الزوجة الثانية
المشكلة :
عزيزي الدكتور :
أنا فتاة أبلغ من العمر ثلاثين عاماً. أحمل مؤهلاً متوسطاً. تقدم للزواج مني رجل في الأربعين من عمره، متزوج من أخرى، وهو يعمل في وظيفة جيدة، وحالته المادية ممتازة، وهو متدين ويتمتع بأخلاق فاضلة للغاية، لكن لدية أربعة أبناء في مراحل دراسية مختلفة، ويرغب في الزواج نظراً لأن زوجته مريضة نفسياً منذ ست سنوات، وأنه لن يخبرها بالزواج الآن مراعاة لظروفها، وبعد الموافقة حرصا على مشاعرها وانه سوف يخصص لي سكنا خاصاً في مدينة أخرى قريبة. وقد استخار الله ويتمسك بي، لكن أهلي متخوفين من الموافقة، ورموا الكرة في ملعبي وتركوا لي حرية اتخاذ القرار بعد مناقشات ومداولات وأنا في حيرة من أمري، فماذا أفعل ، وبم تنصحني والله المستعان وجزاكم الله خيراً.
سميرة ف
النصيحة:
لقد شرع الله عز وجل التعدد وذلك في قوله تعالى في كتابه العزيز: ( وإن خفتم ألا تُقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا).
وإبلاغ الرجل زوجته برغبته في الزواج هو إكراماً لها وذلك اقتداء بسيدنا علي رضي الله عنه عندما أراد أن يتزوج على فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وكان علي قد رغب في الزواج من بنت أبي جهل، فلم يرضَ النبي صلى الله عليه وسلم وبيّن النبي السبب وهو ألا يجتمع تحت رجل واحد بنت رسول الله وبنت أبي جهل عدو الله ، ولكن عندما توفيت السيدة فاطمة تزوج علي بأكثر من امرأة، وجمع بينهن؛ لأن المبرر لم يعد قائما، ومن هذه القصة نعلم أن عليا لم يقم بالزواج إلا بعد الاستئذان، وهذا من باب حسن السلوك، وليس واجبًا، ولا فرضًا شرعيًا.
ومن ثم ننصحكِ أن تطلبي منه أن يخبر زوجته قبل عقد القران- إن كان ذلك لن يؤثر على سلامتها النفسية لأنني لا أعلم طبيعة مرضها ـ وأن تتواصلي مع زوجته الأولى بكل حب ووفاء، وأن تعرفي رأيها في الأمر، وأن تتأكدي أنك لن تكوني سبب انهيار الأسرة الأولى خاصة أن له من الأبناء أربعة، وأن تتأكدي أنها لن تطلب منه الطلاق عند زواجكم، حتى لا تدخلي حياة بدايتها مشاكل وصراعات انت في غنى عنها.