ملك الأردن: الوحدة الوطنية «خط أحمر»
حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس «أصحاب الأجندات المشبوهة والذين يهدفون إلى الإساءة للأردن» بأن الوحدة الوطنية في بلاده «خط أحمر» يجب عدم تجاوزه، داعياً مؤسسات الدولة كافة إلى التصدي لإشاعات يطلقونها.
واختار الملك عبدالله الثاني القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية ليبدي غضبه واستياءه ويحذر من أي محاولة للإساءة إلى الوحدة الوطنية، رداً على حملة قادها سياسيون وكتاب أردنيون اتهموا سلطات الأردن خلال الأشهر الماضية بالسعي إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين (مليون و800 ألف لاجئ) مقابل تعويضات مالية، مما يؤثر على هوية البلاد السياسية والجغرافية. وقال خلال خطاب ألقاه هناك «إن الوحدة الوطنية خط أحمر ولن نسمح لأحد في الداخل أو الخارج بأن يسيء إليها. إن أكثرية من يحاول الإساءة هم للأسف في الداخل وهذا «عيب وحرام». وأضاف «أطالب المواطنين ومؤسسات الدولة والحكومة والأعيان والنواب والصحافة بالتصدي لأصحاب الأجندات الخاصة والمشبوهة والتعامل بحزم مع المشككين الذين يريدون الإساءة للبلد». وأكد ملك الأردن تمسك بلاده بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم والتعويض. وقال «إنه موقف ثابت لن يتغير ولا قوة قادرة على أن تفرض على الأردن أي موقف يتعارض مع مصالحه». وأضاف «أقول مرة أخرى وبشكل واضح ما في قوة قادرة على أن تفرض علينا أَي شيء ضد مصالح الأردن والأردنيين». وتابع «على مدى تعامل الأردن مع الإدارات الأميركية المتعددة لم تضغط أي منها عليه في موضوع اللاجئين». وقال الملك عبدالله الثاني «إن الذي يتحدث عن تهديد للأردن وهوية الأردن واستقرار الأردن وعن تهديد لوحدتنا الوطنية لا يعرف الأردن ولا يعرف الأردنيين ولم يقرأ تاريخهم» وأوضح «الأردن هو الأقرب للأشقاء الفلسطينيين وسيتسمر في حماية حقوقهم وتقديم كل ما يستطيع من دعم لهم من أجل قيام دولتهم المستقلة في أقرب وقت ممكن». وأضاف «كنت قد حذّرت من استمرار الإشاعات ومن يطلقونها في الصالونات ومن وراءهم. هنالك من يسعى إلى التخريب ولن نسمح لهم بتخريب مستقبل الأردن». وتابع «الحمد لله الريف والبادية والمخيمات خارج دائرة الإشاعات والمواطن الأردني الذي أعرفه لا يستمع إلى هذه الإشاعات.» وأكد الملك عبدالله الثاني أن الأوضاع في الأردن «تسير بشكل جيد رغم التحديات الإقليمية»، وأنه مستمر في العمل مع الزعماء العرب وزعماء الدول الصديقة لتجاوز التحديات الاقتصادية التي تواجه بلاده. وقال «إن وضعنا على مستوى العالم جيد جداً والعلاقات مع الأشقاء العرب ممتازة وهم لا يقصرون معنا ويحاولون أن يساعدونا ولا تخوف حول مستقبل الأردن» وطالب الجميع في مواقع المسؤولية بذل أقصى طاقاتهم لخدمة الوطن». وتلقى الشعب الأردني تصريحات عاهله بارتياح كبير، خصوصاً أن البلاد عاشت في الآونة الأخيرة جدلاً واسعاً بشأن «من هو الأردني ومن هو الفلسطيني»، فيما حذر مراقبون من نشوب «فتنة داخلية» ما لم يتدخل الملك عبد الله الثاني لوضع حد له.
المصدر: عمان