احتفلت الصحف الإيطالية بالتأهل الإعجازي لفريق الإنتر إلى ربع نهائي دوري الأبطال الأوروبي على حساب العملاق البافاري بايرن ميونيخ، وهو التأهل الذي حفظ ما تبقى من كبرياء وكرامة الكرة الإيطالية على الساحة القارية. وكان للاحتفالية الإيطالية بتأهل الإنتر ما يبررها، خاصة أن الفريق تعثر في مباراة الذهاب وخسر على يد البايرن في سان سيرو بنتيجة 0–1، ولكنه انتفض على نحو مفاجئ وفاز في إليانز أرينا مقعل البايرن 3–2 في مباراة شهدت سيطرة شبه كاملة من الفريق الألماني على مجرياتها لمدة 60 دقيقة، إلا ان المجازفة الهجومية للإنتر في آخر نصف ساعة من المباراة قلبت الأمور رأساً على عقب. في إيطاليا قالت صحيفة “جازيتا ديللو سبورت” في عنوانها الذي رصد الفوز التاريخي: “إيتو وشنايدر وبانديف يسطعون في سماء الإنتر”، وأضافت: “كان لتألق الكاميروني إيتو صاحب هدف الافتتاح، وتوهج الهولندي شنايدر محرز هدف العودة، وحسم المقدوني بانديف صاحب ضربة الخلاص الدور الأبرز في رسم سيناريو التأهل الأسطوري للإنتر إلى ربع النهائي والفوز على البايرن في معقله 3-2. وأضاف تقرير الصحيفة الإيطالية: “لابد أنها مزحة، انها ليست مباراة واقعية أو حقيقية، إنه سيناريو مجنون وضعه أحد الأشخاص متعمداً أن يخرج بهذه الدرجة من الإثارة، قد يكون ما حدث في إليانز أرينا مجرد فيلم سينمائي” من جانبه، قال ماسيمو موراتي رئيس الإنتر في تصريحاته التي أعقبت المباراة إنه يتمنى مواجهة أقوى فريق أوروبي لكي يبقى الإنتر في أعلى درجات التركيز، وأضاف: “تلقيت مكالمة هاتفية من مورينيو عقب المباراة مباشرة، حيث قدم لي التهنئة، وأكد أنه سعيد بفوز الإنتر وتأهله إلى ربع النهائي، والآن نحن لا نخشى مواجهة أي فريق، بل أنني أتمنى مواجهة الطرف الأقوى في ربع النهائي”. من جانبها عنونت صحيفة لاريبوبلكيا: “جنون .. جنون.. الإنتر لايزال بطلاً لأوروبا والعالم”، وفي التفاصيل أشاد تقرير الصيحفة الايطالية بأداء بطل النسخة الماضية، وخاصة في النصف ساعة الأخير من المباراة، ونوه التقرير إلى أن ما حدث في إليانز أرينا هو الجنون بعينه، ولكنه الجنون الذي يثبت أن الإنتر لايزال بطلاً لأوروبا، وبطلاً للعالم، وهو لايزال يدافع عن عن لقبه بنجاحه في تخطي عقبة البايرن. وتناولت الصحيفة الإيطالية بعداً انسانياً لافتاً حينما قالت إن إيتو لم يتردد في إهداء هدفه الأول، وإهداء الفوز إلى اللاعب الياباني ناجاتومو المدافع الأيسر للإنتر، والذي دفع به ليوناردو في آخر دقائق المباراة، وجاءت مبادرة إيتو مع ناجاتومو على إثر الزلزال المدمر، وتسونامي الذي ضربت اليابان خلال الأيام الماضية. في ألمانيا، سيطر مزيج من الذهول والغضب على عناوين الصحف الألمانية في تفاعلها مع الخروج غير المتوقع للبايرن على يد الإنتر، فقد رفعت صحيفة “بيلد” شعار: “البايرن يترنح من وقع الصدمة على يد الإنتر”، وقالت صحيفة “دي فيلت”: “موسم للنسيان يا بايرن” في إشارة إلى تراجع ترتيب الفريق في جدول الدوري الألماني، ومعاناته للدخول في دائرة المنافسة على التأهل للنسخة القادمة من دوري الأبطال، بعد أن تبدد أمل المنافسة على لقب “البوندسليجا”، كما خرج البايرن من المنافسة على كأس ألمانيا، ثم كانت صدمة الإقصاء من المنافسة على اللقب الأوروبي على يد الإنتر. وقالت صحيفة “برلينر مورجن بوست”: “الإنتر يعاقب البايرن على إهدار الفرص” في إشارة إلى سيطرة الفريق الألماني على 60 دقيقة من المباراة، وإهدار فرص تهديف محققة، ليأتي العقاب الإيطالي في نهاية المباراة، حيث تمكن شنايدر، ثم بانديف من تسجيل هدفين ليخرج الإنتر فائزاً بثلاثية مقابل هدفين. وعلى نفس الخطى جاء عنوان الموقع الإلكتروني لمجلة كيكر: “بانديف يعاقب البايرن”، فيما عنونت صحيفة “سوديتش زيتونج” وهي الأشهر في ميونيخ: “البايرن لم يتعلم الدرس”، في إشارة إلى خسارة نهائي الموسم الماضي على يد الإنتر، ثم الخسارة الكارثية مرة أخرى في إياب دور الستة عشر على الرغم من سيطرته شبه المطلقة على غالبية أوقات المباراة، ولكن الإنتر كان أكثر فاعلية في استغلال الفرص، وتمكن من حسم المواجهة”.