أعلن الإمبراطور الياباني أكيهيتو، اليوم الثلاثاء، التنازل عن "عرش الأقحوان"، وذلك بعد ثلاثين عاماً من اعتلائه، في أول تخل عن العرش في اليابان منذ أكثر من 200 عام.
وتنظم الحكومة مراسم في القصر الامبراطوري بوسط طوكيو الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (08:00 بتوقيت جرينتش)، سيحضرها نحو 300 شخص، من بينهم أفراد آخرين من العائلة الامبراطورية ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي وأعضاء حكومته.
وقال الإمبراطور 85 عاماً خلال حدث في فبراير بمناسبة الذكرى الثلاثين لاعتلائه العرش: "منذ أن توليت العرش كإمبراطور وحتى يومنا هذا، قضيت أيامي أصلي من أجل السلام في البلاد ومن أجل سعادة الشعب والتفكير في دوري كرمز للدولة".
وأضاف: "لقد تمكنت من أداء واجباتي بفضل شعب اليابان الذي أفتخر برمز الوحدة فيه، وأسعد بذلك".
وسيصبح كل من الامبراطور أكيهيتو وزوجته الامبراطورة ميتشيكو بعد التنازل عن العرش، إمبراطوراً شرفياً وإمبراطورة شرفية، وذلك وفقا لما ذكرته وكالة أنباء القصر الإمبراطوري.
ولن يحضر الزوجان- أكيهيتو وميتشيكو - مراسم رسمية أخرى يوم غد الأربعاء، سيجري خلالها تنصيب ولي العهد الأمير ناروهيتو 59 ،عاماً، الابن الأكبر للإمبراطور أكيهيتو، امبراطورا جديدا لليابان.
وستشكل الخلافة الإمبراطورية بداية حقبة جديدة لليابان.
وستتاح للجمهور الياباني الفرصة لمقابلة الإمبراطور الجديد وزوجته الإمبراطورة ماساكو، 55 عاماً، وأعضاء آخرين ضمن العائلة الإمبراطورية في الرابع من مايو المقبل، حيث تقرر أن يظهروا في شرفة القصر، وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء القصر الإمبراطوري.
اقرأ أيضاً... اليابان تستعد لـ"ريوا" الجديدة بعد تنازل الإمبراطور
في منتصف مارس، بدأ الإمبراطور أكيهيتو سلسلة من الاحتفالات والطقوس لتنازله عن العرش، حيث قام بزيارة ضريح الزعيم الأول الأسطوري الياباني، الإمبراطور جيمو ، في مدينة كاشيهارا غربي البلاد.
في رحلته الأخيرة خارج طوكيو في وقت سابق من هذا الشهر، قام الإمبراطور والإمبراطورة بالصلاة في ضريح شنتو القديم في وسط اليابان. ويخصص هذا الضريح لإلهة الشمس أماتيراسو أوميكامي، التي يقال إنها إله أجداد العائلة الإمبراطورية.
وقبل أسبوع، زار الزوجان قبر الإمبراطور هيروهيتو، والد أكيهيتو، في مقبرة موساشينو الإمبراطورية في المنطقة الغربية من طوكيو.
وتم تنصيب أكيهيتو إمبراطورا لليابان في الثامن من يناير ،1989 وكان يبلغ من العمر آنذاك 55 عاماً، وذلك في أعقاب وفاة والده الإمبراطور هيروهيتو، الذي خاضت اليابان خلال عهده الحرب العالمية الثانية وهُزِمتْ فيها.
وكان الإمبراطور أكيهيتو أعرب عن رغبته في التنازل عن العرش في رسالة نادرة عبر مقطع فيديو في أغسطس من عام 2016، وأرجع أسباب هذه الرغبة إلى مشاعر القلق من أن يمنعه تقدمه في العمر وضعف حالته الصحية من أداء واجباته الرسمية كرمز للدولة.
وحيث أن الإمبراطور لا يتمتع بأية سلطة سياسية، فلا يمكنه أن يناقش مسألة تخليه عن العرش بشكل مباشر، وبالتالي فإن البرلمان الياباني أقر في يونيو 2017 تشريعاً يسري لمرة واحدة فقط يمكنه من التنازل عن العرش.
وتقول العائلة الإمبراطورية اليابانية إنها تنتمي إلى أطول نسب وراثي حيث يعود لأكثر من 2600 عام ، وفقاً للحكومة.