أبوظبي (الاتحاد)

شباب باهتمامات متباينة ومختلفة، قدموا من مناطق ومدن شتى إلى الخدمة الوطنية ليلبوا نداء القيادة الرشيدة التي استثمرت بهم وراهنت عليهم، وانخرطوا منتقلين من رفاهية الحياة المدنية إلى التزام الحياة العسكرية، وقلوبهم تنبض بحب الوطن وبقيم الولاء والانتماء، هذه المشاعر التي تجسدت خلال تدريباتهم للتعلم والنهل والإعداد للذود عن حياض الوطن ومكتسباته.
10 شباب جمعهم شرف الالتحاق بالخدمة الوطنية، التقت بهم «الاتحاد» خلال ملتقى «فخر»، ليعبروا عن الآثار الإيجابية التي تركها فيهم البرنامج الوطني، حيث حددوا 10 آثار شملت تحمل المصاعب والصبر على الظروف، والقدرة على القيادة، والتواصل الفعال مع الآخرين، والضبط والربط والالتزام بالأوقات، إضافة إلى التحلي بالاحترام في الأوقات كافة.
وأشاروا إلى أن الآثار أيضاً تتمثل في الوعي الوطني حول مختلف القضايا، وتقدير مكتسبات الاتحاد والنعم التي حولنا، وتعلم مهارات الدفاع عن النفس، والقدرة على مواجهة المخاوف والتحديات، إضافة إلى تنمية الشعور بالفريق والمصير الواحد من خلال العمل المشترك، تطبيقاً لمفهوم «البيت متوحد» ضمن رحلة أداء الشرف العسكري الوطني.
قال المجند راشد العوضي: ساهمت الخدمة الوطنية في رفع مستوى الوعي بالأمور الوطنية المختلفة من خلال إدراك التحديات الراهنة ورؤية القيادة الرشيدة ودولة الإمارات تجاه العالم، إضافة إلى أنها ساهمت في إعدادنا بالشكل الأمثل للدفاع عن الوطن، وتلبية نداء الواجب بالاستناد على المعرفة العسكرية التي تم تلقيها خلال فترة التدريب الأساسي، وما سننهل منه في القادم من مراحل.
وأضاف: تنمي الخدمة الوطنية من شعور التكاتف والتآلف مع الأصدقاء، خاصة أننا نعيش نفس الظروف ضمن بيئة تجمع الكثير من الأشخاص، وهذا ما يعزز من التوحد والترابط المطلوب لأداء مختلف المهام وفقاً للتوقعات المطلوبة منا، حيث الآن أصبحنا أصدقاء برغم قدومنا من مختلف المدن وأعمالنا وتخصصاتنا التي لا تتشابه، ولكن تشابهت قلوبنا في حب الوطن والانتماء والإخلاص له.
من جهته، أكد طارق المنصوري أن للخدمة الوطنية العديد من الآثار المهمة، منها الصبر والتواضع وكيفية التعاون مع الناس والتعامل معهم، حيث ساهمت في انتقال الكثيرين من مرحلة الانطواء الاجتماعي إلى القدرة على التواصل الفاعل مع الآخرين والخطابة أمام العامة، إضافة إلى فهم الطبائع المختلفة والشخصيات وسبل التعامل الأمثل معها، بما ينمي من روح الفريق الواحد.
وأشار إلى أن خدمة الوطن تعد شرفاً للمواطنين جميعاً، حيث استطاع البرنامج أن يخرج الكوادر المتسلحة بالانتماء والولاء للوطن والقادرة على حماية الوطن في الأوقات والظروف كافة، حيث تتميز مراحل التدريب بوجود عوامل التدريج وضمان التوازن بين التطبيق العملي والمعرفة النظرية، إضافة إلى ضمان مستوى الصحة المطلوبة لأداء الواجبات.
بدوره، أكد خلفان علي النقبي، أن الخدمة الوطنية تسهم في تحقيق المعرفة المطلوبة حول أبسط الأشياء وأدقها من خلال تطرق برنامج المرحلة الأساسية إلى عدد من المفاهيم العسكرية الميدانية والنظرية، إضافة إلى المحاضرات التثقيفية التي تضمن إعداد الشباب فكرياً ومعرفياً لخوض تجارب وتحديات الحياة المختلفة، وهو ما يسهم في تطوير الكوادر الشابة في مختلف المجالات.
وأشار إلى أن دولة الإمارات هي دولة العطاء والكرم من خلال أياديها الخيرة التي شملت القريب والبعيد، فنحن محظوظون بقيادتنا الرشيدة التي تعمل باستمرار لأجل أن ترتقي الدولة إلى أفضل مؤشرات التنافسية العالمية، وهو الأمر الذي يتوجب أن يسعى المواطن بدوره للعمل والانضباط والاجتهاد في سبيل تحقيق غايات منظومة العمل الوطنية.
من جهتها، أكدت لطيفة شبيب أن الخدمة الوطنية ساهمت في تعاملاتها مع الآخرين من خلال فهم الطباع والشخصيات المختلفة، والقدرة على التفاعل معهم، إضافة إلى الانضباط والالتزام في المواعيد وإنجاز المهام جميعاً وعدم تأجيل أي شيء لفترة أخرى، إضافة إلى الوعي بذاتي وقدراتي وإمكانياتي على تجاوز العقبات.
ودعت المرأة إلى الانخراط في واجب الخدمة الوطنية إن أتيحت لها الفرصة لذلك، لأنها تشكل مصدراً للفخر والاعتزاز وفرصة تمكن كل امرأة من إثبات قدرتها على الذود والدفاع عن الوطن جنباً إلى جنب مع الرجل، كما تعد مناسبة مهمة للتعلم والتزود بالمعارف اللازمة لتنمية الوعي الوطني.
من ناحيته، قال سلطان الجابري: تسهم الخدمة الوطنية في الانتقال من مرحلة الرفاهية المدنية وعدم الانضباط والالتزام في بعض الأوقات إلى الحياة العسكرية التي تستند على أهمية الضبط والربط والالتزام بالتوقيات وأداء الواجبات، وعدم التخوف من الصعوبات، بل تحويلها إلى فرص وإمكانيات متاحة، وهذه المهارات ستسهم لاحقاً في عملي ضمن مجال القانون.
ولفت إلى أن وجود التنوع في الأشخاص يسهم في تبادل الخبرات والتجارب والمعارف وتكوين علاقات الصداقة التي تستمر وتدوم حتى بعد نهاية مراحل التدريب، كما أننا تعلمنا جميعاً دور الصبر وتحمل أشد الظروف في الوصول للأهداف، حيث في بعض الأحيان تكون العجلة والاستسلام السريع العقبة الأولى التي تواجه كل من يبحث عن حلم أو هدف.
من جهته قال أحمد الفردان: في بداية الخدمة الوطنية وجدت صعوبة شديدة في التأقلم مع أنواع التدريبات المختلفة والقدرة على تحملها، إلا أنه بدعم من زملائي والمدربين استطعت أن أواصل المسير والمضي قدماً للأمام، نحو إنهاء مرحلة التدريب الأساسي، حيث تيقنت أنه بالصبر والتحمل والتفاؤل بالمستقبل فإنه سأتمكن من التخرج في اليوم المحدد.
وأشار إلى أنه الآن يحرص على المشاركة في مختلف التدريبات الميدانية، من خلال المبادرة إلى المشاركة في جميع الدروس العملية والنظرية وعدم الحصول على راحة طبية أو استراحة لساعات، باعتبار أن الواجب الوطني هو أسمى من أي راحة، ولأننا جميعاً علينا تلبية نداء الواجب والإخلاص خلال العمل فيه، انطلاقاً من حبنا لهذا الوطن الذي يكرمنا باستمرار، ويمنحنا مقومات العيش الكريم كافة.
قال المجند طه الهاشمي: لا يمكن حصر الآثار التي تعلمتها خلال فترة أدائي للتدريب الأساسي، نظراً لشموليتها، حيث تعلمت الضبط والربط وأهمية الحفاظ على الممتلكات العامة، والاعتماد على الذات من خلال الحرص على النظافة، وتأدية الواجبات والمهام بنفسي، بالتعاون مع الآخرين، كما أن الخدمة عمقت من مشاعر الولاء والانتماء والتقدير للمنجزات التي حققها الوطن.
من جهته أكد جاسم صمصوم، أن الخدمة الوطنية تجعل منا على دراية كافية بأهمية الأمن والأمان والاستقرار والقوة والتعاون، وهي جميعها مفاهيم يتم تنميتها وتعزيزها خلال فترات التدريب، وتسهم في الوصول بشباب الوطن لأن يكونوا قادرين على قيادة فرق العمل وتحقيق أعلى النتائج مهما اختلفت الظروف، بوجود المعرفة اللازمة بضرورة العمل للوطن بإخلاص.
وأكد المجند حمد الشامسي أن العسكرية تعني الانضباط والالتزام في المواعيد، وأن يكون الشخص واعياً جيداً لما حوله من تحديات وتهديدات، وهو ما يفرض ضرورة الإعداد المناسب لها والعمل لأجل أن يكون الشخص متمتعاً بالصحة الجسدية اللازمة والقدرة النفسية على التعامل مع المتغيرات، إضافة إلى الإلمام بالصفات والخصال التي تصقل الشخصية.
بدوره، قال أحمد المطوع: تعد الخدمة الوطنية من أهم التجارب في حياتي، لأنها تشكل نقلة نوعية ومنعطفاً إيجابياً في حياتي، خاصة أنني تعلمت الصفات القيادية اللازمة لقيادة مجموعة، إضافة إلى مهارات الميدان العسكري، وهو ما يجعلنا مؤهلين لرفد القوات المسلحة، والتي تشكل مصدراً ملهماً لما بالبطولات التي تسطرت، والملاحم التاريخية التي أنجزها أبطالنا الأشاوس.