المقاهي ..نافذة وحيدة لتلاقي الشباب
الشباب يتوافدون إلى المقاهي بصفة عامة لمناقشة قضاياهم واهتماماتهم عبر اجتماعاتهم اليومية، وكانت أكثر هذه الأوقات متعة بالنسبة لهم هي فترة متابعتهم لمباريات كأس العالم مثلا أو كأس الخليج، وهنا تتبارى المقاهي في جذب الشباب من خلال شاشات عرض كبيرة تعرض المباريات, خاصة المشفرة منها. بالإضافة إلى وضع اقتراحات وآراء حول الأماكن التي من الممكن أن يزوروها خلال هذا الصيف.. وبذلك أصبح المقهى مكانا خصبا للسمر والترفيه والتسلية للشباب القطري خاصة وللخليجي عامة.. هنا نرصد الظاهرة من خلال السطور التالية..
بداية.. يرى رضا ياقوت أن المقاهي هي المتنفس الوحيد للشباب بعدما أضحت معظم الحدائق والأماكن للعائلات والأسر فقط فأصبحنا فئة غير مستحب وجودها وسط هؤلاء، لذا لا يوجد لدينا حل سوى الجلوس في المقاهي ولعب الكوتشينة أو مشاهدة التليفزيون. ويرفض محمد السليطي (صراف) اتهام البعض بأن الشباب فئة يستحيل وجودها بين الأسر, لاسيما أن الكثير من الشباب يتقيد بالعادات والتقاليد الدينية، ويعتبر «سوق واقف» واحدا من أكثر الأماكن التي تكثر بها المقاهي ويزداد الإقبال عليها خلال فترة الصيف، وتعتبر اللحظات المسائية هي الأكثر تجمعا للشباب وهناك العديد من الأسر والعائلات تقصد المقاهي بشكل دائم، وهذا لا يمنع لذة الاستمتاع بالوقت وبالجلوس في المقاهي. أما مصلح علي السندي (طالب) فله رأي آخر فيقول: وجود الشباب مع بعضهم شيء جيد فهو ترويح عن النفس وفيه يتم تبادل القضايا والمناقشات. أما وجود المقاهي بالقرب من التجمعات السكنية فهو أمر غير محبب فالمعروف أن وجود الشباب في مكان يصدر عنهم ضحكات عالية وأحيانا تصرفات طائشة، لافتاً إلى أهمية إنشاء مقاه بعيداً عن التجمعات السكنية وليكن ضمن تصميم الشارع مثلما فعلت بعض الدول المجاورة. ويوضح إبراهيم العلي (موظف) أنه لا ينام تقريبا، حيث يأتي من العمل ويذهب إلى المقهى ليجلس عليه حتى الساعة الثالثة فجرا، ثم يذهب للعمل من السابعة صباحا.. ولذلك فإنه أحيانا يأخذ إجازة من المقهى ليوم واحد للحصول على كفايته من النوم. ويقول محمد نسيم إن المقاهي بصفة عامة مكان تمتزج فيه الحوارات والمناقشات الساخنة في عدة مجالات كالسياسة والفن والرياضة، ولكن إذا كانت تلك المقاهي قريبة من التجمعات السكنية فهي أمر مكروه وذلك لعدة أسباب منها الدخان الصادر عن المواد التي يتم تدخينها داخل المقهى إن كانت «شيشية» أو «سجائر»، كما أن الشباب تصدر عنهم أصوات عالية مما يزعج الأهالي. وأشار إلى أنه يجب الاهتمام بفئة الشباب، لاسيما أن إجازة الصيف مملة ناصحا الشباب بالذهاب إلى «المزارع» والطلعات البرية فهي محببة وفيها نوع من الألفة والود بين الجميع. وعن حالة الملل التي يعيشها الشباب يقول سعيد المري: «المقهى يمكن أن يكون مكاناً للجلوس لبعض الوقت مع الأصدقاء، ولكن أن يتحول إلى برنامج يومي فإن ذلك أمر مرفوض، كما يكون سببا للملل فتتجه تلك المجموعة إلى الذهاب إلى مكان آخر أو معاكسة الفتيات أو التجول بالسيارة وممارسة التفحيط. وأكد على أهمية فتح المجال للشباب لاستغلال طاقاتهم في شيء مفيد وقيم، كما أن مراكز الشباب يجب ألا تقتصر فقط على الفئة العمرية 18 عاما وأن يكون هناك مجال مفتوح لما فوق ذلك». ويؤكد محمد المهندي (طالب) أن المقهى هو الشيء الوحيد الذي يمكن للشخص أن يجتمع فيه مع أقاربه أو أحبائه فيودهم ويقوم بتبادل أفكاره وآرائه معهم، ويضيف كثيرا ما أشعر بالملل والضيق نتيجة الجلوس بالمنزل رغم توافر وسائل الراحة كالبلاي ستيشن وغيره من الألعاب الأخرى، إلا أن كل هذا مع مرور الوقت يصيب الشخص بالملل والفراغ فلا يجد سوى النزول إلى المقهى أو التجول بالسيارة. ويرى أنيس محمد أن 90 % من المناطق العامة أصبحت للعائلات والأسر، فحديقة الرميلة، والبدع، وغيرها لم يعد هناك مكان فيها للشباب فلمَ لا يتم تخصيص يوم كامل لهم للتجمع؟ وأضاف أن المقاهي مع مرور الوقت أضحت هي الوسيلة الوحيدة التي يلتقي بها الشباب فيتبادلون أفكارهم ومناقشاتهم، وطالب بأن تكون تلك المقاهي محكومة ببعض الاشتراطات والانضباطات الخاصة والمحافظة على العادات والتقاليد. وأكد ابراهيم الدميمي أن المقاهي بصفة عامة هي المتنفس الوحيد للجميع وليس الشباب فقط للهروب من حر الصيف ومشاكله، كما أنها تعتبر وسيلة جيدة لتلاقي الأحبة والأقارب والأهل وقضاء المصالح المشتركة بين الأشخاص. كما أن توفير منافذ أخرى للشباب أمر جيد ومهم للغاية فالشباب فئة من المجتمع ولها حقوق وواجبات يجب أن تستغل جيدا
المصدر: قطر