حاتم فاروق (أبوظبي)

تعكف مجموعة «صناعات» على دعم مسيرة الابتكارات التكنولوجية العاملة بقطاع الصناعة، عبر تعزيز نماذج الأعمال المبتكرة في الشركات التابعة لها، والتي تمكنها من رفع الكفاءة الإنتاجية، وتوفير الحلول لإدارة النفقات وتطوير المهارات، فضلاً عن دورها في تحسين العمليات التشغيلية داخل المصانع، ورفع مستوى وجودة المنتج الصناعي النهائي والخدمات والحلول المقدمة للعملاء، بحسب المهندس جمال الظاهري، الرئيس التنفيذي ل«صناعات».
وقال الظاهري لـ«الاتحاد» إن «صناعات» دأبت خلال السنوات العشر الماضية على الاستثمار في القطاعات غير النفطية بمعدل سنوي بلغ 1.6 مليار دولار(6 مليارات درهم)، لافتاً إلى أن «صناعات» تنشط حالياً في أربعة قطاعات تشمل المعادن وخدمات النفط والغاز ومواد الإنشاء والبناء وإنتاج المأكولات والمشروبات.
وتضم شركات محفظة «صناعات»: «الإمارات لصناعات الحديد «حديد الإمارات»، وشركة الإنشاءات البترولية الوطنية، وشركة «أركان»، وشركة دبي للكابلات الخصوصية المحدودة «دوكاب»، ومجموعة «أغذية»، وشركة «الفوعة»، وشركة الطويلة لسحب الألمنيوم «تالكس»، وشركة الغربية للأنابيب.

خيار استراتيجي
وأوضح الظاهري أن المشاريع الابتكارية المطبقة في شركة «الإنشاءات البترولية الوطنية» حققت وفراً مالياً قدره 8% من الميزانية التشغيلية للشركة خلال العامين الماضيين، مؤكداً أن شركة الإنشاءات البترولية الوطنية خلال عام 2017 قامت باعتماد خطة للابتكار تشتمل على 3 محاور أساسية تهدف إلى رفع الكفاءة التشغيلية وزيادة القدرة الإنتاجية وتحسين مستوى التنافسية للشركة.
وأكد أن الشركة قامت بتشجيع موظفيها على تقديم المقترحات والمشاريع المبتكرة في عدة فئات ودشنت موقعا إلكترونيا خاصا بخطة الابتكار لتسهيل عملية التواصل بين مختلف أقسام ودوائر وموظفي الشركة، موضحاً أن لجنة الابتكار تلقت خلال العام الماضي 375 مقترحا وأكثر من 48 مشروعا ابتكاريا.

تطورات تكنولوجية
وأكد الرئيس التنفيذي ل «صناعات» أن شركة «أركان» جهزت مصنع العين للإسمنت بأحدث مُعدات وتقنيات انصهار جزيئات العينات.
وقال «تقوم فكرة التكنولوجيا الجديدة التي اعتمدتها «أركان» على انصهار جزيئات المواد الخام المستخدمة في صناعة الأسمنت لمعرفة التركيب الجزيئي لذرات العناصر وأيضا توفر هذه الألية اختصار الوقت الذي تستغرقه عملية معالجة العينات قبل تحليلها، حيث أصبح بإمكان مصنع العين للإسمنت إجراء العملية ذاتها في عدة دقائق فقط مع الحد من التأثيرات الناجمة على منظومة العمل.
وأشار الظاهري إلى أن هذه التكنولوجيا المبتكرة تشكل إضافةً قيّمة إلى مختبرات مراقبة الجوّدة في مصنع العين للإسمنت، والتي تساهم في رفع الكفاءة التشغيلية عبر كافة مراحل التصنيع والإنتاج في المصنع بنسبة 20%، وهو ما سينعكس إيجابياً على خفض التكاليف وتعزيز أرباح الدخل الصافي.

حلول مبتكرة
وقال الرئيس التنفيذي إن «حديد الإمارات»، تركز على الحلول التكنولوجية المبتكرة في كافة عملياتها التشغيلية بهدف تحقيق أفضل النتائج في مجالات الإنتاج والبيئة والاستدامة، مؤكداً أن الشركة نفذت العديد من المشاريع الناجحة منها تطوير آلة صب مزدوجة تساهم في الحفاظ على سرعة الصب في مستوى معين للحد من فقدان منتجات الصلب ذات القيمة المضافة خلال عملية الإنتاج.
كما نجحت «حديد الإمارات» في تصميم وبناء وتشغيل وحدة تقطيع خردة الحديد التي تزود الأفران الكهربائية في مصانع الصلب، حيث تساهم هذه المنشأة الجديدة في لعب دور رئيس في إعادة تدوير خردة الحديد المتوفرة في الإمارات من جانب، وتقلل من تكاليف التشغيل وزيادة المرونة بالنسبة للمواد الأولية المستخدمة في حديد الإمارات من جانب آخر.
وأضاف، تعتبر حديد الإمارات الشركة الوحيدة في العالم (خارج الولايات المتحدة الأميركية) التي تقوم بالتخلص من ثاني أكسيد الكربون بطريقة مستدامة عبر تزويده لشركة أبوظبي لالتقاط الكربون «الريادة» من أجل حقنه كبديل عن الغاز المشبع بالسوائل في حقول النفط في أبوظبي لتعزيز إنتاجها.
ويساهم المشروع في خفض الانبعاثات الكربونية، توفير كميات إضافية من الغاز الطبيعي، رفع كفاءة إنتاج النفط والغاز وإطالة أمد العمر الاستثماري لحقول النفط في إمارة أبوظبي». وأوضح أن «حديد الإمارات» طورت مشروعا لإعادة تدوير غبار مصنع الصهر، حيث يهدف للاستفادة من الكميات الهائلة من الغبار الذي تم تجميعه من منطقة صهر وتحويلها إلى منتجات مفيدة. وساهم المشروع في انخفاض كبير في كمية الغبار التي تحتاج إلى التخزين مع إمكانية بيعها إلى شركات تصنيع السيراميك ومواد البناء، فضلاً عن إعادة تدوير الغبار عن طريق أنظمه حديثة وشحنها مرة أخرى إلى أفران الصهر ما يوفر في النهاية عوائد مجدية للشركة.
وتابع، تقوم الشركة باستخدام خبث الحديد في بناء الطرق، حيث يعتبر خبث فرن القوس الكهربائي ركاما قويا كثيفا غير مسامي، مما يجعله ركامًا مثاليًا لبناء الطرق، كما تتم معالجة الخبث في حديد الإمارات بعد تبريده بطريقة معينة، وبعد ذلك يتم تعديله وخلطة بمواد بنسب محسوبة، ثم يتم بيعه للاستخدام في صناعة الطرق وصناعة الأسمنت.

طاقة المستقبل
واستطرد الرئيس التنفيذي بإن استراتيجية الابتكار التي تتبعها شركة «دوكاب» ساهمت بدعم قدرتها على توفير منتجات الكابلات المتطورة لمختلف القطاعات الاقتصادية مثل قطاعات الطاقة، والإنشاءات العامة، والنفط والغاز، والطاقة المتجددة، والقطاعات الصناعية، والدفاع، والنقل، والقطاعات البحرية، والتعدين غيرها من القطاعات المتخصصة. وأضاف «تسعى الشركة نحو ضمان التنمية المستدامة لقطاع الكابلات مع حماية البيئة وتحقيق توازن مثالي بين المسؤولية الاقتصادية والمجتمعية. ونتيجة لذلك، فعندما قررت حكومة الإمارات العربية المتحدة تطوير محطة براكة لإنتاج الطاقة النووية في أبوظبي، قامت «دوكاب» بابتكار مجموعة كابلات NuBICC المتخصصة لأغراض إنتاج الطاقة النووية، والتي يتم استخدامها ضمن المشروع. وأشار إلى أن العمر التشغيلي لكابلات الطاقة النووية يصل ل60 عامًا علاوةً على قدرتها الفائقة على مقاومة الاحتراق، كما تمتاز كابلات NuBICC بحصولها على مجموعة من شهادات الاعتماد الدولية، الأمر الذي يجعل منها ابتكاراً حقيقياً ضمن سوق الكابلات وملحقاتها حول العالم يمتاز بحمله لعلامة صنع في الإمارات.
إلى ذلك، نوه الرئيس التنفيذي لصناعات بأنه تم مؤخراً الاعلان عن الهوية المؤسسية الجديدة لشركة الفوعة إيذاناً ببدء مرحلة متجددة من الخدمات المتميزة والمنتجات المبتكرة التي اعتادها عملاء الفوعة خلال الفترة الماضية، مبينا أن الشركة أطلقت مؤخرا منتجا جديدا وهي العلامة التجارية (نوترا) الذي يحتوي على كافة العناصر الغذائية اللازمة للنمو والحياة الصحية.

«الفوعة» تبتكر أكياس طلع النخيل
تسعى شركة «الفوعة» التابعة لمجموعة «صناعات» بشكل دائم إلى تطوير قطاع النخيل في الدولة، من خلال ابتكار وطرح منتج جديد يعد إنجازاً كبيراً في مجال زراعة النخيل، كونه يعطي وفرة وجودة للمزارع بما يتعلق بتلقيح النخل، عن طريق أكياس تحتوي على نوعية ممتازة من لقاحات النخيل، وأثبتت كفاءتها من خلال التجارب التي أجرتها الشركة قبل إطلاق المنتج، وتعطي ثقة للمزارع ودقة في عملية الإنتاج.
وأجرت «الفوعة» العديد من التجارب على أكثر من مليون و500 ألف نخلة عبر مزارع الشركة ومزارع المواطنين، مشيراً إلى أن المزارعين بدؤوا باستخدامها من الموسم الماضي والشركة تتواصل مع أكثر من 25 ألف مزارع، كما أنها تعد نقلة كبيرة في مجال اللقاح، وتكلفتها مناسبة للمزارع وهي في متناول اليد.
كما تتميز الفوعة بمزارعها العضوية، وتضم 62 ألف نخلة عضوية، تضم 12 ألف فحل «ذكر النخل»، ويسهم المنتج الجديد المبتكر في تخفيف المعاناة التي كان يتكبدها المزارعون في السابق.

مركز متخصص للبحث والتطوير بقطاع التصنيع الغذائي
قال المهندس جمال الظاهري إن مجموعة «أغذية»، التابعة لـ «صناعات» تعكف على تلبية احتياجات المجتمع من المنتجات الغذائية عبر دمج الابتكار في قطاع الأغذية والمشروبات، مؤكداً أن المجموعة تمتلك مركزاً متخصصاً للبحث والتطوير يعتبر ضمن أهم مراكز البحث بالمنطقة، حيث يتم تطوير وتقديم منتجات مبتكرة توفر قيمة مضافة للمستهلكين.
وأضاف «تحرص المجموعة على بناء شراكات فاعلة مع أبرز الجامعات، والمؤسسات البحثية والطبية، والشركات العالمية مثل الائتلاف المشترك بين مجموعة أغذية وشركة «تراو للتغذية»، التابعة لشركة «نيوتريكو» الرائدة في مجال تغذية الحيوانات والأعلاف المائية، وذلك بهدف تطوير مجموعة من المنتجات والخدمات لتحقيق التغذية المثالية، فضلاً عن تعزيز الثروة الحيوانية وتحسين الكفاءة الاقتصادية».