«غزل الليخ» حرفة تقليدية في طي النسيان
حرفة قديمة وتقليدية مارسها آباؤنا وأجدادنا في صيد السمك، يحرك صانعها أصابعه للأعلى والأسفل في مشهد يدعو للإنبهار والذوق الإبداعي، برغم صعوبة تعلمها إلا إن الكثير من أجدادنا ترتسم على قسمات وجوههم الخبرة والمهارة في غزلها. “الليخ” أداة من أدوات صيد السمك، هو عبارة عن شبكة من خيوط النايلون أو من الخيوط القطنية مقواة بحبل يؤطرها ويحدد طولها بمئة باع وعرضها بخمسين.
“يعتمد تصنيع الليخ على إنجاز الشبكة والانتهاء منها، حيث يبدأ صانع الليخ غزلها مستخدما خيط النايلون، و”برية “ وهي قطعة القماش التي يشرخ طرفاها ويجوفان، لترك فراغ يدخل فيه الخيط تنطلق منها طلائع الشبكة ذات الفتحات المعينة، ويربط الحبل بالشبكة المنجزة تدريجيا إلى أن يكتمل فيكتمل ربطها بالحبل الذي منه يتم سحب الليخ من مياه البحر للفوز بما يحمله من سمك طازج.
صناعة “الليخ” لها شروط ومواصفات لمن يقوم بغزلها يقول حسن إبراهيم أو كما ينادونه أبوعلي، وهو المتخصص منذ سنين بصناعة الشباك البحرية في الشارقة:”كل صياد له اهتمامات بنوعية الشباك التي يفضلها فيصنع الأنواع الخمسة الأكثر استخداماً بجميع الألوان، وإن أكثر الصيادين يفضلون شباك الليخ” .
كل شبكة تحتاج إلى فترة من الزمن لانجازها يقول أبو علي عن ذلك بالشرح :” الليخ الذي يبلغ طوله 22 متراً لا تتجاوز فترة انجازه 15 يوماً، وكذلك الأنواع الأخرى حيث تتطلب نفس المدة، كما أن اسعارها عادة ماتكون قريبة من بعضها اذ تتراوح بين 200 و300 درهم، أما الفتحات التي يفضلها أكثر الصيادين عادة فهي بين 2 الى 4 سنتمترات”.
تبدأ صناعة الشبك ببرم أو تثليث ثلاثة خيوط معا أي لفّها مع بعضها لتشكل خيطا واحدًا سميكًا ذا قوة لمقاومة ضغط تيارات المياه والأسماك المحصورة داخل الشبك، وتستخدم في البرام الأدوات المستخدمة في النسيج حيث يتم وضع الوشيعة على الدوارة (تسمى في الإمارات مكسار) ويتم طي الخيوط التي تبرم حول قطعة كبيرة من الخشب كالمغزل تسمى مبرم لتأخذ وضعها النهائي كخيط واحد ثم يتم تنقيعها بالماء لفترة معينة حتى تتشرب به، وتترك بعد ذلك لتجف لتكون جاهزة لصناعة الشبك”.
يذكر أبو علي أهم أنواع الألياخ:” يوجد نوع يسمى الخيشوميه ،وتعود تسمية هذه الشباك إلى الطريقة التي تصاد بها الأسماك، حيث تعلق من خياشيمها في عيون الشباك التي يختلف بعضها عن بعض من حيث طريقة الإستعمال، أما سعة عيون هذه الشباك وسماكة الخيوط فتختلف من شبكة لأخرى وهي ثلاثة أنواع منها “الألياخ الخيشومية الهائمة “وتصنع هذه الشباك محلياً وهي ذات عيون مختلفة السعة تتراوح بين أقل من بوصة الى 5 بوصات، أما “ الألياخ الخيشومية الدائرية” فتتنوع بشكل دائري بحيث تحيط بمجموعة الأسماك بدلاً من اعتراضها بشكل طولي كما هو الحال بالنسبة للشباك الخيشومية الهائمة، ويلجأ إليها الصيادون عند اصطياد بعض أنواع الأسماك سريعة الحركة ، أما “الألياخ الخيشومية القاعية الثابتة”، فتنتشر بملاصقة قاع البحر حيث يلامس الحبل القاعي للشبكة قاع البحر وتثبت بعوامات، وتستخدم مثل هذه الشباك في المناطق ذات القاع الصخري أو المرجاني، وتكون خيوطها قوية بحيث تتراوح سماكة الخيط بين 210/ 26 الى 210/ 60 وعيون الشباك بين 4,5 الى 6 بوصات.
وبالنسبة للألياخ السينية الشاطئية فتعتبر من أكبر انواع الشباك المستخدمة في دولة الامارات حجماً وأصغرها من ناحية سعة العين وتتكون شبكة اليل من كيس من الشباك المصنوعة من خيوط النايلون من دون عقد”.
المصدر: أبوظبي