أبوظبي (الاتحاد)

ما أجمل أن تملك قلباً ينبض بالوفاء.. ووطن يلبي النداء.. ويد تمتد بالعطاء.. ومبادرات تعانق السماء.. واسم من أغلى الأسماء.
ماراثون زايد الخيري ليس مجرد سباق يجرى في قلب نيويورك منذ عام 2005، ولكنه يحمل أجمل وأهم وأغلى رسالة إنسانية عرفتها ملاعب الرياضة، رسالة تبث الأمل وتنشر الخير وتلون حياة البشر بالسعادة.
ما أجملها من رسالة تمتزج فيها كل هذه الصور الرائعة التي نشاهدها كل عام في حديقة «سنترال بارك» مع قيم دولة لا يسبقها أحد في مضمار الخير، تسير على نهج الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي غرس بذور التسامح والحب في كل بقاع العالم، وما زالت أقواله وعباراته محفورة في القلوب ترسم ملامح الطريق للأجيال في ميادين العطاء: « ليس إنسانا من لا يشعر بالآخرين ويتعاطف مع مآسيهم بغض النظر عن دينهم وجنسهم وعرقهم».
نعم هذا ما كان يحبه زايد.. وهذا ما تحثنا عليه القيادة الرشيدة.. وتسير على نهجه الدولة.
أمام قوة الرسالة، تحول الماراثون إلى أهم المواعيد فوق أجندة الإنسانية، ومناسبة سنوية تجتمع فيها مختلف الجنسيات واللغات على حب الخير لتقدم المساعدة لمرضى الكلى حتى تجاوز عدد الذين شاركوا في كل النسخ السابقة الربع مليون متسابق، بينما وصلت حصيلة التبرعات لأكثر من 200 مليون دولار في الأربعة عشر عاماً الماضية، ما يلخص كل قصص النجاح وفصول الأمل التي سطرها ماراثون الخير منذ انطلاقته وحتى اليوم.
وأعلن ميج جيلمارتين المدير التنفيذي لمؤسسة هيلثي كيدني، التي يخصص لها ريع السباق سنوياً، كل تفاصيل النجاح الذي سطره الماراثون، وأكدت قبل بداية النسخة الأخيرة أن مجموع تبرعاته تجاوز سقف الـ 200 مليون دولار في كل النسخ السابقة، وأن عائدات دورة عام 2018 فقط وصلت إلى 40 مليون دولار، وهذا الرقم يؤكد أن العائدات تضاعفت بصورة كبيرة في آخر دورتين، ووفقاً لما سبق وأعلنته ماري جوتنبرج الرئيس التنفيذي للسابق للمؤسسة قبل 3 سنوات عندما وصل إجمالي عائدات الماراثون 145 مليون دولار، وهذا يعني أن عائدات الدورتين 13 و14 بلغ 55 مليون دولار ليتجاوز المجموع اليوم حاجز الـ200 مليون دولار.
هذه الأرقام تعكس حجم الجهد والعمل، وتروي مسيرة سنوات من النجاح للسباق، الذي انطلق للمرة الأولى عام 2005 بمشاركة لا تتجاوز 4 آلاف متسابق، وفي مسار محدد، ويتم تتويج أبطاله في إحدى زوايا حديقة سنترال بارك، واليوم أصبح يشارك فيه أكثر من 40 ألف متسابق، ويتجاوز في كل مرة السقف الرسمي للعدد المسموح به في سجلات سنترال بارك (15 ألف مشارك).
وبجانب الأرقام والصور الاستثنائية التي لامست القلوب، أطلت الإمارات بكل وجوه الخير والتسامح لتشرق على العالم بالدفء والبهجة والمحبة، وتشيد جسور التواصل والتقارب بين مختلف ثقافات وشعوب العالم.
في سنترال بارك تحولت النسخة 15 إلى احتفالية خاصة بمناسبة تزامنها مع مبادرة عام التسامح، حيث شهدت أعلى نسبة مشاركة بتجاوز أعداد المشاركين لـ40 ألف متسابق، وكانت التوقعات في محلها في هذا الاتجاه، حيث إن باب الاشتراك الرسمي تم إغلاقه قبل شهرين كاملين من موعد السباق للمرة الأولى في تاريخ الحدث.
واجتمعت كل قصص العطاء وقصائد الوفاء ومبادرات الأمل لتكتب فصلاً جديداً من فصول الإنسانية، فكان ماراثون زايد هو الحدث والقصة والرسالة والمعنى، بالأرقام والكلمات والصور.
السباق الذي احتفل بعامه الخامس عشر تحول إلى كرنفال سنوي يحمل اسم أغلى الرجال وقدم للعالم هذا الوطن بقيمه ومبادئه وتقاليده وحضارته وتنوع ثقافته، وبات اسم الإمارات في سباق العطاء يعنى الريادة والصدارة والمركز الأول، ويتجاوز بكثير حدود حديقة سنترال بارك ومساحة الولايات المتحدة ليمتد باتساع الكرة الأرضية في كل المجالات والميادين.
إنها الإمارات واحة الخير وقلعة العطاء وعنوان التسامح.

يوم الإمارات
تحولت النسخة 15 لماراثون زايد الخيري إلى كرنفال إماراتي ينبض بالحياة والحب، وأشرقت شمس الإمارات بتقاليدها وعاداتها وثقافتها وعراقتها في السنترال بارك، من خلال خيمة عربية تحتوي على الجلسة التقليدية الشعبية، وارتدى بعض طلبة الإمارات في الولايات المتحدة الزي التقليدي للدولة لالتقاط الصور مع الزوار، كما أقيمت فعالية نقش الحناء بالنسبة للسيدات.

أعلام الإمارات في «أمباير ستيت»
زينت أعلام الدولة العرس الإماراتي في نيويورك، وشهدت احتفالية النسخة الـ15 وضع علم الدولة وشعار الماراثون على مبنى «أمباير ستيت» لمدة خمسة أيام قبل السباق، وكذلك تم الترويج للحدث في شاشتين بـ«تايم سكوير» أشهر ميادين نيويورك ليحكي قصة الحدث العالمي منذ انطلاقته، خاصة أن الماراثون أضحى بالفعل أحد العلامات المتميزة لمدينة نيويورك العملاقة.

ترويج في «تايم سكوير»
عرضت شاشات تايم سكوير في قلب نيويورك فيلماً تسجيلياً عن الماراثون، وهدفه الخيري على مدار الساعة قبل النسخة 15، وكانت مدينة نيويورك قد شهدت أكبر حملة ترويجية للحدث عبر تاريخه، وذلك من خلال الإعلانات التي زينت الشوارع والمحال الرياضية بالبوسترات، بالإضافة إلى 75 حافلة من المواصلات العامة تحمل علمي الإمارات والولايات المتحدة وشعار السباق.

خيم وفعاليات
حرصت اللجنة المنظمة لماراثون زايد الخيري على تخصيص خيمة للأطفال تقدم خدمة الرسم على وجوههم، وشخص يقوم بإعداد الأشكال المختلفة من البالونات لهم.

الرسالة وصلت
جسدت النسخة الخامسة عشرة لماراثون زايد الخيري في نيويورك شعار تواصل الأجيال الذي جمع الصغير مع الكبير في «يوم الإمارات»، وهكذا كانت ريم عبدالله شاهين أصغر مشاركة بـ«4 سنوات» لفئة البنات، وأدهش زايد عبدالله شاهين الجميع، عندما شارك في حب زايد وعمره «سنتان».. رسالة مختلفة أدهشت الجميع في سنترال بارك.

تاريخ حافل
ارتبط اسم شركة «رود رنرز» بماراثون زايد منذ انطلاقته عام 2005، وهي شركة تملك في رصيدها تاريخاً طويلاً وحافلاً في تنظيم سباقات الماراثون، وقد استمدت سمعتها ومكانتها في السبعينيات من القرن الماضي، عندما قدمت للعالم ماراثون نيويورك الشهير لأول مرة عام 1970، ومن المفارقات التي شهدها السباق في الثمانينيات أن بطلاً واحداً هو الأميركي جريت والتز حقق الفوز باللقب 9 مرات على التوالي من عام 1978إلى 1987.

«Sold Out»
«Sold Out» أو نفاد بطاقات تذاكر المشاركة في ماراثون زايد الخيري عبارة دائما تعودنا عليها في معظم نسخ نيويورك ما يعكس الإقبال الكبير من المشاركين على خوض السباق في حديقة سنترال بارك وتعودنا دائما على تلقى اللجنة المنظمة إخطاراً من شركة «رود رنر» الأميركية المشرفة على تنظيم السباق سنوياً في حديقة «سنترال بارك»، يفيد بأن تذاكر المشاركة في السباق نفدت بالكامل «Sold Out»، قبل شهرين من موعد انطلاق السباق،
يشار إلى أن نسبة التسجيل الرسمي في الحديقة تصل إلى 13 ألف متسابق، وستكون أعداد المشاركين الإضافية خارج نسبة التسجيل الرسمي (13 ألف متسابق)، وبرسوم إضافية لمن يرغب في المشاركة.

«السوشال ميديا»
لحظة بلحظة وثانية بثانية، تابع عشاق ورواد مواقع التواصل الاجتماعي النسخة 15 لماراثون زايد الخيري في نيويورك، وقدمت «السوشال ميديا» وجبة دسمة عن الحدث وكواليسه، بقيادة الزميلة ديالا علي مع نجمي السوشال ميديا، سعود الكعبي وسعيد الشهراني.