شادي صلاح الدين (لندن)
كشفت صحيفة «ديلي نيوز» السريلانكية أن العديد من السريلانكيين الذين عادوا إلى بلادهم من قطر تم اعتقالهم في الآونة الأخيرة للاشتباه في دورهم في هجمات «عيد الفصح الدامية»، والتي استهدفت فنادق وكنائس، مشيرة إلى أن صهر زعيم الجماعة الإرهابية المتهمة بالوقوف وراء الهجمات عاد أيضا من الدوحة. ويتابع المحققون السريلانكيون في التفجيرات التي أودت بحياة أكثر من 350 شخصاً العديد من الخيوط المؤدية إلى تورط منظمات إرهابية ومتطرفة محلية وإقليمية ودولية في سفك الدماء في أحد الفصح.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن هناك أصراراً حكومياً في سريلانكا على الوقوف في وجه الإرهاب والدول التي تعمل على رعايته وتمويله، مشددةً على أن البلاد في حالة وحدة لهزيمة هذا الشر. ودعا الرئيس السريلانكي مايثريبالا سيريسينا ورئيس الوزراء رانيل ويكريميسينجه وزعيم المعارضة ماهيندا راجاباكسا وزعيم المؤتمر الإسلامي روف حكيم وآخرين إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد الجناة، والدول التي تقف وراءهم، بجانب ضرورة اتخاذ إجراءات لعدم تكرار هذه الهجمات الإرهابية التي تسببت في سقوط العديد من المدنيين والأبرياء.
وأعلنت سريلانكا أن زهران هاشم، زعيم الجماعة المتهمة بالوقوف وراء اعتداءات عيد الفصح، كان أحد منفذي الهجمات الانتحارية وقضى في الهجوم.
وكانت السلطات تبحث عن هاشم، زعيم «جماعة التوحيد الوطنية» التي اتهمتها كولومبو بالوقوف وراء الاعتداءات على فنادق وكنائس صباح الأحد الماضي. ووضعت السلطات السريلانكية هاشم على رأس لائحة المطلوبين لقوات الأمن. وكشفت صحيفة «ديلي نيوز» عن أن أجهزة الأمن الهندية قد نبهت سريلانكا مؤخراً إلى أن فريقاً آخر من «جماعة التوحيد الوطنية» بقيادة جال كويتال الملقب «برلوان مارزاج» يمكن أن ينفذ المزيد من الهجمات.
وأضافت أن «نوفار مولفي»، صهر زهران هاشم، عاد مؤخراً إلى سريلانكا من قطر وكان مسؤولاً عن المجموعة، في إشارة واضحة إلى استمرار قيام الدوحة بإيواء ورعاية المتطرفين والإرهابيين، وأن الأمر لا يقتصر فقط على منطقة الشرق الأوسط، وعلى جيرانها الذين يعانون من إرهابها، ولكن الأمر وصل إلى الشرق الأدنى. ونقلت الصحيفة عن خبير هندي أن الهجمات لم تكن لتتحقق بدون شهور من التخطيط وسفر لاعبين دوليين إلى سريلانكا من قطر للمشاركة في تنفيذ المراحل المختلفة للهجمات.
وتم تشكيل «المجلس الوطني الانتقالي» في مدينة كاتانكودي، وهي بلدة يسيطر عليها المتطرفون في شرق سريلانكا، في عام 2014. وكان مؤسسها، زهران هاشم، المعروف أيضًا باسم «أبو عبيدة»، هو الانتحاري الذي استهدف فندق شانجريلا بالمتفجرات العسكرية. وأكدت تقارير هندية أيضا أن الهند تساعد سريلانكا في التحقيق الجاري من خلال تقديم دعم تقني واستخباراتي، وفقاً للصحيفة، التي أضافت أيضاً أن أجهزة الأمن الهندية كانت متيقظة بشأن حركة هذا الإرهابي.
ويظهر زهران هاشم بشكل واضح في تسجيل فيديو بثه تنظيم «داعش» الذي أعلن مسؤوليته عن الهجمات. وقد ظهر على رأس 7 رجال في إعلان مبايعة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. وقد كان الرجل الوحيد الذي كشف وجهه بين 8 أشخاص.
وينحدر هاشم وهو في الأربعين من العمر، من منطقة باتكالوا، حيث قام انتحاري بتفجير نفسه في كنيسة إنجيلية خلال قداس أحد الفصح. وكانت الشرطة السريلانكية في وقت سابق قد أعلنت ضبط 150 أصبع متفجرات وراية تنظيم «داعش»، وذلك خلال عملية دهم في فيسامانثوراي الواقعة على بعد 370 كيلومترا شرق كولومبو، داخل مبنى يعتقد أنه مكان تسجيل فيديو تبني الاعتداءات.
ورغم سرعة أمير قطر في إدانة الحادث وكأن الأمر لا صلة له به، أكد خبراء ومسؤولون أمنيون إن الهجمات التي شنها الانتحاريون تحمل بصمات تنظيم «داعش» ذي الصلة بنظام الحمدين القطري.
ومنذ شهر مايو من العام الماضي، أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الهجمات على الكنائس في إندونيسيا والفلبين.
ولفتت صحيفة «ديلي نيوز» إلى أن خبراء مكافحة الإرهاب الهنود وصفوا «جماعة التوحيد الوطنية» بأنها مجموعة متطرفة تنتمي لـ«داعش». وقالوا إن عددا من السريلانكيين الذين عادوا مؤخرا من قطر تم اعتقالهم لدورهم في التفجيرات.
يأتي ذلك في الوقت الذي ظهرت فيه العديد من الأدلة حول علاقة الداعية المتطرف والمثير للكراهية المقيم في الدوحة يوسف القرضاوي وبين زهران هاشم، حيث تم التقاط بعض الصور لهما في الدوحة، بجانب تقارير عن لقاء القرضاوي لبعض أعضاء جماعة التوحيد في تركيا أو قطر. وتسببت الهجمات في خلق مناخ من القلق والتوتر الشديد في سريلانكا، حيث تتواصل ملاحقة المشتبه بهم. وأوقفت قوات الأمن حوالي 75 شخصا منذ الأحد الماضي على علاقة بالاعتداءات. وكشف الرئيس السريلانكي أن هناك نحو 140 شخصا في سريلانكا مرتبطون بتنظيم «داعش». وأدى نزيف الدماء في أحد الفصح إلى انتشار مشاعر الخوف بين المسلمين في سريلانكا، الذين يخشون من هجمات انتقامية رداً على هجمات أحد الفصح.
مقتل 15 بإطلاق نار في سريلانكا والسلطات تحذر من هجمات محتملة
أعلنت الشرطة السريلانكية أمس، مقتل 15 شخصًا بينهم 6 أطفال خلال عملية نفذتها قوات الأمن وشهدت تفجير ثلاثة انتحاريين أنفسهم وتبادلاً لإطلاق النار.
وقال المتحدث باسم الجيش سميث أتاباتو في بيان، إن الاشتباك بدأ عندما وقعت ثلاثة انفجارات أثناء توجه القوات صوب مكان تعتقد أن به إرهابيين. وأضاف في بيان «ردت القوات وداهمت المخبأ الذي كانت به كمية كبيرة من المتفجرات». وقال إن المسلحين أعضاء فيما يبدو بجماعة التوحيد الوطنية. وأعلن الجيش أنه عثر على مواد تستخدم في صنع القنابل وعلى عشرات من أصابع الجليجنايت المتفجرة وآلاف من قطع الرولمان بلي أثناء تفتيش منزل آخر في نفس المنطقة كما عثر على رايات تنظيم «داعش» وملابس يستخدمها أفراد التنظيم عادة. وحذرت السلطات من احتمال حدوث المزيد من الهجمات على مراكز دينية في أعقاب التفجيرات التي عصفت بالهدوء النسبي الذي نعمت به سريلانكا بعد انتهاء حرب أهلية ضد الانفصاليين التاميل قبل 10 أعوام. كما حذرت وزارة الخارجية الأميركية من أن جماعات إرهابية تواصل التخطيط لهجمات وحثت مواطنيها على إعادة النظر في السفر إلى سريلانكا. وقالت الوزارة في بيان إنها أمرت بمغادرة جميع أفراد أسر موظفي الحكومة الأميركية ممن هم في سن الدراسة وأجازت سفر الموظفين الذين لا توجد حاجة ملحة لوجودهم.