محمد حامد (الشارقة)
«لم يكن هناك من هو أفضل من باريزي في الرقابة، ولا يوجد من يملك قدرات دفاعية مثل كانافارو، وفي تاريخ الكرة العالمية مدافعون أصحاب مهارة، بل وقدرات تهديفية، وهناك من يملكون الصفات القيادية، بالنسبة لي هناك مدافع واحد لديه شيء من كل شيء، إنه سيرجيو راموس»، قد لا توجد شهادة إشادة أكثر تعبيراً عن مكانة قائد الريال راموس، من تلك التي أتت على لسان المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، فهو إيطالي ويدرك جيداً سمات المدافع النجم، كما أنه ليس من نوعية المدربين الذين يتحدثون كثيراً على قدرات اللاعبين، مما يؤكد أن راموس يظل حالة خاصة.
بدوره، تحدث راموس مدافع وقائد الريال، عن اللحظة الحاسمة في نهائي السوبر الإسباني أمام أتلتيكو مدريد، فقد سجل الركلة الترجيحية الأخيرة، ليتوج الملكي ملكاً لسوبر الإسبان، حيث قال: «لم أقرر أن أسدد ركلة الترجيح الحاسمة، لكي أكون بطل الحسم الذي يخطف الأضواء من الجميع»، ولم يطلق راموس هذه الكلمات إلا ليؤكد على أن شرف تحمل المسؤولية في الأوقات الصعبة، يظل أكثر جاذبية من السعي لخطف الأضواء.
وعلى الرغم من معاناة راموس من الإصابة خلال المباراة، إلا أن قرر أن يستكملها حتى نهايتها حريصاً على تقديم الأداء الأقوى، لكي لا يبدو متأثراً بهذه الإصابة التي سوف يغيب على إثرها لمدة تتراوح بين 10 أيام إلى أسبوعين، وكشف قائد الريال عن أنه خطط لتسديد الركلة الحاسمة أمام الجار العنيد أتلتيكو مدريد، في نهائي السوبر، على طريقة بانينكا، إلا أن الشعور بالإصابة منعه من ذلك.
راموس «قلب الأسد» رفع رصيده من البطولات إلى 21 بطولة مع الريال، ولم يعد متبقياً له سوى الفوز ببطولتين، لكي يعادل رقم خينتو الأسطورة الملكية الأكثر تتويجاً بالألقاب في تاريخ الريال، ولا يوجد في صفوف الريال من يمكنهم أن يحققوا هذا الإنجاز قريباً سوى راموس والبرازيلي مارسيللو.
أسطورة راموس لم تتشكل لأنه الأكثر تتويجاً بالبطولات في الجيل الملكي الحالي، بل إن الأمر يرتبط بسمات أكثر عمقاً وتفصيلاً، حيث يملك القدرات الدفاعية الخاصة، وعلى رأسها القوة، والذكاء في التمركز، والسرعة، والرقابة اللصيقة، والمشاركة في بناء الهجمات من الخلف، كما أنه مدافع هداف، بلغ رصيده التهديفي 115 هدفاً طوال مسيرته سواء مع الريال أو المنتخب، ويضاف إلى ذلك قوة الشخصية التي تجعله يقدم مستويات مذهلة في المواجهات الكبيرة، خاصة المباريات النهائية.
وليس هناك دليل على قوة شخصية راموس وعقليته القيادية، أكثر من سداسيته الحاسمة في 6 نهائيات للريال منذ 2014 حتى 2020، فقد سجل في نهائي دوري الأبطال عامي 2014 و2016، ونهائي مونديال الأندية 2014، وفي 2016 سجل في السوبر الأوروبي، وعاد ليسجل في نهائي مونديال الأندية 2018، وكان الختام بحسم ركلات الترجيح للكتيبة الملكية نهائي السوبر 2020 أمام أتلتيكو مدريد.
راموس ليس قائداً ملهماً فحسب، فقد فاز بـ 11 بطولة منذ أن حظي بشرف حمل الشارة الملكية، ولكنه يظل المدافع الأكبر عن الريال خارج الملعب أيضاً، فقد نجح في غزو القلوب بالحماس والروح القتالية داخل الملعب، وترسخت مكانته ليستقر في قلب كل مدريدي، بالدور الذي يقوم به خارج المستطيل الأخضر، فهو الذي يتطوع للوقوف في وجه الهجوم الكتالوني، سواء أتى على لسان لاعبين مثل المثير للجدل جيرارد بيكيه، أو كان هذا الهجوم من إعلام كتالونيا.
115 هدفاً.. المهاجمون لا يفعلون ذلك!
قد تنتهي مسيرة مهاجم في ملاعب كرة القدم دون أن يسجل في مشوراه الاحترافي 115 هدفاً، هذا الأمر ليس نادراً، بل إنه شائع في ملاعب العالم، والمفارقة أن راموس الذي لا يزال يصول ويجول في الملاعب، أحرز 115 هدفاً طوال مسيرته الكروية، وهو لاعب مدافع، ما يجعله من بين الأفضل في التاريخ، فالأهداف تشكل قيمة مضافة للاعب قد تكون مسؤولياته الأساسية قائمة على منع التسجيل في مرمى فريقه، والمشاركة في بناء الهجمات من الخلف على أقصى تقدير.
راموس ليس هدافاً فحسب، بل إنه هداف حاسم، فقد سجل 6 أهداف في 6 نهائيات، وشارك في حسم الكثير من البطولات للريال بهذه الأهداف، ما يعني أنه لم يكن حاسماً بقدراته الدفاعية فقط، بل بغزواته التهديفية، وكذلك قدراته القيادية داخل الملعب، وأصبح راموس واحداً من بين أفضل المدافعين الهدافين في التاريخ، متجاوزاً النجم الشهير روبرتو كارلوس المدافع الأيمن السابق للريال والمنتخب البرازيلي الذي سجل 113 هدفاً، وكذلك الألماني الشهير برايتنر، وستيف بروس، ومن قبلهم الأسطورة فرانر بيكنباور الذي سجل 109 أهداف، والطموح القادم لراموس، أن يصل إلى عدد أهداف القائد المدريدي فرناندو هييرو الذي سجل 163 هدفاً.
«قلب الأسد» عنوان الغزل
قد يعتقد البعض أن الرؤية الجماهيرية أكثر من كافية للحكم على جودة ومكانة اللاعبين، إلا أن الأمر يصبح أكثر رسوخاً بآراء اللاعبين، ورؤية المدربين، وفي حال راموس على وجه التحديد هناك إجماع على أنه مدافع متكامل، وحينما تكون الشهادة بالإشادة من مدافع أسطوري مثل باولو مالديني، والمدرب القدير كارلو أنشيلوتي، ومن نجوم الهجوم أصحاب القدرات التهديفية الخاصة، فإن جميع هذه الآراء تجعل الحكم على أسطورة راموس أكثر عدلاً ونضجاً وعمقاً.
ليفا: راقبوه حينما تكون الكرة في حوزته لتدركوا أنه ليس مدافعاً فقط.
نيمار: راموس خارج المقارنات مع المدافعين، هو أصعب من واجهت.
أجويرو: لم أواجه مدافعاً أكثر صلابة منه.
سورايز: خبير وتنافسي وقوي، لا شك أنه المدافع الأصعب.
مالديني: أفضل مدافع وقائد في العالم في السنوات الأخيرة.
تياجو سيلفا : أراه المدافع الأكثر تكاملاً في العالم.
كانافارو: أعاد اكتشاف نفسه بعد الانتقال من اليمين إلى قلب الدفاع.
فرديناند: ملك المواجهات الكبيرة، من الصعب أن يخسر مباراة نهائية.
زيدان: هو القائد الذي يملك كل شيء، لعبت معه عاماً، هو لم يتغير أبداً.
أنشيلوتي: قوي ومهاري وقيادي، لديه شيء من كل شيء.