أكدت وزارة البيئة والمياه اختفاء ظاهرة المد الأحمر من على سواحل الدولة في الوقت الحالي، واختفاء أو انخفاض في تواجد المسببات والعوامل المؤدية إلى نشأة الظاهرة. ودشنت الوزارة رابطاً الكترونياً خاصاً بظاهرة المد الأحمر من خلال موقعها الالكتروني (www.moew.gov.ae)، يتضمن معلومات تفصيلية عن الظاهرة، ليكون الأول من نوعه في المنطقة، من حيث نوعية المعلومات وشموليتها. وقال المهندس مصطفى عبدالقادر الشاعر رئيس قسم تنمية الثروة السمكية بمركز أبحاث البيئة البحرية التابع للوزارة لـ»الاتحاد»، إن الظاهرة اختفت حالياً من الدولة ولكن الكائنات المسببة لها ما تزال موجودة، ولكن بنسب أقل، فقد حصلت مجموعة من المتغيرات في العوامل أدت إلى ذلك، منها ارتفاع درجات الحرارة واختلاف درجة الضوء. وأشار الشاعر إلى أنه يمكن أن تحدث الظاهرة مرة أخرى، إلا أنه لا يمكن التكهن أو التوقع بتوقيت عودتها، كاشفاً عن أنه جرى تنفيذ العديد من البنود والمحتويات الخاصة بالخطة الوطنية لمواجهة المد الأحمر. ولفت الشاعر إلى ان الوزارة اتخذت العديد من الإجراءات لمواجهة هذه الظاهرة والتي شكلت مشكلة للصيادين خلال الفترة الماضية من خلال تشكيل فريق عمل فني لمتابعة هذه الظاهرة. ويتكون الفريق من ممثلين عن الوزارة والهيئة الاتحادية للبيئة، هيئة البيئة – أبوظبي وجامعة الإمارات وبلديات الساحل الشرقي وجمعيات الصيادين بالساحل الشرقي وجمعية صيادي أم القيوين وبلدية أم القيوين ورأس الخيمة وبلدية دبي. وقام الفريق بجهود مكثفة لمتابعة هذه الظاهرة أولاً بأول ودراستها، والإشراف على جمع العينات وتحليلها وتنسيق جهود كل الجهات ذات الصلة ومتابعة أعمال الخبراء الذين تم استقدامهم لتقديم المشورة الفنية. وذكر الشاعر أن من بين الأمور التي تم القيام بها تجميع العينات من الهائمات النباتية والأسماك والأصداف البحرية من موقع الحدث وتحليل العينات لمعرفة أنواع وكميات وسمية الطحالب المسببة للظاهرة وتقييم نتائج التحاليل، إضافة إلى الاتصالات المباشرة مع خبراء المد الأحمر للحصول على استشارات فنية. وأفاد الشاعر بأن الرابط الالكتروني عن الظاهرة هو أحد الوسائل التي لجأت إليها الوزارة للتعامل مع الظاهرة، عن طريق التعريف بالمد الأحمر ومسبباته والعوامل المساعدة لظهوره واستمراره. ويشتمل الرابط على الخطة الوطنية لإدارة ومراقبة ظاهرة المد الأحمر وتأثيرات الظاهرة وتاريخها وأنواع الهائمات وانتشارها وأسباب نفوق الأسماك وطرق الحد من تأثير انتشار أو تفاقم ظاهرة المد الأحمر. وأفاد الشاعر أن الرابط سيستفيد منه الصيادون والجهات السياحية بالدرجة الأولى، وكذلك شرائح المجتمع الأخرى بصفة عامة. وحسب التقديرات، أدت الظاهرة في الفترة الماضية إلى نفوق 1200 طن من الأسماك في مختلف المناطق المتضررة من المد الأحمر منذ بداية الظاهرة في شهر أغسطس من العام الماضي وحتى شهر مايو الماضي. ويشتمل الموقع على الأسئلة والأجوبة عن المد الأحمر والإجراءات المتخذة من قبل الوزارة والمراجع وصور الأقمار الصناعية التي يتم تحديثها بشكل مستمر. من جانبه، أكد المهندس أحمد سالم المدحاني مدير إدارة تقنية المعلومات بالوزارة أن إنشاء الرابط الالكتروني يأتي ضمن استراتيجيات الوزارة التي تهدف إلى نشر وتوعية المجتمع والأفراد والباحثين بظاهرة المد الأحمر، كما أكد أن الوزارة ستقوم بتطوير الرابط الإلكتروني بشكل مستمر. ويعتبر المد الأحمر ظاهرة طبيعية تحدث في المياه البحرية نتيجة ازدهار الهائمات النباتية أو الطحالب وحيدة الخلية ثنائية الأسواط (Dinoflagellate)، ويصل عدد الهائمات النباتية البحرية بحوالي 5000 نوع على مستوى العالم، ومنها 300 نوع لها القدرة على التسبب في المد الأحمر، منها 70 نوعاً لها القدرة على إنتاج المواد السامة داخل خلاياها أو في المحيط الخارجي لها. وتعرف ظاهرة المد الأحمر بأنها عبارة عن هوائم نباتية (طحالب) تتواجد في مياه البحر وتنمو في حالة توافر الظروف البيئية المناسبة، ويودي تحلل تلك الهوائم النباتية إلى نفوق الأسماك وأضرار أخرى. وكان مجلس الوزراء وافق على الخطة الوطنية لمراقبة ورصد ظاهرة المد الأحمر وعلى تخصيص الميزانية المطلوبة لتنفيذها. وتتركز معظم كميات الاسماك النافقة في الساحل الشرقي الذي تم فيه نفوق أكثر من 900 طن من الأسماك بمفرده، بينما تتوزع الكميات الأخرى في مناطق بسواحل رأس الخيمة وأم القيوين، إضافة إلى الحمرية في الشارقة.