دبي (الاتحاد) - دفع فريق النصر ثمن تغيير “الاستراتيجية” الفنية التي اعتمد عليها منذ بداية الموسم، والتي تأكد أنها دون غيرها التي تضمن للفريق أن يحقق أفضل النتائج، ولذلك ظهر الفريق في مباراته أمام دبي في صورة مختلفة كثيراً عن التي كان عليها في المباريات الماضية، التي استطاع من خلالها أن يصل إلى المركز الثاني وأن يجمع 27 نقطة في 11 مباراة بالفوز في 8 مباريات والتعادل في 3 ليخسر 3 نقاط في أول محاولة لتغيير طريقة اللعب. أربك محاولات التغيير صفوف “العميد”، ولا أعرف سبباً للتغييرات التي أجراها الإيطالي والتر زنجا على التشكيلة في بداية المباراة بأن نقل المدافع الأيمن مسعود حسن من الجهة اليمنى إلى اليسرى مع الإبقاء على محمد علي المدافع الأيسر خارج الخطوط، وأشرك بدر ياقوت قلب الدفاع في مركز الظهير الأيمن، وهو ما جعل خط الدفاع بأكمله في حالة سيئة دفاعياً وهجومياً، وتأثر خط الوسط بغياب حبيب الفردان، كما تأثر خط الهجوم بغياب ديانيه. والغريب أن زنجا قام بتعديل تشكيلة الفريق في الشوط الثاني بإشراك محمد علي ليلعب في الجهة اليسرى وإعادة مسعود حسن إلى جهة اليمين على حساب بدر ياقوت، الذي لا يجيد اللعب على الأطراف، وهو ما يعتبر أمراً غريباً، ومن أسباب هبوط مستوى الفريق في المباراة، كما كان وجود الإيطالي لوكا توني في الخط الأمامي دون وجود ديانيه بمثابة العبء الثقيل على الفريق من الناحية الفنية، لأنه لم يمتلك القدرة على التحرك وملء نصف ملعب دبي، أو تشكيل الخطورة على المرمى رغم الفرص التي أتيحت له على مدار الشوطين. وأرى أن وجود لوكا توني قد تسبب في تغيير طريقة تفكير المدرب زنجا وطريقة اداء اللاعبين، فبعد أن كان “العميد” يعتمد على غلق الدفاع بإحكام واللعب على الهجمات المرتدة السريعة مع تحرك كل اللاعبين بطريقة “التتابع” لعمل خطوط متوالية في الدفاع والهجوم، أصبح الآن يعتمد على محاولة بناء الهجمة في وقت طويل والتركيز على الكرات العالية المرسلة إلى المهاجم الإيطالي، وهو ما لم يكن لوكا توني أهلًا له، بسبب حركته الثقيلة، وضعف لياقته البدنية، وقلة تركيزه أمام المرمى، وهو ما جعله يهدر العديد من الفرص السهلة، كما أن هذه الطريقة حرمت الفريق من إبداعات بريشيانو وليو ليما من العمق والتحرك الهجومي عند التحول من الدفاع لاستغلال المساحات الخالية في الفريق المناسب. وكانت هذه الطريقة وهذه التغييرات بمثابة الدعوة المفتوحة لفريق دبي ومدربه أيمن الرمادي للطمع في نقاط المباراة، خاصة في الشوط الثاني، وكان طبيعياً أن يلعب “الأسود” بنزعة هجومية بعد الاطمئنان إلى عدم وجود خطورة من جانب لوكا توني وعدم وجود أي دور للاعبي الوسط، ونجحت تغييرات الرمادي في زيادة الضغط على دفاع النصر وحارس مرماه، وهو ما أدى إلى هدف المباراة الوحيد من المهاري حسن محمد. ولا يمكن أن نغفل دور لاعبي دبي ومدربهم في الفوز، وذلك على الرغم من أن أخطاء تشكيلة النصر وطريقة لعبه هي أول أسباب فوز “الأسود”، وهو أمر وارد في كرة القدم، لأن كل مدرب يلعب دائماً على إمكانات لاعبيه وطريقة اللعب التي يقوم بتحفيظها لهم، وأيضاً طريقة لعب الفريق المنافس، وكيفية استغلال الأخطاء التي يقع فيها ونقاط الضعف التي تظهر لديه أثناء اللقاء.