على رغم تحرك الولايات المتحدة الأميركية ضد إيران والعقوبات التي فرضتها على طهران بهدف منعها من امتلاك سلاح نووي، وإيقاف دعمها وتمويلها للإرهاب والميليشيات الإرهابية، وتدخلها في شؤون الدول الأخرى، أكدت السلطات الإيرانية إنها ستواصل تخصيب اليورانيوم، في وقت أقرّ الرئيس الإيراني حسن روحاني ضمنياً بتأثير العقوبات على اقتصاد إيران.

ونقلت وكالتا أنباء إيرانيتين عن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني قوله اليوم السبت، إن إيران ستواصل تخصيب اليورانيوم رغم الرفض الدولي والتحرك الأميرك لمنعها من ذلك. 

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على نظام طهران، بهدف إجبارها على الكفّ عن إنتاج يورانيوم منخفض التخصيب وتوسيع محطتها الوحيدة للطاقة النووية، مكثفة حملتها التي تستهدف وقف برنامج طهران للصواريخ الباليستية والحد من تمويلها الإرهاب وتدخلها الواضح في شؤون دول المنطقة، وتمويل الميليشيات الإرهابية.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إن الممثل الخاص لشؤون إيران بريان هوك توجه إلى الأمم المتحدة، لإطلاع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن على سياسة بلاده المقبلة تجاه النظام الإيراني، تحضيراً لمشروع قرار يطالب بحظر تطوير وتصدير الأسلحة الباليستية الإيرانية، وتأكيد أهمية محاسبة إيران على تحديها قرارات المجلس بشأن تطوير وتصدير واختبار هذه الصواريخ، والحاجة إلى التنفيذ الكامل لجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما في ذلك تطبيق قيود السفر الملزمة قانوناً وحظر الأسلحة.

كما أكدت الإدارة الأميركية أنها لن تسمح لإيران بنقل فائض الماء الثقيل المستخدم في تخصيب اليورانيوم لمبادلته باليورانيوم الطبيعي. وقالت المتحدّثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس إن "إدارة ترامب تواصل معاقبة النظام الإيراني بسبب أنشطته التي تهدد استقرار المنطقة وتضر بالشعب الإيراني. وهذا يشمل منع إيران من الوصول إلى السلاح النووي".

ولوّحت الولايات المتحدة بفرض عقوبات ضد أي جهة تعمل على مساعدة إيران في توسيع مفاعل بوشهر النووي. وطالبت وزارة الخارجية الأميركية النظام الإيراني بوقف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إن "فيلق القدس" يقود حملات إيران الإرهابية، في جميع أنحاء العالم، مضيفاً في حديث إذاعي، أن "عناصر فيلق القدس يعملون بأمر من قيادة الحرس الثوري"، ووصفهم بأنهم "عائلة مافيا".

اقرأ أيضاً: مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان "مستاءة" من إعدام إيران طفلين وتعذيبهما

كذلك قال بومبيو إن "الحرس الثوري" يملك نحو عشرين في المئة من الاقتصاد الإيراني، وذكر أن مهمة واشنطن هي كبح قدرات "فيلق القدس" وتقليل قدرته على إنفاق ما بين سبعمائة مليون دولار ومليار دولار في السنة، على "حزب الله" والميليشيات الأخرى.

ونقلت وكالة "الطلبة للأنباء" شبه الرسمية عن لاريجاني قوله "بموجب (الاتفاق النووي) يمكن لإيران إنتاج المياه الثقيلة وهذا لا يعد انتهاكاً للاتفاق. ومن ثم سنواصل نشاطنا في التخصيب". وأوردت وكالة أنباء "فارس" تقريراً مماثلاً.

وفي دليل آخر على الأزمة الإيرانية وتأثير العقوبات في الاقتصاد الإيراني، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم السبت، إن إيران يجب أن تتصدى للعقوبات الأميركية عن طريق مواصلة تصدير النفط وتعزيز الصادرات غير النفطية.

وجاءت تصريحات روحاني التي بثها التلفزيون الرسمي على الهواء بعد يوم من تحرك واشنطن لإجبار إيران على الكف عن إنتاج يورانيوم منخفض التخصيب وتوسيع محطتها الوحيدة للطاقة النووية في تكثيف لحملتها التي تستهدف وقف برنامج طهران للصواريخ الباليستية والحد من نفوذها بالمنطقة.

وقال روحاني إن "أميركا تحاول خفض الاحتياطي الأجنبي... ومن ثم علينا زيادة دخلنا من العملة الصعبة، وخفض إنفاقنا من العملة"، مضيفاً: "يجب أن نرفع الانتاج ونزيد من صادراتنا (غير النفطية) وأن نقاوم المخططات الأميركية ضد بيع نفطنا".

وهذا الإجراء الذي اتخذته الولايات المتحدة أمس الجمعة، هو ثالث إجراء عقابي ضد إيران في غضون ثلاثة أسابيع.

وقالت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إنها لن تمدد إعفاءات كانت منحتها لدول تشتري النفط الإيراني وذلك في محاولة لوقف صادرات النفط الإيرانية نهائياً. كما أدرجت واشنطن قوات "الحرس الثوري" الإيراني على قائمتها السوداء.

وبدأت جهود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمعقبة إيران بانسحاب الولايات المتحدة العام الماضي من الاتفاق النووي الذي أبرمته هي وقوى عالمية أخرى مع إيران في عام 2015.