الشارقة (الاتحاد)

ضمن مشاركتها في الدورة الـ11 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، التي اختتمت فعالياتها أمس، في مركز إكسبو الشارقة، نظمت مبادرة «لغتي»، المبادرة التعليمية الرامية إلى دعم التعليم باللغة العربية بوسائل ذكية لأطفال وطلاب الشارقة، جلستين حواريتين، بحثت الأولى «دور التعليم الذكي في تعزيز وتحسين قدرة الكفاءة التعليمية لأصحاب الهمم، فيما تناولت الثانية «دور التعليم الذكي في إعداد استراتيجيات صعوبات التعلم».
وقالت بدرية آل علي، مدير مبادرة لغتي: «نولي في مبادرة لغتي اهتماماً بالغاً بالأطفال أصحاب الهمم، وهو ما دفعنا إلى أن نطلق المرحلة الثالثة من المبادرة في العام 2017 من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، حيث وزعنا الأجهزة اللوحية المعتمدة من المبادرة على طلبة المدينة، لتكون نقطة انطلاق التوزيع للمرحلة الثالثة، واليوم يأتي تنظيمنا لهذه الجلسات الحوارية تماشياً مع هذا الاهتمام، حيث نود أن نستمع أكثر إلى الخبراء والتربويين المختصين في هذا المجال، وإلى المدارس التي استخدمت أجهزتنا اللوحية المزودة بتطبيق «حروف»، للتعرف على الفوائد التي قدمها للطلاب الذين يعانون من الإعاقة، وصعوبات في التعليم».

دمج أصحاب الهمم
من جانبها، تحدثت د. سهام الحميمات، مدير مركز الشارقة للتوحد، عن أهمية دمج أصحاب الهمم، وقالت: «هناك تحديات كبيرة تواجه عملية دمج أصحاب الهمم في المدارس والمجتمع، وتتزايد هذه التحديات في حال كان الطفل يعاني من مشاكل سلوكية معينة، وعلى الرغم من كل ذلك نؤكد على أهمية الدمج الأكاديمي والاجتماعي في الحياة اليومية بالنسبة لأصحاب الهمم، وضرورة تكييف البيئة بما يساعد في تحقيق ذلك، وفي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لدينا وحدة متكاملة خاصة بالدمج».
وأضافت: «التكنولوجيا تعتبر سلاحاً ذا حدين بالنسبة للأطفال فكما لها إيجابيات فلها سلبيات أيضاً، وتتعاظم هذه السلبيات مع أطفال التوحد، فإذا حدث إفراط في استخدامها يمكن أن تزيد انطوائية طفل التوحد، ومن ثم صعوبة دمجه في المجتمع، ولمعالجة هذا التحدي يمكن أن نقوم بتطوير تطبيقات تعليمية ذكية هدفها التعليم وتعزيز تفاعل الطفل مع محيطه، وذلك من خلال تزويد هذه التطبيقات بقصص تفاعلية تعزز مهارات التواصل الاجتماعي، كما نجده في تطبيق «حروف» الذي تستخدمه مبادرة لغتي». أما هناء محمد فاستعرضت تجربة مدرسة الأمل للصم مع تطبيق «حروف» الذكي، وقالت: «بدأنا في تطبيق حروف الذي ابتكرته مبادرة لغتي عام 2017 وقد أسهم في رفع الكفاءة الاستيعابية لدى طلابنا أصحاب الهمم الذين يعانون من الصمم وضعف السمع، وأبرز ما يميز هذا التطبيق إلى جانب دوره في تحسين المردود الأكاديمي للطلاب، أنه يساهم في إكسابهم مهارات القرن الحادي والعشرين، ومنها الاستكشاف والتعلم الذاتي».

صعوبات التعلم
وحملت الجلسة الثانية عنوان «دور التعليم الذكي في إعداد استراتيجيات صعوبات التعلم»، حيث أصبح التعليم الذكي في عالم اليوم أمراً واقعاً، لا سيما للأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم، وقد كانت لمبادرة لغتي الفضل في إدخال هذا النوع من التعليم في مدرسة الأمل حيث بدأت هذا العام في استخدام تطبيق «حروف»، والذي تغلب على الكثير من العقبات، وسهل العملية التعليمية للطالب والمعلم على حدٍ سواء، مع رفع كفاءة المستوى الأكاديمي للأطفال الذين كانوا يعانون من صعوبات في التعلم، وساهم في تعزيز مهارات التعليم الذاتي للأطفال بما يحتويه من قصص تفاعلية وبرامج صوتية وتدريبية وألعاب تعليمية وأنشطة واختبارات يستطيع الطفل الوصول إليها بضغطة زر واحدة، فمع تطبيق حروف نجح عدد كبير من الطلاب في تجاوز صعوبات التعلم.
وتعد التكنولوجيا سلاحاً ذا حدين، والإفراط من استخدامها يولد الكثير من المشاكل السلوكية والتعليمية، ولكن إذا ما استخدمت بشكل ممنهج ومدروس فإنها تسهم بشكل كبير في مساعدة الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم، لاسيما أولئك الذين يعانون من انعدام الثقة بالنفس، فتطبيقات التعليم الذكي كما هو معروف تتسم بالتفاعلية، والطفل يمكنه القيام بالكثير من المهام بمفرده بما فيها حل الاختبارات والتمارين».

أدباء: صنع الفكاهة يحتاج إلى خيال ومهارة
أكد الأدباء المشاركون في ندوة «الفكاهة وأدب الأطفال»، التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، أن صنع الفكاهة في أدب الأطفال ليست عملية سهلة، بل تحتاج إلى مهارة في سرد القصة، وامتلاك الكاتب لشخصية مرحة وخيال رحب وحس مرهف.
شارك في الندوة، كل من الكاتبة أرونداتي فينكاتيش، والكاتبة ماري مطر، والمؤلف والممثل الكوميدي جيمس كاميل، في حين أدارتها شيخة المطيري. وذكرت أرونداتي فينكاتيش، التي تُعد واحدة من أكثر كتّاب الأطفال المحبوبين في الهند، أنها اتبعت أسلوب الفكاهة وسرد النكتة منذ طفولتها مع أسرتها وأصدقائها، مضيفة أنها عندما كبرت استمرت في طرح الكثير من القضايا الجادة ضمن بيئتها ومجتمعها من خلال الفكاهة.
بدورها، أشارت الكاتبة اللبنانية ماري مطر إلى أن القصص الممتعة التي يتوافر فيها عناصر التسلية والفكاهة تؤثر بالأطفال بشكل أكبر من القصص التقليدية وتؤدي إلى ترسيخ القيم والأفكار التي تحتوي عليها الرواية أو القصة في ذاكرته حتى يكبر، مؤكدة أن علم الفكاهة ليس سهلاً وهو علم مثله مثل العلوم الإنسانية الأخرى يحتاج إلى مهارة وأدوات خاصة يجب أن يمتلكها الكاتب، كأن يتمتع بخيال جامح يخترق عالم الطفل ويكسب قلبه وعقله. من جانبه، قال جيمس كاميل: «بإمكاننا أن نقدم الكثير من الحكم والرسائل الإيجابية للأطفال من خلال الضحك والسخرية، لكن المهم أن تأتي القصة من القلب وتعتمد التدفق التلقائي للأفكار حتى تحقق النجاح المطلوب والوصول إلى عقول الأطفال، لأنهم بحاجة إلى أن نقدم لهم ما يليق بوعيهم وفكرهم ومستقبلهم بشرط أن يمتلك الكاتب أو القاص خيالاً واسعاً وشخصية مرحة».

«صندوق فرجة».. حكايات تتحول إلى قصص مصورة
ضمن فعاليات الطفل المصاحبة للدورة الـ11 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، استمتع الصغار مع الورشة التفاعلية «صندوق الفرجة»، التي حولت حكاياتهم الشفهية ورسوماتهم الجميلة إلى مجموعة من القصص المصورة الصالحة للعرض في الصندوق العجيب. قدمت الورشة التي استهدفت الأطفال من 10-11 عاماً القاصة اللبنانية نسيم علوان، حيث قامت في بداية الورشة بسرد قصة «مرزوق ومعتوق» على الصغار، وهي قصة خيالية مترجمة إلى العربية من التراث الفرنسي.
وبعد نهاية سرد القصة طلبت القاصة نسيم علوان من الأطفال المشاركين تخيل كل الشخصيات التي وردت في القصة، والعمل على رسمها وفقاً للمشاهد التي تشكلت في مخيلتهم، وقد أبدعوا في الرسومات وتم عرضها في الصندوق العجيب لتشكل بذلك قصة مصورة متكاملة.

«سلامة الطفل».. طيران في الواقع الافتراضي
تميز جناح إدارة سلامة الطفل المشارك في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، بتنوع فعالياته الترفيهية التوعوية، حيث خصصت الإدارة التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، باقة من الورش والأنشطة طوال أيام المهرجان.
تنوعت الأنشطة بين المسابقات التحفيزية، والألعاب الذهنية، والورش التوعوية التي شملت أولياء الأمور أيضاً، حيث شارك الصغار في لعبة «اختر السلوك الصحيح» الذي يتيح للطفل تحديد السلوك الصحيح بين مجموعة صور باستخدام المغناطيس، ولعبة «ترتيب الصورة» التي تعتمد على قدرة الطفل في ترتيب الصورة عبر تحريك أجزائها خلال دقيقة.
وشملت الألعاب أيضاً لعبة «الاستماع إلى نصائح السلامة»، التي يتوجب على الأطفال فيها الاستماع إلى أسئلة تصله من أنبوب والإجابة على السؤال، و«لعبة الطيران في الواقع الافتراضي» حيث يضع الطفل يده بموازاة اليد الافتراضية على الشاشة للعب، مما يسهم في تعزيز المهارات الحركية، إضافة إلى أنشطة التلوين الجاذبة للصغار.
كما قدمت الإدارة ورشاً تثقيفية للأطفال بأسلوب تفاعلي ممتع، تناولت مواضيع التنمر، وكيفية حماية الجسد، والمأكولات الصحيّة، إضافة إلى ورشة مخصصة لأولياء الأمور حول أهمية استخدام مقاعد السيارات في المركبات.

طريق الحرير.. من «سمرقند» إلى بغداد
ها نحن نحطّ رحالنا في المشهد الأخير الذي رواه مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الـ11، عبر قافلة الحرير التي شقت قارة آسيا وعبرت جبالها وصحاريها.
«سمرقند» كانت آخر المدن الجميلة، وهي نقطة التوقف النهائية أمام القافلة قبل وصولهم إلى بغداد، المدينة التي صُنعت منذ طفولة التاريخ، ليواصل الرحالة مسيرهم بعد أن يستجمعوا قواهم وشغفهم وبضاعتهم التي باعوا جزءاً منها للأهالي والمحال، والأخرى التي ابتاعوها من هنا ليذهبوا بها غرباً صوب الأقصى من الأرض الخضراء.
وانطلقت القافلة بعد أن خبأت في ذاكرتها الكثير عن حكايات وروائح وأطعمة المدينة وتاريخها، كانت سمرقند مدينة لا تتكرر، وفي الطريق يلتقي رحالة القافلة بمشاهد لم يروها من قبل، الطريق إلى بغداد ليست بالصعبة بل ممهدة بالكثير من الجمال، وبمجرد أن تاهت الصحراء خلفهم انتهى الصعب.
«آمو داريا» أو نهر جيجون، فاتحة مائية لعبور البلاد، شقّ طويل يصل إلى 2.525 كيلومتر، يقصّ كلّا من أفغانستان وطاجكستان وأوزباكستان، يقطع ثلاثة بلاد، فهو الرئة التي تمدّ سكان تلك البلاد بالحياة، ما أن شارفت القافلة على الوصول إليه حتى بدأت بالفرح فهناك مصبات مائية، وأينما وجد الماء وجد الفرح.وبعد مسيرة طويلة، دخلت القافلة بوابة بغداد، استقبلهم الأهالي بالأرزّ والوردّ، فالزائر إليها لا يخيب، وكانت الدهشة هي كل ما اعتمل في داخل الرحالة، هذه البلاد لم يروا مثلها من قبل، مزينة بالنخيل، هادئة مثل القصب، دخل الرحالة من البوابات، مع وجوه متعبة، وعيون تشخص في المكان، تتفحص الأسواق والأماكن والأبنية وكأنهم لأول مرّة يدخلون مدينة حقيقية، هذه بغداد قصر الذهب والقباب، مدينة السلام، وبيت الحكمة.

«تومورو» عرض مسرحي يدعو للتغلب على التحديات
استضاف مهرجان الشارقة القرائي للطفل، ضمن فعاليات دورته الـ11، المسرحية الكويتية «تومورو» من تأليف «سحاب»، وإخراج عبد الله عبد الرضا، وشارك في تمثيلها مجموعة من الممثلين الشباب المبدعين، أبرزهم شجون، وديمة أحمد، وغدير السبتي، ورهف العنزي، وروان المهدي، وآخرون.
تدور أحداث المسرحية حول الطفلة الموهوبة «آني» التي تبدأ رحلة مليئة بالمغامرات للبحث عن أبويها اللذين أضاعاها منذ زمن طويل حتى توصلت إليهما لتبدأ حياة جديدة جميلة، وهناك أيضاً شخصية «الآنسة لونا» مديرة الميتم الذي نشأت فيه آني، و«ساندرا» التي تبنت آني، و«المستر لوك» التاجر المليونير صاحب المواقف المثيرة.
وقالت حنان البلوشي منسقة الشؤون المسرحية لمهرجان الشارقة القرائي للطفل: «يحرص المهرجان على تقديم كل ما هو نافع ومفيد للأطفال، انطلاقاً من حرصه على دعم الجانب الثقافي، ودوره في رفع مستوى التذوق الفني الهادف، ومن هنا جاءت هذه المسرحية لغرس قيمة مهمة في حياة الأطفال، ومنحتهم تجربة لا تنسى». وقد تفاعل الأطفال بفرح غامر مع العرض، وانشغلوا بمحاكاة أدوار الممثلين الذين تميزوا برشاقة الحركة وبراعة الأداء، وزاد جمال ديكورات المسرح والموسيقى المصاحبة من جمالية العرض الذي تابعه نحو 800 شخص أغلبهم من الأطفال وذويهم.
وجمعت المسرحية بين عمق الفكرة، والتحلي بالحكمة، في شكل رسائل حملت بين طياتها أهمية تحلي الأطفال بالأمل من أجل الحصول على غد مشرق، وعدم الاستسلام أمام التحديات، كما حدث مع «آني».

صغار يرسمون حيواناتهم المفضلة بالأرقام
دخلت فنون الرسم منذ زمن بعيد في البرامج التعليمية باعتبارها إحدى أبرز الوسائل التي تسهم في تحفيز مخيلة ومدارك الأطفال، وترفد رصيدهم المعرفي، وها هي ورشة «حيوانات من الأرقام» تتيح لزوار مهرجان الشارقة القرائي للطفل، فرصة إطلاق العنان لخيالهم ورسم حيواناتهم التي يحبونها من خلال استخدام الأرقام.
جاءت الورشة التي قدمتها المتخصصة في السرد القصصي والرسم روان النسور، بهدف تعريف الأطفال بأهمية الأرقام في حياتهم، بالإضافة إلى غرس ثقافة حب الحيوانات والرفق بها في نفوسهم، فضلاً عن تعليمهم مهارات الرسم بهدف تحفيز مخيلاتهم، وإطلاق العنان لها عبر تحويل الأرقام إلى رسومات لحيواناتهم المفضلة.
ووزعت مقدمة الورشة مجموعة من الأوراق التي تحمل كل منها رقماً، وطلبت من الصغار تخيل الحيوان الذي يمكن رسمه بوساطة الرقم، حيث شرع الصغار في رسم حيواناتهم المفضلة.
وكشفت الرسومات عن مواهب عدة، فقد حول بعض الأطفال الرقم واحد إلى أفعى، فيما تمكن آخرون من رسم الرقم 2 على شكل زرافة، كما تحول الرقم 3 إلى فراشة، وقد أثارت الرسومات إعجاب الحضور.