لكبيرة التونسي (أبوظبي)
في قالب إبداعي يسرد الفنان والكاتب محمد الدرهم «الحكواتي» يومياً للزوار، ضمن فعالية «المغرب في أبوظبي»، قصصاً لنساء صنعن الحدث في المغرب منذ القديم، سواء في الجانب السياسي أو الاجتماعي أو الفني، ويتناول هذا النوع من الفن تاريخاً وقصصاً وحكايات عن دور المرأة المغربية في المجتمع منذ القرون الماضية إلى الوقت الحالي، ويقدم فقرته مرفوقاً بعزف على آلة القانون، تقوم بأدائه الفنانة حبيبة الرياحية بمشاركة باقي الفرق الموسيقية. وقد أسرت هذه الفقرة الجمهور الذي تعرف على نساء نافذات وعالمات صنعن التاريخ مثل زينب النفزاوية، زوجة يوسف بن تاشفين، والتي قال عنها ابن خلدون: «كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرياسة»، وفاطمة الفهرية مؤسسة أول جامعة في العالم بمدينة فاس، تقوم بتدريس العلوم بشتى أنواعها، وتخرج كبار العلماء، ووصل إشعاعها إلى أوروبا في القرون الوسطى، ومليكة الفاسي سياسية وكاتبة مغربية من نساء الحركة الوطنية المغربية، والتي انخرطت في كتلة العمل الوطني وكانت المرأة الوحيدة التي وقعت على وثيقة 11 ينايـر للمطالبة باستقلال المغرب، وغيرهن من النساء اللواتي صنعن التاريخ.
بصمن التاريخ
عن مكانة المرأة في تاريخ المغرب ومكانتها في المجتمع قالت رحمة العروسي مديرة التواصل بهيئة السياحة المغربية بأبوظبي عن هذه الفقرة: «كما نفح التاريخ عبقه ونثر نفحاته في أرجاء المعرض المغربي بأبوظبي من خلال تراث حالم سخي وغني، يلامس الزائر هذه السنة وللمرة الرابعة نوعاً من فن العيش عند المغاربة، يعلوه رقي وأناقة وجمال فائق خلقته المرأة المغربية التي ما فتئت ترسم يوماً بعد يوم ملامح هذا التاريخ العظيم، لتشكل المرأة المغربية على الدوام عصب الحياة الزاخرة في المجتمع المغربي، وقد سجل تاريخ المملكة مواقف وحيوات لنساء شاركن في مسيرة تطور المملكة المغربية، ورسمن ملامح العطاء والفداء في تاريخ المملكة، مثل كنزة الأوروبية، زينب النفزاوية، فاطمة الفهرية، ثريا الشتوي ومليكة الفاسي وغيرهن كثيرات.
تحرر المرأة
وأضافت العروسي :«عاشت المرأة المغربية قبل الاستعمار في إطار تقاليد أسرية يصعب الخروج عنها، في مجتمع محافظ ذي حضارة عريقة تتوارثها الأجيال، وجذور هذه التقاليد أغلبها يرجع للتعاليم الإسلامية، فالمجتمع المغربي في غالبيته كان ينظر إلى المرأة، كزوجة وربة بيت فقط، مهمتها رعاية وتربية الأطفال والاهتمام بأمور الزوج والمنزل والقيام في وقت الفراغ بممارسة بعض الأعمال اليدوية، حتى قامت جماعة من المثقفين والزعماء المنخرطين في الحركة الوطنية بالمطالبة بتحرر المرأة، مما ساهم في خلق وتطوير التعليم النسائي بشكل لم يسبق له مثيل، لتشارك المرأة في نهضة البلاد، وازدهارها.