حسن حسني وانتصار ولطفي لبيب ثم البطل‏،‏ هذه هي الجملة الأكثر انتشارا حاليا في الوسط الفني المصري، وتكشف عن كيفية تعامل المنتجين مع ممثلي الأدوار الثانية‏،‏ فكثيرون منهم لا يبدأون عملا سينمائيا دون وجود عم حسن حسني‏،‏ من باب البركة‏، فاسمه يجلب الحظ والنجاح‏،‏ وآخرون يطلبون صلاح عبدالله‏ وعبدالله مشرف‏ وطلعت زكريا‏ وعزت أبوعوف وانتصار، لضمان حالة الضحك في الفيلم‏. عم حسن حسن حسني هو «تميمة الحظ» أو بركة الأفلام‏،‏ كما يطلقون عليه‏،‏ فوجوده في أكثر من عمل سينمائي هذا الموسم‏ طبيعي، وهو يقوم بنفس دور الأب مع اختلاف تفاصيل الشخصيات‏،‏ فهو في أحد الأدوار أب شديد الحنان وفى آخر شديد القسوة‏ وفى ثالث متهاون وصديق لابنه‏.‏ عم حسن كما يطلقون عليه،‏ لا يرى أن هناك غضاضة من ظهوره المتكرر في نفس الدور خاصة أنه يقوم بذلك لمساندة النجوم الشباب‏،‏ وإذا كانوا يتفاءلون به فليس هناك مانع من ذلك‏،‏ ولا يهمه كثيرا أو يعنيه النقد الذي يوجه إليه حول أدواره،‏ بل إنه يرفض إجراء أي حوار صحفي أو تليفزيوني‏‏ لأنه يعمل فقط‏،‏ وشعاره ‏لاتوقف عن العمل‏،‏ حتى تحولت سيارته إلى غرفة ملابس متنقلة‏، تضم جميع أزياء الشخصيات التي يجسدها سواء‏ في السينما أو التليفزيون‏.‏ انتصار قاسم مشترك وتسير الممثلة انتصار على نفس الدرب وتحاول التواجد الدائم في جميع الأعمال السينمائية والتليفزيونية، ولا ترى عيبا في ذلك‏ وتشعر بسعادة عندما يتساءل البعض‏،‏ عن انتشارها‏، وتقول: عندما يبدأ المخرج والمنتج والبطل التحضير لأي عمل يقال‏:‏ حسن حسني وانتصار‏، ثم باقي الأدوار‏، وهذا يسعدني وكل منا يحب أن يكون القاسم المشترك في كل أفلام الموسم ومع كل النجوم ‏ وهذا يعني أنني مهمة وموهوبة‏،‏ وحتى لو كانت الأدوار متشابهة أو مكررة فأنا في مرحلة مهمة من حياتي الفنية والشخصية، وعملت مع كل النجوم أمثال أحمد آدم‏،‏ ومحمد هنيدي‏‏ ومحمد سعد‏ وكريم عبدالعزيز وأحمد حلمي وأحمد رزق وغيرهم، والمعيار عندي طبيعة الدور حتى لو كان عدد المشاهد قليلا‏،‏ مثلما حدث في فيلم «سهر الليالي» حيث كان الدور قصيرا في مساحته‏،‏ ومؤثرا دراميا‏.‏ وأضافت انتصار: تقديم اكثر من عمل في نفس الموسم‏،‏ لا يقلقني،‏ لأنني من الممكن أن أقدم فيلمين أو ثلاثة في نفس الموسم‏،‏ وفي موسم آخر لا أقدم أعمالا‏،‏ لذلك أهتم بأن يكون لدي أكثر من عمل في آن واحد والظهور بأدوار مختلفة‏، وفي المواسم الأخيرة أصور أكثر من فيلم‏،‏ لكن يتم عرض فيلم وتأجيل الباقي إلى مواسم أخرى وأستطيع التنسيق بين كل الأدوار التي أصورها، حيث اعتبر نفسي مازلت في بداية الطريق‏، رغم كل هذه السنوات في عالم الفن. لبيب في «خط النص» لطفي لبيب لم يجد الوقت لاستلام جائزته في مهرجان جمعية الفيلم عن دوره في فيلم «واحد صفر»، فأرسل ابنته بدلا منه، كما يرفض الظهور في البرامج وسيظهر في موسم الصيف بأكثر من فيلم. ويقول:‏ وجود الفنان في أكثر من عمل في وقت واحد لا يؤخذ ضده‏،‏ خاصة إذا كانت الأدوار غير متشابهة‏،‏ وهذا ما حدث معي خلال المواسم‏ الماضية، وهذا في صالح الممثل لأنه يجتهد في أداء كل شخصية‏، ومع اختلاف الشخصيات يستطيع أن يتألق أكثر ويسعد الجمهور‏.‏ وقال ان انتقاد انتشار الفنان لا معنى له مادام يستطيع تقديم عملين في وقت واحد كل منهما يختلف عن الآخر وشخصيته في كل منهما من أقصى اليمين الى أقصى اليسار. وأضاف: في كل عمل أقدمه أنحاز للشخصية التي أقدمها وليست لي علاقة بنجاح أو فشل العمل‏، لأنني مسؤول عن الشخصية‏ التي أجسدها والسؤال يوجه الى منتج ومخرج وبطل ومؤلف العمل‏، لأنني أعتبر نفسي في خط النصف بملعب التمثيل‏،‏ ولا أسأل عن نجاح أو سقوط فيلم‏.‏ مشرف في كلمتين ويشارك عبدالله مشرف هذا الموسم في ثلاثة أفلام‏ هي «نور عيني» بطولة تامر حسني و»عسل أسود» بطولة أحمد حلمي و»اللمبي 8 جيجا» بطولة محمد سعد. ويقول إن عمر الفنان مهما طال قصير، وما دام يستطيع التوفيق بين الأعمال المختلفة فلا مانع من تمثيل 10 أدوار خاصة إذا كانت مختلفة. ويضيف: كل ما اشترطه في الأفلام التي تعرض عليَّ التوفيق بين مواعيد التصوير وأن أقدم تفاصيل جديدة للشخصية‏، ولا اهتم بأن الدور كبير أم صغير‏، ولا أنظر الى أفيش الفيلم أو حجم اسمي أو وجودي فيه‏، فهناك أفلام أجد اسمي في موقع جيد‏، وأفلام أخرى لا أجد فيها اسمي على الأفيش‏، وهذا يخضع لرأي المنتج‏ ولو أرسل لي منتج كلمتين اثنتين في دور في فيلم وأنا غير مرتبط بعمل سوف أقدمه‏، لأنني لست بطل العمل‏، والجمهور يقول إنه سيشاهد فيلم محمد سعد أو عادل إمام أو أحمد حلمي، أو كريم عبدالعزيز، أو هنيدي، وليس فيلم عبدالله مشرف‏ ولا يعنيني كثيرا أن ينظر المنتجون لي على أنني من إضافات الأفلام أو بركة لنجاحها‏، فالمهم إحساسي بالدور‏، ثم إعجاب الجمهور بأدائي‏.‏ لا مشكلة أما طلعت زكريا‏ الذي اعتاد الظهور دوما في دور صديق البطل يقوم حاليا ببطولة فيلم «سعيد حركات» وأكثر من مسلسل‏ ويقول: لا مشكلة في الظهور بأكثر من عمل في موسم واحد مادام كل عمل مختلف عن الآخر ونحن لا نقصد ذلك‏‏ بل نصور الأعمال بشكل عام‏، أما توقيت العرض فلا نتحكم فيه ولا ندري عنه شيئا والمهم أننا موجودون ونقدم أعمالا تنال إعجاب ورضا الجمهور‏، سواء أطلق علينا النقاد تميمة الحظ‏، أم ممثلي الدور الثاني‏. ممثلون يكررون أنفسهم يقول الناقد السينمائي طارق الشناوي‏ إن هذه الظاهرة موجودة منذ بداية السينما المصرية‏، حيث كان المنتجون والمخرجون يستعينون بممثلين مثل ماري منيب وعبدالفتاح القصري في أفلام نجيب الريحاني، وفي مرحلة أخرى كانت تتم الاستعانة بإسماعيل يس والنابلسي وزينات صدقي‏، وهو ما تعودنا عليه‏، ومن الممكن أن تأتي مثل هذه الأدوار بنتائج إيجابية عندما يتم الدفع بهؤلاء الممثلين الذين اعتادوا الظهور في هذه الأدوار للظهور في أدوار أكبر‏، مثل محمد هنيدي عندما عمل لفترة في أدوار صغيرة مع عادل إمام‏، وهذه شريعة السينما‏، لكن الفرق بين السينما زمان وحاليا هو أن صناع الأفلام القديمة كانوا يجيدون تقديم شخصيات الممثلين‏، لكن الآن يتم تركيب هؤلاء الممثلين أمثال حسن حسني وصلاح عبدالله وانتصار على السيناريو قبل البطل‏، حتى يلتحقوا بالفيلم‏، وهذا ما يجعل هؤلاء الممثلين يكررون أنفسهم بنفس المساحات والإيفيهات‏، ولابد أن يمتلكوا مساحة القبول والرفض حتى يتمردوا على هذه الصورة‏.