فريق بحثي بجامعة الإمارات ينجح في استخدام الزعفران للوقاية من سرطان الكبد
السيد سلامة (أبوظبي)- نجح فريق بحثي في كلية العلوم بجامعة الإمارات العربية المتحدة في إحراز تقدم علمي هام يتعلق بتأثير استخدام الزعفران للوقاية والعلاج من سرطان الكبد،وتوصل الفريق عقب دراسات مخبرية دقيقة إلى وجود تأثير وقائي كيميائي هام للزعفران ضد سرطان الكبد في الحيوانات المختبرية، ويمثل الزعفران أحد النباتات العشبية المضافة لأنواع من الطعام والمشروبات ويستخدم على نطاق واسع في منطقة الخليج والشرق الأوسط.
وكان الفريق العلمي البحثي برئاسة البروفيسور عمرو أمين من قسم علوم الحياة بكلية العلوم بجامعة الإمارات العربية المتحدة قد قام بإعداد الدراسة الشاملة التي مولتها مؤسسة الإمارات، استمرت على عدة مراحل وأسفرت عن نتائج ملموسة بالتوصل إلى استخدام الزعفران في الوقاية من سرطان الكبد ونجاح التجارب المخبرية، ويعمل الفريق البحثي في المزيد من الأبحاث والدراسات المتعلقة بهذا الموضوع، كما يتواصل معه المرضى لأخذ النصيحة والدعوة للتجارب الإكلينيكية السريعة.
وأكد الدكتور عبدالله الخنبشي مدير الجامعة لـ«الاتحاد» أهمية هذا السبق العلمي الذي احتفت به مختلف الأوساط العلمية في العالم، خاصة وأنه يقدم تطوراً جديدا فى بحوث الأورام وخاصة سرطان الكبد الذي يعتبر أحد السرطانات القاتلة، مشيدا بجهود الفريق البحثي وبدور المؤسسات التي تقوم بدعم جهود برامج البحث العلمي بالجامعة، وقال إن هذه المساحة الجديدة من النجاحات التي تحققها الجامعة تحظى بدعم مباشر من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة المهمة في مجال المساهمة على صعيد الأبحاث الجارية والبارزة وفق أعلى معايير الأبحاث الدولية قد أكسبت جامعة الإمارات العربية المتحدة موقعاً متفرداً، حيث أبرزت مؤخراً مجلة أخبار العلوم ( Science News ) وهي مجلة علمية دولية مرموقة خبراً عن تأثير الزعفران في الوقاية من سرطان الكبد ،ونشرت المجلة الدراسة الأصلية لفريق البحث الإماراتي في علم أمراض الكبد بدعم من الجمعية الأميركية لدراسة أمراض الكبد.
وأظهرت الدراسة أن الزعفران - أحد التوابل المعروفة الذي يضيف النكهة واللون إلى الطعام - يوفر تأثيراً وقائياً كيميائياً مهماً ضد سرطان الكبد في الحيوانات المختبرية. فعندما تم إعطاء الزعفران للفئران التي أحدث لديها سرطان الكبد عن طريق استخدام مادة ديثيلنيتروسامين (diethylnitrosamine (DEN لوحظ توقف تكاثر الخلية وتنشيط الاستماتة، ويعد سرطان الكبد الخامس شيوعاً من أنواع السرطانات،والمسبب الرئيسي الثالث للوفاة على مستوى العالم.
وتؤكد الدراسات الطبية أن الإصابة المزمنة بالتهاب الكبد النوع من النوعين «بي و سي» هي من عوامل خطر الإصابة بسرطان الكبد، كما يعد التعرض للمواد المسرطنة في البيئة وزيادة نسبة الحديد، ومرض الكبد الدهني والإدمان على الكحول من العوامل المساهمة في تطور سرطان الكبد.بالإضافة إلى عنصر «دي اي إن» وهو من المواد المسرطنة في البيئة ويتواجد في التبغ ومستحضرات التجميل والبنزين وبعض الأطعمة المصنعة.
وقال البروفيسور بيتر فرنر عميد كلية العلوم بجامعة الإمارات العربية المتحدة: إن الفريق العلمي برئاسة البروفيسور عمرو أمين عمل في البحث عن وسائل تسيطر على السرطان باستخدام المواد الطبيعية الأمر الذي قاده إلى خطة بحثية طموحة في كلية العلوم لتحقيق هذا الهدف، وتضمنت الخطة تمويل وتسهيل الأنشطة البحثية للبروفيسور أمين ودعم طلبته في الماجستير والدكتوراه وتشجيع التعاون والتفاعل مع العلماء في أميركا الشمالية وأوروبا.
وأضاف أنه وبالرغم من محدودية الأجهزة التحليلية والمختبرية، تمكن البروفيسور أمين بالتعاون مع فريقه البحثي من تحقيق هذا السبق العلمي والبرهنة على تأثير الزعفران كمادة طبيعية للتحكم بنمو سرطان الكبد.
من جهته قال البروفيسور عمرو أمين رئيس الفريق البحثي أن أبحاث مكافحة السرطان تستدعى اهتماما أكبر بالمواد الوقائية الكيميائية للأعشاب والنباتات الطبيعية، وعلى الرغم من الخيارات العلاجية المحدودة إلا أن سبل مكافحة نمو السرطان هي من ضمن أفضل الاستراتيجيات للوقاية من هذا المرض.
وقال: إن دراسات سابقة دلت على أن الزعفران المستخرج طبيعياً من النبات، يحتوي على مواد مضادة للأكسدة ومضادة للسرطان ومضادة للالتهاب. بما يوضح إمكانيات استخدام الزعفران في منع نمو وتطور سرطان الكبد، كما تم استخدام الـ «دي اي ان» في انتاج الانسجة المرضية في الفئران ومحاكاة الأورام الحميدة والخبيثة في الإنسان، وقام الفريق البحثي بإعطاء الزعفران إلى الحيوانات بجرعات مختلفة قبل أسبوعين من حقنها بالـ «دي اي ان» واستمروا بعمل هذا الإجراء لاثنين وعشرين أسبوعاً.