هدى جاسم، وكالات (بغداد)

قالت الحكومة العراقية، إنها لن تتراجع عن قرارها بشأن إخراج القوات الأجنبية من البلاد، مؤكدةً أنه لا يوجد اتفاق مع الولايات المتحدة بهذا الشأن، فيما تواصلت المظاهرات الاحتجاجية في مختلف مدن وسط وجنوب العراق للمطالبة بتشكيل حكومة مستقلة بعيدة عن تدخل الأحزاب.
وقطع المتظاهرون طرقاً وأحرقوا إطارات احتجاجاً على اتساع أعمال الاغتيالات التي طالت أمس، طفلاً في مدينة الكوت بمحافظة واسط.
وأعلنت الحكومة العراقية، أمس، أنها لن تتراجع عن قرارها بشأن إخراج القوات الأجنبية من البلاد، بعد الأزمة التي تصاعدت بين بغداد وواشنطن على خلفية مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
وقال وليام وردة، المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، إن الحكومة لن تتراجع عن قرار البرلمان القاضي بإخراج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية، مؤكداً أنه لا يوجد اتفاق مع الولايات المتحدة بهذا الشأن.
وأضاف وردة في تصريح صحفي أن بلاده لن توقع على اتفاق يتعلق بإبقاء القوات الأميركية في العراق لمواصلة القتال ضد تنظيم «داعش»، وأكد أن الحكومة العراقية ستدعم تصويت البرلمان الخاص بانسحاب القوات الأميركية من البلاد.
وقتلت الولايات المتحدة سليماني والمهندس في غارة نفذتها طائرات بدون طيار قرب مطار بغداد الدولي في 3 يناير الجاري، الأمر الذي أثار ردود فعل عراقية سياسية غاضبة.
وأوضح المتحدث باسم حكومة تصريف الأعمال العراقية، أنه «حتى هذه اللحظة، تلتزم الحكومة العراقية بتنفيذ قرار البرلمان العراقي».
وينص قرار البرلمان العراقي الذي جاء عقب مقتل سليماني والمهندس على وجوب انسحاب القوات الأجنبية من العراق، بما فيها القوات الأميركية.
أمنياً، تواصلت المظاهرات الاحتجاجية في مدينة كربلاء للمطالبة بتشكيل حكومة مستقلة بعيدة عن تدخل الأحزاب.
وقال شهود عيان، إن التظاهرات تواصلت صباح أمس، حيث خرج طلاب عدد من المدارس وموظفو الدوائر الحكومية في مسيرات لدعم المظاهرات الاحتجاجية، وقد اكتظت بهم ساحة التظاهر.
وفي إطار متصل، نظم طلاب جامعة كربلاء اعتصاماً داخل الحرم الجامعي للمطالبة بالكشف عن المتورطين في جرائم الاغتيالات التي تطال الناشطين والمتظاهرين. وأفاد شهود بأن مصادمات اندلعت في ساحة «زيد» وبعض الشوارع المحيطة بها بين قوات الشرطة وعدد من الملثمين الذين حاولوا حرق مبنى «متوسطة الزهراء» للبنات في كربلاء التي تقع على مسافة 118 جنوب العاصمة بغداد، ما تسبب في إصابة شرطي بحروق. وذكر الشهود أن مجهولين ألقوا قنبلة يدوية على مركبة تابعة للشرطة، من دون أن تقع إصابات. وانتشرت القوات الأمنية بشكل مكثف في المحافظة.
وذكر‏ بيان لوزارة الدفاع أنه «تم نشر قطعات الجيش والشرطة الاتحادية وشرطة كربلاء في كافة أرجاء المحافظة بهدف حفظ الأمن والاستقرار وحماية المنشآت العامة وممتلكات المواطنين واستمرار دوام الطلبة والدوائر الحكومية واستمرار عجلة الحياة بشكل أفضل ومنع العابثين بالمساس بأمن المواطن».
وفي محافظة البصرة، أفاد شهود عيان أمس، بأن متظاهرين قطعوا طرقاً وأحرقوا إطارات في شوارع المدينة احتجاجا على اتساع أعمال الاغتيالات التي تطال المتظاهرين والناشطين والإعلاميين، إلى جانب تأخير تشكيل الحكومة الجديدة.
وذكر الشهود أن متظاهرين قطعوا «تقاطع طريق الكزيزة بوضع الإطارات المحترقة على جميع الطرق الرئيسة والمتفرعة من هذا التقاطع الذي يعد أهم التقاطعات في محافظة البصرة».
ويؤدي هذا التقاطع إلى محكمة «بداءة البصرة»، ومديرية المرور العامة ومطار البصرة الدولي، إضافة إلى بعض الدوائر الحكومية والمؤسسات.
وأوضح الشهود أن الاحتجاجات منعت مرور السيارات، وحالت من دون ذهاب الموظفين إلى أماكن عملهم، وكذلك عطلت الانتظام بالدوام الرسمي، وجاء القطع احتجاجاً على الاغتيالات التي تشهدها محافظات عراقية، من بينها البصرة، إضافة إلى عدم اختيار مرشح يرضى عنه المحتجون لتشكيل الحكومة الجديدة.
وأشار الشهود إلى أن أعداداً كبيرة من طلبة الجامعات نظموا اعتصاماً أمام بوابة جامعة الكرمة ومجمع كليات باب الزبير تضامناً مع المتظاهرين في ساحة التظاهر. وقال الشهود، إن القوات الأمنية تنتشر بشكل كثيف في الشوارع وفي محيط أماكن التظاهر والاعتصام.
وفي محافظة واسط، سيطر مشهد الاغتيال والاختطاف على الشارع وسط استنكار كبير لمقتل الطفل أحمد أنور الدريعي «12 عاماً» في مدينة الكوت.
وقتل مسلحون مجهولون الطفل الدريعي أمام منزله بثلاث رصاصات، وقال محتجون، إن الطفل وعائلته من المشاركين في الاحتجاجات، وإن تلك الرصاصات هي محاولة لثني أهالي المدينة عن المشاركة في التظاهرات التي انطلقت في أكتوبر الماضي للمطالبة بتغيير النظام وإجراء انتخابات مبكرة وإعادة الحياة لمرافق العمل التي بإمكانها أن تقضي على البطالة في عموم البلاد.
وأصيب 4 عراقيين بجروح في معركة طاحنة بالسلاح الأبيض وقعت قرب ساحة التظاهر في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار. وذكرت وسائل إعلام عراقية بأن «معركة طاحنة بالسلاح الأبيض وقعت بالقرب من ساحة الحبوبي وسط الناصرية مركز محافظة ذي قار وأن المعركة انتهت بـإصابة 4 أشخاص بجروح أحدهم بحالة خطرة». وأوضحت وسائل الإعلام أنه تم نقل المصابين لمستشفى، وأن الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقاً موسعاً بالحادث لمعرفة ملابساته.

علاوي يدعو للحفاظ على سلمية المظاهرات
دعا السياسي العراقي أياد علاوي المتظاهرين السلميين في العراق، أمس، إلى عدم السماح «للمندسين والمخربين بالإساءة لقوات الأمن والمؤسسات الحكومية وحرف مسار المظاهرات».
وقال علاوي، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس: «أهيب بالإخوة المتظاهرين السلميين بالحفاظ على سلمية التظاهرات وعدم السماح للمندسين والمخربين الذين يسيئون لرجال الأمن والمؤسسات الحكومية بحرف التظاهرات عن مسارها القانوني وتشويه صورتها البهية».
وأضاف علاوي: «كما أدعو قوى الجبهة الوطنية المدنية للانضمام إلى أخوتهم من الحراك السلمي القانوني». وطالب علاوي الحكومة والبرلمان بوضع حد لعمليات الخطف والاغتيال التي تطال المتظاهرين السلميين والكشف في محاكم علنية عن مرتكبيها، وبخلاف هذا، سيتحملان كامل المسؤولية والملاحقة القانونية في المحاكم الدولية.

السعودية: نقف مع العراق ضد كل ما يهدد أمنه
أكد مجلس الوزراء السعودي، أمس، وقوفه إلى جانب العراق حتى يتجاوز كل ما يهدد أمنه واستقراره وانتماءه العربي.
وحثّ مجلس الوزراء، المجتمع الدولي على ضرورة العمل لإلزام إيران باحترام سيادة الدول في الشرق الأوسط، واحترام القوانين والمعاهدات الدولية، والكف عن زعزعة أمن المنطقة، نقلاً عن وكالة الأنباء السعودية «واس». وأدانت السعودية الاعتداءات الإيرانية وانتهاكها للسيادة العراقية، وذلك باستهداف قاعدتين عسكريتين عراقيتين توجد فيهما قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش».
وعبر مجلس الوزراء عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للتفجير الذي استهدف مسجداً جنوب غربي باكستان، وأدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، مشدداً على رفض المملكة لانتهاك حرمة بيوت الله، وسفك الدماء وترويع الآمنين.