القدم فقط، بل كل الألعاب، ولدينا منشآت تم الانتهاء منها بمواصفات عالمية وهناك أخرى لا زالت تحت الإنشاء، كما أن العراق يملك قاعدة كبيرة من الجمهور، وجميع مباريات غرب آسيا ستكون كاملة العدد، خاصة لو أن العراق طرف فيها.
وطالب العبيدي الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بإسناد بطولات إلى العراق في أقرب وقت، ولدينا جاهزية كاملة لأي حدث، وسنبرهن أننا قادرون على التنظيم على أعلى مستوى.
وأشار إلى أن العراق سبق له أن طلب استضافة كأس الخليج لكرة القدم، مراراً وتكراراً، وعدنا من جديد لنفس الطلب في استضافة الأشقاء الخليجيين، وحصلنا على وعود من عدد من الاتحادات الخليجية بالوقوف بجانب العراق لاستضافة الحدث الخليجي في النسخة المقبلة، ولكننا لن نعلن إلا بعد الحصول على موافقة رسمية من الاتحاد الخليجي.
وقال: في النسخ الماضية لكأس آسيا كانت هناك 4 إلى 6 منتخبات معروفة في المنافسة، ولكن نسخة الإمارات اختلفت كثيراً بوجود عدد كبير من المنتخبات التي فجرت مفاجآت مع ضربة البداية مثل الهند وتايلاند والأردن العائد بكل قوة، حيث يهدد شبح «الشرق» طموحاتنا العربية، وحتى الفرق التي خسرت في البداية كانت نداً قوياً، مثل تركمانستان وفيتنام والفلبين، وهو تأكيد أن هذه البطولة هي بطولة المفاجآت، وقد نجد فرقاً ليست مؤهلة للمنافسة ومرشحة للخروج من الدور الأول نجدها في القمة وتنافس في الأدوار النهائية، بعكس المواسم الماضية التي كانت مشاركتها تحصيل حاصل، والآن تطورت بشكل كبير للغاية، ومن الآن من الصعب أن تتكهن بمن سيصعد أم ستكون هناك مفاجآت وهو ما أتوقعه.
وتابع: الطموح أن تكون الفرق العربية من بين الفرق المتنافسة على اللقب، والأمل أن معظم المنتخبات العربية ما زالت تدور في فلكها، منها العراق الذي يحتاج إلى تخطيط من جديد، بينما المنتخبات الآسيوية أتت من بعيد متدرجة في التخطيط، والآن بدأت تجني الثمار من خلال الوجود القوي آسيوياً، وعلينا أن نعيد النظر في التخطيط الصحيح لكرة القدم العربية، وترتيب الحسابات من جديد، ولا نعتمد على الأندية في تطوير اللاعبين، ولا بد أن يكون للاتحادات خطط لتطوير لاعبي المنتخبات، بالتواصل مع الأندية، من خلال منظومة موحدة، لأن اختلاف فكر النادي مع مدرب المنتخب يجعل اللاعب مشتتاً.
وأضاف: المنتخبات العربية لا تملك عدداً كبيراً من اللاعبين المحترفين في أندية خارجية كي تتشرب الفكر الاحترافي بشكل صحيح، ومعظمهم يلعبون في الدوريات المحلية، ويجب أن يكون لدينا خطتان، الأولى أن تكون هناك استراتيجية واضحة بين الاتحادات والأندية، والثانية نحاول أن ننقل أنديتنا إلى مستوى الاحتراف الحقيقي ، وليس الوهمي الذي يعتمد على أموال الدولة، وفي هذه الحالة سيأتيك اللاعب جاهزاً فنياً وبدنياً، وإذا لم يكن لدينا احتراف في الخارج فلا بد أن نطبقه في الداخل.