استؤنفت في طهران أمس محاكمة مجموعة جديدة من المعتقلين ومن بينهم إصلاحيون بارزون بتهمة الضلوع في الاضطرابات وأعمال الشغب عقب الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو الماضي. واعترف موظف السفارة البريطانية المعتقل بأن لندن ضالعة في الاحتجاجات الأخيرة، فيما أعلنت الفرنسية المحتجزة تقديمها تقريرا بالأحداث إلى سفارة بلادها، طالبة العفو عنها. وقالت وكالات أنباء إيرانية إن أكثر من مائة من الناشطين الإصلاحيين، بما في ذلك العديد من المسؤولين السابقين والصحفيين، مثلوا أمام المحكمة الثورية في طهران صباح أمس، مشيرة إلى أن من بين الذين تجرى محاكمتهم أيضا محاضرة جامعية فرنسية وموظفة إيرانية تعمل بالسفارة الفرنسية في طهران، إضافة لموظف السفارة البريطانية. وأضافت أن من بين المعتدلين المقدمين للمحاكمة الصحفي البارز أحمد زيادة عبدي ومعتدلين بارزين مثل علي تيجاني وهدايت أغائي وشهاب طباطبائي وجواد إمام. ونقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية الاستاذة الجامعية الفرنسية كلوتيلد ريس التي تحاكم بتهمة الإضرار بالأمن القومي الإيراني، اعترافها بتقديم تقرير الى السفارة الفرنسية في طهران حول التظاهرات في أصفهان مؤكدة أن دوافع مشاركتها شخصية، وطالبة الرأفة من القيادة الدينية. وقالت وكالة الانباء الفرنسية أن ريس اعترفت أمام المحكمة بالمشاركة في المظاهرات التي أعقبت الاعلان عن نتائج الانتخابات، وأضافت أن هذا التصرف كان «خطأ». ونقلت عنها الوكالة قولها «كان يجب ألا أشارك في الاحتجاجات غير المشروعة أندم على نشاطاتي وأعتذر للشعب الايراني وللمحكمة، وأتمنى أن يصفحوا عني». وصرحت قائلة إن «السجن قاس، لكن الحراس والمحققين الذين تولوا استجوابي لم يبدر منهم أي تصرف سيئ، ولم أواجه أي مشكلة خاصة في السجن»، مضيفة بحسب الوكالة أنها تعاني «ضغطا نفسيا» حيال مصيرها. وأكد والد ريس من ناحيته مجددا أن ابنته «بريئة»، وصرح ريمي ريس للوكالة الفرنسية «لم أكن على علم وفوجئت عندما رأيتها ماثلة في هذه المحاكمة». وأضاف «بالطبع أكرر إنها بريئة وليس هناك أي دليل على التهم الموجهة إليها» معربا عن الأمل في أن تكون المحاكمة «بداية خروج من الأزمة». وفي السياق ذكر التلفزيون الحكومي أن حسين رسام الذي يعمل في السفارة البريطانيةقال أمام المحكمة أمس إن المعلومات التي جمعتها السفارة حول اضطرابات ما بعد انتخابات الرئاسة أرسلت إلى واشنطن. وأضاف أنه طلب من المؤسسة الدينية إبداء الرأفة والعفو عن «أخطائه». وعقبت بريطانيا بانتقاد محاكمة رسام بشدة، ووصفت ذلك بأنه يتجاوز حدود اللياقة قائلة إنه يتعارض مع تأكيدات سابقة قدمها مسؤولون إيرانيون بارزون. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية إن سفير بريطانيا لدى إيران يسعى للحصول على توضيح عاجل بشأن المحاكمة. وأضافت «سوف نقرر بعدها كيفية الرد»، على أحدث إجراء يتجاوز حدود اللياقة. وقالت المتحدثة «هذا أمر غير مقبول على الإطلاق ويتعارض بشكل مباشر مع تأكيدات حصلنا عليها مرارا من مسؤولين إيرانيين بارزين». وأضافت «ندين هذه المحاكمات وما توصف بأنها اعترافات للسجناء الذين حرموا من حقوقهم الإنسانية الأساسية». من جهة أخرى قال المحتجز محمد رضا زماني عضو تنظيم (السلطة الملكية ) التابعة لنظام الشاه أنه سافر إلى لندن عن طريق صديق له، وانضم إلى هذا التنظيم الذي يهدف إلى استئصال القيم الدينية من المجتمع الإسلامي. وأضاف أنه بعد تدريبه انتقل إلى العراق واستقر في أربيل ودهوك ليلتقي شخصيات أميركية هناك كانت تسلمه متفجرات وتطلب نقلها إلى أفراد المعارضة للقيام بتفجيرات. وإلى جانب زماني اعترف متهم آخر من منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة (ناصر الحسيني) أن مهمته كانت تتمثل بإحراق المساجد والحسينيات وعمل تفجيرات في أنحاء إيران. وأعلن المدعي العام الإيراني دري نجفي أنه تم الإفراج عن 100 معتقل من معتقلي الأحداث الأخيرة بكفالة ، بينما يود حاليا في السجون أقل من 200 منهم. وصرح للصحفيين بأن هيئة الادعاء أوصت بإطلاق سراح سعيد حجاريان لتدهور وضعه الصحي، مع وضعه تحت المراقبة في منزله. من جهته أعلن مكتب هاشمي رفسنجاني أن الأخير سيؤم الجمعة المقبلة، بينما أكدت مصادر المحافظين أن اسم رفسنجاني لم يحدد بعد