دمشق (الاتحاد، وكالات)
قتل 15 مدنياً على الأقل أمس، جراء غارات شنها الجيش السوري على مدينة إدلب في شمال غرب البلاد، وفق احصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان، رغم سريان وقف لاطلاق النار أعلنته موسكو الخميس بموجب اتفاق مع أنقرة.
وقال المرصد: «قتل 15 مدنياً وأصيب أكثر من عشرين آخرين بجروح جراء غارات للجيش على المدينة الصناعية وسوق الهال المجاور في مدينة إدلب»، لافتاً إلى شن طائرات سورية وأخرى روسية أكثر من 100 ضربة على محافظة إدلب أمس، رغم سريان الهدنة الروسية التركية. وشملت الغارات الجوية كلاً من مدن وبلدات «أريحا، التلاته، البارة، معرة النعمان، معرشمشة، الحامدية، كفرنبل، أبو الضهور، بينين وحرشها، حنتوتين، منطف، الشيخ أحمد، داديخ، معرزيتا، كفروما، شنان، سرجه، خان السبل، إحسم، حاس».
وقال شهود ومصادر من المعارضة السورية إن طائرات روسية قصفت عدة بلدات يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في إدلب للمرة الأولى منذ بدء سريان وقف لإطلاق النار مع تركيا قبل يومين.
وقالوا إن مدينتي «خان السبل» و«معصران» وعدة مدن أخرى في محافظة إدلب استُهدفت بعد توقف دام يومين للضربات الجوية على آخر معقل لمقاتلي المعارضة، والذي تعرض للقصف لأكثر من شهر في هجوم جديد. وقال الناشط محمد رشيد «الضربات الجوية الروسية دمرت يومين من الهدوء النسبي الذي أعطى الناس متنفساً بسيطاً من الغارات اليومية».
وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمس، إن تركيا وروسيا تبحثان إنشاء «منطقة آمنة» داخل إدلب حيث يمكن للسوريين النازحين بسبب القتال قضاء فصل الشتاء في أمان. وأضاف للصحفيين في أنقرة أن «هجمات الحكومة السورية في المنطقة مستمرة على الرغم من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل ثلاثة أيام، وأن تركيا تعمل على تعزيز نقطة مراقبة تحاصرها القوات السورية».
وفر مئات الآلاف من الأشخاص من محافظة إدلب في الأسابيع الأخيرة حيث قصفت الطائرات الروسية والمدفعية السورية البلدات والقرى في هجوم متجدد يهدف إلى طرد المعارضة. وقال مسؤولون كبار في الأمم المتحدة هذا الشهر إن الوضع الإنساني تأزم مع هروب ما لا يقل عن 300 ألف مدني في محافظة إدلب، لينضموا إلى أكثر من نصف مليون شخص فروا من معارك سابقة إلى المخيمات القريبة من الحدود مع تركيا. وتقول موسكو إن قواتها، إلى جانب الجيش السوري والميليشيات المدعومة من إيران التي تقاتل إلى جانبها، تتصدى للهجمات التي تشنها المعارضة. لكنها تتهم مقاتلي المعارضة بتدمير «منطقة خفض التصعيد» التي أقيمت ضمن اتفاق بين روسيا وتركيا. وأعلنت موسكو هذا الأسبوع أنها فتحت ممرات آمنة للسماح للأشخاص الخاضعين لحكم المعارضة في محافظة إدلب بالفرار إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.