هناء الحمادي (أبوظبي)
منذ الصغر ونورة الأميري تشعر بفضول شديد وحماس بالغ لاكتشاف الأشياء. في مختبر صغير خاص في زاوية غرفتها أجرت أولى تجاربها مع مجهر صغير. بدأ شغفها في هذا العمر بفن اكتشاف الأشياء وإنشائها. وعندما كانت تواجه أي تحديات أو صعوبات في الحياة كمثل أي طفل آخر، وجدت أن كل ما تحتاجه هو قلم أسود وورقة وأدوات هندسية للتخلص من الغضب والتوتر، من خلال ممارسة فن «الماندالا»، الذي يعد إحدى طرق تفريغ طاقة الحزن والغضب بالرسم. غير ذلك لديها شغف مبكر جداً بالقراءة.
حب نورة للطبيعة والحياة البحرية والنباتات خاصة دفعها لدراسة الهندسة الخضراء وإنشاء حملة لجمع التبرعات لإنقاذ الثدييات البحرية، بجامعة فيرجينيا تيك التي تدرس بها في الولايات المتحدة الأميركية، تخصص هندسة كيميائية وهندسة خضراء».
تتحدث الطالبة النجيبة بحماس بالغ عن دراستها، وتقول : «الهندسة الكيميائية هي أحد الفروع الهندسية التي أيضًا تعرف باسم الهندسة العالمية لأن إتقانها العلمي والتقني واسع جدًا. باختصار الهندسة الكيميائية هي كل شيء من تغيير المواد الخام إلى منتجات مفيدة نستخدمها كل يوم، الملابس التي نرتديها، والطاقة التي نستخدمها، والطعام الذي نستهلكه جميعًا يعتمد على الهندسة الكيميائية. نحن - كمُهندسين كيميائيين - نقوم بتطبيق علوم الكيمياء، الأحياء، الفيزياء، والرياضيات لحل المُعضلات التي يعاني منها كوكبنا.
توضح الأميري سبب اختيار التخصص“ منذ أن كنت طفلة صغيرة، كان لديّ حب غامر للكيمياء وأغلب أقاربي مهندسون وتحديداً والدي وهو مهندس كهرباء ودرس أيضًا في الولايات المتحدة الأميركية، مما دفعني للإطلاع نحو هذا المجال. كما أنني على يقين بأن المهندسين الكيميائيين يلعبون دوراً هاماً في مجتمعنا لأنهم أساس جميع أنواع المنتجات الصناعية وابتكار طرق لتوليد الطاقة الخضراء والمستدامة.
وتضيف «طوال حياتي، كان تعليمي دائمًا له الأولوية، مما دفعني إلى تحقيق التفوق الدراسي في الصف الثاني عشر بمعدل تراكمي 3.96/ 4».
وتضيف « السفر إلى قارة أخرى، على بعد آلاف الأميال من منزلي لم يكن سهلاً، فهو يتطلب تضحيات كبيرة. ولذلك، فإنني ملتزمة التزاماً كلياً ببذل قصارى جهدي أثناء دراساتي الجامعية لكي أحقق أمنيتي بأن أكون مهندسة كيميائية متفوقة».
سر النجاح
وعن سر نجاحها تؤكد «والدتي ووالدي كان لهم الدور الكبير في تكوين شخصيتي، فكُل نجاحاتي وإنجازاتي كانت بسبب دعمهم وتشجيعهم، شجعوني على خوض شتى التجارب بدون خوف، وعلموني أن أثق في نفسي وأن النجاحات تُصنع بالجهود التي أبذلها.. تضحياتي طوال رحلتي هي عقبات سأتغلب عليها من أجل عائلتي ووطني».
مرتبة الشرف
خلال المرحلة الجامعية حققت نورة الأميري التفوق بمرتبة الشرف في ثلاثة فصول دراسية أولها في فصل الخريف 2017، ثم في فصل الربيع 2018، والثالثة في فصل الخريف 2019. وتقول «في غضون السنة والنصف الأخيرة التي قضيتها في فرجينيا تيك، أصبحتُ نائباً لرئيس نادي الطلبة الإماراتي بالجامعة. وكانت فرصةً مميّزة لصقل مهاراتي القيادية عن طريق المشاركة في تنظيم احتفاليّ اليوم الوطني الإماراتي ويوم العلم الإماراتي. ونادي الطلبة الإماراتي - بالإضافة إلى النوادي الخليجية الأُخرى- الذين قاموا بتنظيم مُشاركات ملموسة شعرتُ من خلالها كما لو أنني كنتُ في بلدي.
أما إنجازاتي على المستوى الأكاديمي فقد قُمت بالمشاركة في أحد فرق البحث عن المواد الحيوية وهندسة الأنسجة. وكانت المهمة تتعلق بعملية البحث عن أعضاء وأنسجة صناعية، أمضيت وقتي في تعلّم كيفية تصنيع بعض الأحماض الكولاجينية المُساهمة في بناء بعض أعضاء الجسم (خصيصاً الكبد) على هيئة شكلٍ ثلاثي الأبعاد. هذه الأحماض تم استخدامها لتطوير ودراسة تعامل خلايا الجسم مع المواد المختلفة والميكروبات». واعتباراً من الخريف المقبل، ستنضم نورة لفريق آخر لخوض تجربة أخرى من أجل تطوير الخلايا الشمسية من مواد سهلة الصنع والمُساهمة في حفظ الطاقة للمستقبل.