محمد عادل إمام غرق مع «البيه رومانسي» والأسماء الكبيرة لم تنقذه
سجل الفيلم السينمائي الجديد “البيه رومانسي” أول بطولة مطلقة لمحمد عادل إمام وهي الخطوة التي انتظرها ابن الزعيم عادل إمام بعد أن شارك في بطولة “عمارة يعقوبيان” ولفت الأنظار بدوره وأدائه المتنوع لكن “البيه الرومانسي” لا يمكن اعتباره إضافة لمحمد إمام أو خطوة للأمام بل هي خطوة أعادته للبداية من جديد وعليه أن يختار إما أن يبدأ من خلال أدوار جيدة في أفلام مهمة أو يبحث عن مغامر ليمنحه فرصة أخرى للبطولة. الفيلم تأليف سيد السبكي وهيثم وحيد وإخراج احمد البدري وبطولة محمد عادل أمام ولبلبة وحسن حسني وباسم سمرة واللبنانية دومنيك حوراني في أولى تجاربها السينمائية والوجه الجديد نهلة زكي ورضا حامد.
تدور الأحداث حول شاب مستهتر “سليم” (محمد أمام) الذي يعيش بلا هدف فهو ابن مدلل يقضي وقته مع نوعية رديئة من الفتيات متنقلا بين الملاهي ولا يعرف سوى تدخين المخدرات وتناول الخمور والده “رشدي بك” (حسن حسني) يعيش هو الآخر بلا هدف ولا يشغله شيء سوى نزواته ومغامراته النسائية التي جعلت زوجته الأستاذة الجامعية “د. سوسن” (لبلبة) ترفع عليه دعوى خُلع وتنفصل عنه ويتلقى “سليم” رسالة على هاتفه المحمول تبلغه بوفاة عمه. ويسرع إلى والده وهو في قمة الاستهتار ولا يبدو أن والده تأثر بسماع الخبر. وفي مواقف كوميدية مفتعلة يذهب “رشدي بك” وابنه “سليم” لتلقي العزاء في الفقيد ولكن تفشل الحيل التي أبدعها المؤلفون ولو في رسم ابتسامة واحدة، ويتسلل الملل والرتابة الى الشريط السينمائي وتمضي الاحداث لنرى محامي الفقيد “جاد الرب” (باسم سمرة) يجمع الأسرة ويقرأ عليهم الوصية التي تؤول بموجبها الثروة الضخمة لابن اخيه “سليم”، وعلى طريقة أفلام الاربعينيات تشترط الوصية ان يتزوج “سليم” خلال اربعين يوما فتاة محترمة لم يسبق لها الارتباط بأي علاقة عاطفية. وحتى يتم التأكد من تنفيذ الوصية يشترط العم الراحل ان يقيم محاميه “جاد الرب” وأسرته في نفس المكان مع “رشدي بك” وابنه “سليم” ويحضر “جاد الرب” زوجته “هنادي” (اللبنانية دومينيك حوراني) التي نراها قد اكتست بالسواد تماما. وفجأة يتلبسها عفريت يدعى “ميسي” ويجعلها طوال الوقت تنتفض وترقص وتتعرى أمام الجميع وتكون فرصة لإطلاق مجموعة إيفيهات تتضمن اسم اللاعب الشهير.
ويبحث “سليم” عن فتاة شريفة من أسرة محترمة ليتزوجها لكنه يفشل فهو لا يجد بين كل من يعرفهن فتاة واحدة بتلك المواصفات ويقرر الزواج من إحدى العائلات في الصعيد ويطلب من أسرة العروس أن يراها قبل الزواج وتكون المفاجأة أن العروس طفلة في العاشرة هي الموهوبة الصغيرة (منة عرفة)، ويقام حفل زفاف إجباري حيث يشارك سعد الصغير بالغناء ويرقص “سليم” وهو يرتدي الجلباب وأخيرا ينجح في الهرب.
وننتقل إلى إسكتش آخر حيث نرى “سليم” في حالة يأس بعد مضي فترة من المهلة وعندما يلجأ الى والده “رشدي بك” ينصحه بأن الحل لدى والدته الأستاذة الجامعية التي يطلق عليها الطلبة “د.سوسن مبادئ” وبالفعل يذهب إليها ويدعي انه يريد أن يتغير وتشترط عليه الالتزام ببرنامجها الذي يتطلب منه ممارسة التمرينات الرياضية والسباحة والجري. وفي النادي الرياضي الذي تتردد عليه “د. سوسن” يتعرف “سليم” على “شيرين” الوجه الجديد (نهلة زكي) وهي فتاة جميلة ولكنها شديدة الرومانسية تحب عبدالحليم وتعيش في أفلامه وتبحث عن شاب رومانسي يشبهه، ولذلك يضطر “سليم” إلى اتباع الأسلوب الذي يرضيها ليتقرب منها ويغني لها “أنأ لك على طول” في مشهد يحاكي فيلم “أيام وليالي”. وبعد فترة نجد الأب “رشدي بك” هو الآخر تأثر بالرومانسية واستعاد ذكرياته مع أم ابنه ويحضر فرقة حسب الله ويقف أسفل شرفتها يغني “قولوا له قولوا له الحقيقة” حتى تخرج عليه “د. سوسن” وتفتح خرطوم المياه.
وينجح “سليم” بعد محاولات عديدة في التقرب الى “شيرين” التي تبادله الحب وعندما يقرر الزواج منها تظهر والدته والمحامي ليبلغاها بأنه لا يحبها وإنما أراد الزواج منها للحصول على التركة الضخمة. وتصاب بصدمة وترفض الزواج من “سليم” الذي يؤكد لها حبه. ويعود الى والده يعاتبه لانه جعله يفقد الثقة بكل النساء ويقرر “سليم” ان يبدأ حياته من جديد بعد ان فقد ثروة عمه وبسرعة وعلى طريقة الحلقة الأخيرة في الدراما التليفزيونية يختار مكانا مهملا ليقيم مشروعه لإنتاج الثلاجات وبعد سداد مديونياته يبدأ جني الأرباح وهنا تظهر والدته مرة أخرى لتهنئه وتكشف له الحقيقة وهي ان أموال عمه آلت اليه بالفعل لكنها اخترعت قصة الوصية بالاتفاق مع “جاد الرب” الذي مثل دور المحامي.
ويصر السيناريو على إننا في الاربعينات من القرن الماضي رغم ان موديلات السيارات التي يقودها البطل على أحدث طراز. وتبلغ الدكتورة “سوسن” ابنها بأن “شيرين” تحبه وهي في طريقها للمطار وعليه ان يلحق بها وبالفعل يقود “سليم” سيارته مسرعا وبعد مشاهد متناقضة نرى “شيرين” ترفضه وتواصل طريقها مع والدها الى المطار ولكنها تقرر العودة ليتم زواجهما في مشهد يتضمن أغنية شعبية لطارق الشامي ويرقص الجميع.
كتب على الشريط السينمائي كلمة تأليف سيد السبكي وهيثم وحيد وهي تعبير صادق عما تضمنه الشريط فلا يوجد سيناريو بالمعنى المعتاد انما مواقف واسكتشات صنعت ليقدم محمد عادل إمام تجربة كوميدية لكنها لم تتم. أما المخرج احمد البدري فقد حاول صنع توليفة تجارية واستعان بأسماء ممثلين متميزين مثل حسن حسني ولبلبة وباسم سمرة واستغل حلم دومينيك حوراني في التمثيل ليفرض عليها ارتداء جلاليب مفتوحة من الجانبين ومكشوفة الصدر لتناسب وصلات الرقص الشرقي التي تنتابها كلما وقفت امام الكاميرا. اما نهلة زكي فهي وجه جميل فقط ولم يسمح المخرج ومساحة دورها بتقديم نفسها كممثلة.
ويبدو ان التوليفة لم تأخذ العناية اللازمة حتى تحقق الجذب الجماهيري وافتقد الشريط السينمائي المتعة البصرية والسمعية وضاعت جهود المونتيرة مها رشدي ومدير التصوير عاطف المهدي وتاهت الموسيقى التصويرية لنبيل علي ماهر وسط ضجيج الأغاني الشعبية لسعد الصغير والشامي وغاب اسم مهندس الديكور ربما لأن المخرج تولى المهمة في إطار حالة التعجل التي صاحبت الإعداد للفيلم.