دون اعتبار للمظهر الحضاري تقوم الكثير من ربات البيوت بنشر الملابس»الداخلية» بصورة غير لائقة على نوافذ البيوت وفي الشرفات. ورغم سن الكثير من القوانين، وفرض الغرامات المالية المضاعفة مازال البعض يتجاهل الالتزام بتلك القوانين ويضربون عرض الحائط بآداب وأخلاقيات عامة. رغم الحملات التفتيشية التي ينفذها مراقبو قسم إدارة مظهر المدينة التابع لبلدية أبوظبي، إلا أن البعض مازال مصرا على نشر الملابس بصورة فجة على شرفات المنازل ونوافذها دون مراعاة للمنظر العام للبناية التي يقطنون بها، فالكثير منهم ينشر الغسيل بمختلف الأشكال والأحجام، ويتفنن البعض بنشر ما لا يجب نشره من ملابس تخدش الحياء، كما يحدث في بعض الأحيان أن تسقط بعض الملابس على الأرصفة أو فوق السيارات. ذوق عام تقول مريم سيف، ربة منزل: «كثيرا ما يصادفني أثناء سيري في الشوارع ملابس داخلية منشورة على حبال الغسيل على الشرفات بلا مراعاة للذوق العام»، لافتة إلى أن بعض الأسر تستحي من نشر الملابس النسائية على شرفات المباني. لكن البعض، كما تقول: «يضربون عرض الحائط بالذوق العام وينشرون الملابس الداخلية بدون مراعاة لمناظرها التي تثير المشاعر أو تشوه منظر العمارة، وفي كثير من الأحيان تنم عن قلة الحياء»، مطالبة ربات البيوت والأشخاص الذين ينشرون ملابسهم علنا بإرساء مفهوم الحفاظ على جمال مظهر المدينة، بما يخدم المصلحة العامة للناس، إلى جانب المساعدة على نشر الوعي بالقيم الحضارية الصحيحة والحفاظ على الذوق الجمالي». أما أم فهد، ربة منزل فتوضح جانباً مهما من تلك الظاهرة فتقول: «مازلنا ننشر الغسيل لكن على الأسطح والشرفات الداخلية، فجميع العائلات التي تقطن بجانبي متفقون على «الحياء والحشمة واجتناب المنكر»، فالثياب الداخلية للنساء والرجال كانت تغطى بقطعة قماش تجنب المارة والأهل والجيران من رؤيتها، وإلى الآن ما زالت الكثير من الأسر، تخجل من أن يرى رجال العائلة التي تسكن في بيت واحد ملابس محارمهم». وتحرص الكثير من ربات البيوت على تنسيق الملابس بطريقة تنسجم مع أحجام القطع المنشورة وألوانها، إلا أن بعضهن لا يكترثن بكيفية نشر الملابس الداخلية. تقول رندا خليل (موظفة): «أرفض نشر أي من قطع الغسيل دون مراعاة التنسيق في حجم ما هو منشور». وتتابع: «معظم الملابس التي أقوم بنشرها تكون داخل غرفة تطل عليها الشمس لتجف، وبخصوص ما تقوم به بعض السيدات بنشر غسيلهن لملابس فيها نوع من الخصوصية، أعتقد أن ذلك يرجع إلى مدى معرفتها إن كان هذا مخالفا للقوانين، خاصة أن بلدية أبوظبي تشدد على منع نشر الملابس على الشرفات وفرضت الكثير من الغرامات على العائلات التي تكرر ذلك، لكن الخادمة التي عادة ما تنشر الغسيل تجهل هذه القوانين وتنشر ملابس داخلية بدون أن تنبهها سيدة المنزل، وهنا يقع الخطأ على ربة البيت». تزايد الظاهرة يعتبر شهاب الشحي، موظف، أن تعليق الغسيل لكي يجف في شرفات البيوت المطلة على الأزقة الضيقة أو على شرفات المباني المطلة على الشوارع ‹›مظهر غير حضاري، يجب الحد منه، حفاظاً على جمالية المدينة». ويضيف «في الوقت الذي تستحي الكثير من ربات البيوت وخاصة العائلات الإماراتية من نشر غسيلها على الملأ على الأسطح والشرفات، نلاحظ أخريات ينشرن الملابس الداخلية بلا حرج، فيما ضعفاء النفوس يصورون تلك المناظر». وأعرب هاني جعفر عن استيائه من ظاهرة تزايد نشر الملابس وخاصة التي تحمل الخصوصية في أحياء العزاب أو بعض المباني التي توجد بها عائلات آسيوية، في هذا الصدد يقول: «أصبحت الكثير من الشرفات الموجودة في البناية تنتشر فيها هذه الظاهرة التي تشوه جمال المدينة وتشوه منظر العمارة»، موضحا أن بعض السيدات ينشرن ملابس ملفتة وتنم عن قلة حياء، وهذا ما يتنافى مع عادات وتقاليد البلد، إلى جانب أنها كثيرا ما تسقط على الأرض أو في شرفة أخرى، مطالبا بأن تكون هناك قوانين صارمة لمن يخالف، وذلك بفرض غرامة مالية مرتفعة». وتؤيد سلافة توفيق منع نشر غسيل الملابس في واجهات المباني والشرفات المطلة على الشوارع الرئيسية». وتعترف سها نورس، موظفة، أنها دفعت غرامة مالية لبلدية أبوظبي عنها تقول «بسبب عدم وجود شرفة لنشر غسيلي، اضطر في كثير من الأحيان إلى نشر الملابس الخارجية والداخلية على واجهة النوافذ»، مشيرة إلى أنها تعلم أن هذا يؤدي إلى تشوية منظر العمارة والمدينة، ولكن ما باليد حيلة». وتضيف «مهندسو البناية، لم يفكروا في تخصيص غرفة أو شرفة لنشر الغسيل، وهذا الأمر تعاني منه الكثير من المباني ذات النوافذ الكثيرة، موضحة أن لديها أطفالا يحتاجون يوميا إلى نشر غسيلهم، ناهيك عن ملابسها وزوجها والخادمة»، لافتة إلى أنها حصلت في المرة الأولى على مخالفة مالية قدرها 500 درهم، وثانية قدرها 1000درهم وآمل ألا أحصل على ثالثة». عقوبة - سنت بلدية أبوظبي عقوبة على كل من يقوم بنشر الغسيل على الشرفات والنوافذ تبلغ نحو 500 درهم عند حدوث المخالفة لأول مرة، وفي حال تكرارها ثانية تتم مضاعفة قيمة الغرامة المالية لتصبح 1000 درهم، ترتفع إلى 1500 درهم عند تكرارها للمرة الثالثة على التوالي من ذات الشخص أو البيت أو العائلة. فن نشر الغسيل - نشرت الصحيفة النيوزيلندية «نيوزيلند هيرالد» خبرا طريفا عن اعتبار نشر الغسيل عملية فنية، ففي الوقت الذي يمنع القانون سكان الشقق في نيوزيلندا من تعليق الغسيل في شرفات تطل على شوارع وسط المدينة، فإن مجلس مدينة أوكلاند يشجع تعليق صفوف من الملابس الملونة بالشرفات المطلة على إحدى المناطق الرئيسية في المدينة. ويعتبر المجلس هذا السلوك عملا فنيا يرفرف في الهواء؛ فهو سيضفي على منطقة «أبر فالكان لين» طابع دول جنوب أوروبا في إطار خطة تسعى لتحويل هذه المنطقة التجارية إلى مركز للحركة الثقافية النشطة.