منى الحمودي (أبوظبي)

كشفت الخدمات العلاجية الخارجية التابعة لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» عن تلقي 113 ألفاً و461 شخصاً لتطعيم الإنفلونزا في الفترة ما بين أكتوبر 2018 و مارس الماضي في إمارة أبوظبي، مؤكدة على أن التطعيم آمن وحتى على الحوامل ومن الضروري الحصول علية وخاصة للفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيروس الإنفلونزا، حيث يعد التطعيم من الخطوات المهمة للحماية والتحصن من الفيروس للشخص نفسه ولمن حوله من أشخاص وللمجتمع ككل من خلال الحد من انتشاره.
وأكدت الدكتورة عبير النقبي، اختصاصية طب الأسرة مديرة مركز البطين الصحي لـ«الاتحاد» أن زيادة أعداد المتلقين لتطعيم الإنفلونزا تعكس ارتفاع الوعي لدى أفراد المجتمع بأهمية التطعيم وتقليل الإصابة بالإنفلونزا، خصوصاً في المواسم التي تشهد انتشاراً كبيراً للإنفلونزا.
ولفتت إلى أن العالم يحتفي اليوم بأسبوع التطعيم العالمي في الفترة ما بين 24 و 30 أبريل، والذي تؤكد منظمة الصحة العالمية من خلاله على هدف التشجيع لأخذ اللقاحات لحماية الناس من الأمراض أيَّاً كانت أعمارهم، حيث يساهم التطعيم في إنقاذ ملايين الأرواح كل عام، ومع ذلك لا يزال هناك ما يقرب من 20 مليون طفل غير مطعمين على الإطلاق أو غير مطعمين بالكامل في عالم اليوم.
وأوضحت أن الأسبوع يحمل هذا العام شعار «محميون معاً: اللقاحات تحقق الغرض» وستحتفي الحملة بأبطال اللقاحات من جميع أنحاء العالم بدءاً بالآباء وأفراد المجتمع وانتهاء بالعاملين الصحيين والمبتكرين الذين يساعدون في ضمان الاحتماء خلف درع اللقاحات الحصينة.
ونصحت د. النقبي باستشارة ذوي الخبرة والاختصاص في المجال الطبي عوضاً عن الاستماع لتجارب الأشخاص الآخرين وللإشاعات التي تحذر من الحصول على التطعيم ومن خطورته، ويستثنى من التطعيم فقط الأشخاص الذين يعانون الحساسية الشديدة من البيض أو من إحدى مكونات التطعيم أو للأشخاص الذين تم منعهم من أخذ التطعيم من قبل طبيب مختص لأي سبب من الأسباب.
وأوضحت أن التطعيم لا يمنع الأشخاص الحاصلين عليه من الإصابة بالرشح أو الزكام العادي ولكنه يحصن من الإصابة بفيروس الإنفلونزا حيث تختلف الفيروسات المسببة للرشح والزكام عن الفيروسات المسببة لمرض الإنفلونزا، كما أن للتطعيم آثاراً جانبية متوقعة الحدوث كباقي الأدوية التي نتناولها، وقد تكون هذه الأعراض حرارة خفيفة أو ألماً موضعياً.
وذكرت بأن الإنفلونزا عبارة عن مرض معد خطير يسببه فيروس الإنفلونزا، وهو مختلف عن نزلة البرد التي يكون سببها تعرض الشخص للتهوية الباردة وغيرها، بينما الإنفلونزا تتراوح أعراضها ما بين الخفيفة والشديدة، وغالباً ما تكون الأعراض عبارة عن حرارة، احتقان، زكام، سعال وآلام في العضلات أو المفاصل، أما الإصابات الشديدة فتكون أعراضها التهابات في الرئة أو التهابات الجيوب الأنفية، ومثل هذه الحالات قد تحتاج إلى العناية الطبية المتوافرة في المستشفى، وفي الحالات الأشد خطورة قد تسبب الوفاة أحياناً.
وأشارت إلى أن اختلاف الأعراض وشدتها من شخص إلى آخر يعود إلى الحالة الصحية العامة للشخص والفئة العمرية، ومن أكثر الفئات عرضة لخطر الإصابة بالإنفلونزا الأطفال وكبار السن (فوق 65 عاماً) والأشخاص الذين يعانون الأمراض المزمنة مثل (مرضى الربو، القلب، السكري...) والمدخنين والحوامل، وهذه الفئات تحديداً ننصحهم بأخذ التطعيم سنوياً، لأن الفيروسات المسببة للإنفلونزا قد تختلف من عام إلى آخر على حسب الموسم، وتركيبة التطعيمات كذلك تكون مجهزة بشكل يتلاءم مع الموسم لتغطي جميع الفيروسات المنتشرة. بالإضافة إلى أن مناعة الأشخاص ضد فيروس الإنفلونزا تخف تدريجياً خلال العام.

برنامج التطعيمات
أكدت دائرة الصحة في أبوظبي على أن التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية يعتبر وسيلة فعالة لمنع عدوى فيروس الإنفلونزا ومضاعفاته الخطيرة المحتملة، وينبغي العمل على إعطاء لقاح الإنفلونزا لأفراد المجتمع مع إعطاء الأهمية للفئات الأكثر عرضة لمضاعفات الالتهابات التنفسية بما في ذلك كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، الحوامل، العاملين في مجال الرعاية الصحية وخاصة العاملين في قسم الطوارئ والعيادات الخارجية ومراكز الرعاية الصحية الأولية والعاملين في وحدات العناية المركزة.
وفيما يتعلق بجهودها للحد من انتقال عدوى الإنفلونزا في المجتمع، طبقت دائرة الصحة أبوظبي، عدة برامج ومبادرات لتعزيز الترصد الوبائي فيما يتعلق بالإنفلونزا، حيث تطالب الدائرة جميع المنشآت الصحية في الإمارة، الإبلاغ الفوري لكل حالات الإنفلونزا المشتبه فيها أو المؤكدة، إضافة إلى حالات التهابات الجهاز التنفسي الحاد.
وطالبت المنشآت الصحية بالتقيد بالمبادئ التوجيهية لمكافحة العدوى والتي تهدف للحد من مخاطر انتقال الأمراض التنفسية في المنشآت الصحية في جميع الأوقات، وذلك عبر توفير معدات الوقاية الشخصية للعاملين، الأقنعة الجراحية للمصابين بالأعراض التنفسية عند نقطة الدخول للمنشآت الصحية. كما يتوجب عمل فحوصات الإنفلونزا المخبرية التشخيصية لكل حالات الالتهابات التنفسية الحادة والمرضى من الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات الالتهابات التنفسية الذين يعانون أعراض الإنفلونزا.

شلل الأطفال
وذكرت دائرة الصحة أبوظبي أن دولة الإمارات العربية المتحدة شهدت انخفاضاً واضحاً في حالات الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها بالتطعيمات منذ انطلاق البرنامج الوطني للتحصين (لتحصين الأطفال دون سن الثانية) في عام 1980، وتم اعتماد دولة الإمارات كدولة خالية من مرض شلل الأطفال في عام 2004، كما تم اعتماد دولة الإمارات خالية من الملاريا في العام 2007. إضافة لذلك انخفضت حالات الإصابة بالعديد من الأمراض مثل الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، والسعال الديكي. مؤكدة ضرورة الحفاظ على هذه الجهود وتعزيز مناعة الأفراد في المجتمع من خلال الالتزام باللقاحات الروتينية، وكذلك اللقاحات المقدمة من خلال الحملات الوطنية للتحصين متى لزم الأمر.

السيطرة على الحصبة
وأوضحت الدائرة بأن التطعيمات هي الأداة الأكثر فعالية للسيطرة والقضاء على العديد من الأمراض المعدية، ومن دون التطعيمات سيكون من الصعب الحد من انتشار الأمراض الخطيرة حول العالم، مثل شلل الأطفال والحصبة، وأشارت إلى أنها أطلقت عدة حملات توعوية بأهمية برامج التطعيم، والتي تهدف للتأكيد على أهمية التطعيمات لحماية المجتمع من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتطعيمات وتشجيع استخدام التطعيمات لحماية الأفراد من مختلف الفئات العمرية، كما تهدف إلى رفع مستوى وعي الجمهور بآخر التحديثات في برامج التطعيم، وكذلك التشديد على دور المهنيين الصحيين في تثقيف العامة بالتطعيمات وأهميتها.