دينا مصطفى (أبوظبي)
حذر الممثل الخاص لشؤون إيران في وزارة الخارجية الأميركية بريان هوك أمس، إيران من تنفيذ تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز، مؤكداً أن بلاده ستمنع تنفيذ مثل هذا التهديد، وستقوم بإرسال قوات أميركية لإعادة فتح المضيق في حال إغلاقه، طبقاً لما تنص عليه القوانين الدولية، لحماية تدفق حركة الملاحة للمسار التجاري وغير التجاري، لافتاً إلى أن النظام الإيراني شكل طوال 40 عاماً تهديداً إقليمياً ومنع أي ردود تجاه أفعاله، لكن المجتمع الدولي يحتاج الآن إلى ردع مافيا النظام الإيراني ووقف اعتداءاته كي لا يشهد مزيداً من التصعيد.
وقال هوك ومساعد وزير الخارجية بمكتب موارد الطاقة فرانسيس فانون رداً على سؤال لـ «الاتحاد» حول الخروقات المحتملة للعقوبات الأميركية: «إنه إذا كانت هناك شركات أو أشخاص يقومون بخرق العقوبات فسوف تتم معاقبتهم»، مؤكداً أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تتبع سياسة واضحة لردع نشاط إيران النووي والتوسعي في المنطقة، بالإضافة إلى حروبها بالوكالة، وهي سياسة واضحة وثابتة، مشيراً إلى أن الإدارات السابقة لم تتبع هذه السياسة، في حين انسحبت إدارة ترامب من الاتفاق النووي، وفرضت العقوبات على الحرس الثوري الإيراني، وستستكمل ما بدأته دون توقف، لافتاً إلى أن محاولات إيران للتلاعب على العقوبات ترصدها واشنطن جيداً، وستردعها بكل ما لديها من وسائل.
وأكد هوك، خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف، أنه من المتوقع أن يحدث تصفير لصادرات إيران النفطية، مشيراً إلى أنه عندما فرضت الولايات المتحدة العقوبات على إيران مطلع نوفمبر الماضي وقامت بوضع إعفاءات، كان ذلك بهدف منح مهلة لهؤلاء لإيجاد بديل، بالإضافة إلى التأكد من أن أسواق النفط لن تتأثر جراء توقف الصادرات النفطية، والآن وقد انتهت المهلة تم وقف الإعفاءات الممنوحة لبعض الدول لشراء النفط الإيراني دون مواجهة عقوبات أميركية، مشيراً إلى أن الحلفاء في المنطقة سيعوضون تماماً فرق تدفق النفط في ظل العقوبات الكاملة. ولافتاً إلى أنه يجب التأكد من تصفير المليون برميل نفط الذي تقوم إيران بتصديره يومياً.
وأكد هوك أن الإدارة الأميركية الحالية فرضت العقوبات الأكثر قسوة على النظام الإيراني، وسوف تستمر في الضغط على طهران حتى تبدأ في التصرف كدولة طبيعية، وركزت العقوبات الأميركية على الصادرات، لأنها المورد المالي الأول لإيران لتمويل حروبها بالوكالة في المنطقة، لاسيما «حزب الله» في لبنان، وعمليات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، ودعم الميليشيات الشيعية في العراق، وكذلك المتمردين الحوثيين في اليمن، مشدداً على أنه إذا ما أردنا الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط وردع التدخلات الإيرانية في المنطقة، يجب وقف السبب الرئيس في زعزعة الأمان في الأماكن التي تمت الإشارة إليها.
وقال هوك: «إننا نفعل ذلك منذ شهور للتوافق مع الأهداف الدولية، وأيضاً للحفاظ على استقرار أسواق النفط، فالمقاييس التي عملنا بها للحفاظ على استقرار الأسواق كانت فاعلة، وقد رأينا النجاح الكبير للعقوبات الأميركية على إيران من التغيير في سياساتها بالمنطقة، وحتى قبل أمس، فقد منعنا إيران من الحصول على أرباح تزيد على 10 مليارات دولار كعائد مالي منذ مايو الماضي، كان سيخصصها النظام لدعم مجموعات إرهابية، مثل (حماس) و(حزب الله)، وكذلك لمواصلة تطوير برنامجه الصاروخي على الرغم من صدور قرارات مجلس الأمن. وفي مايو الماضي دعا حسن نصر الله زعيم تنظيم (حزب الله) الإرهابي أعوانه إلى حملة للتبرع بالأموال لأول مرة لمواجهة الأزمة الاقتصادية وخلال السبعة أشهر الماضية اتبع (حزب الله) سياسات التقشف القصوى لمواجهة توقف إيران عن تمويل الحزب كما كان يفعل من قبل. وبالتالي يشعر (حزب الله) أنه مقيد». وأضاف «المقاتلون الذين يخوضون حرب إيران بالوكالة في سوريا شعروا بأزمة اقتصادية كبيرة وتوقف تمويل هؤلاء المقاتلين والخدمات التي يعتمدون عليها، ما يعني أن سياسة الضغط تؤتي ثمارها. ولهذه الأسباب على باقي دول العالم أن تدعم سياسة الإدارة الأميركية تجاه طهران».
وحذر هوك من التعامل مع الأسواق الإيرانية، مشدداً أنه يجب على الدول الاختيار بين السوق الإيرانية والسوق الأميركية. وأضاف أن واشنطن ترصد تلاعب إيران في الأشهر الماضية للتحايل على العقوبات، لأنها لا تريد لأي طرف سواء كانت صحافة أو أي مصدر آخر من تتبع أموالها. وأكد أن الولايات المتحدة توقف سياسة الحرس الثوري الإيراني التوسعية التي تخلق مناطق شيعية تعزز الفتنة الطائفية والعنف في الشرق الأوسط، وأضاف «إذا أردنا وقف كل الأزمات في المنطقة يجب أن نواصل السعي إلى تصفير صادرات النفط الإيراني».
وهدد هوك بأنه إذا لم تنصاع إيران ستلجأ واشنطن إلى تغليظ العقوبات. وقال «تصرفات إيران كعصابات المافيا، ويجب كشف تصرفات هذه المافيا للعالم والتعرف عليها لوقف الاضطرابات في المنطقة». وقال: «هناك أكثر من 20 دولة التزمت بالعقوبات، وما فعلناه هو منح الدول خيارات بأنه يمكنكم التعاون مع الولايات المتحدة، أو التعامل مع إيران ولكنكم لا تستطيعوا فعل الاثنين». وأضاف «إنه تم فرض عقوبات على كل الدول التي خرقت العقوبات، وسوف نستمر في فعل ذلك، ولكنه ليس في مصلحة أي دولة أن تفعل ذلك». وأثنى على تصريحات المملكة العربية السعودية، وقال إنها شريك للولايات المتحدة وستعوض الأسواق عن النفط الإيراني لضمان استقرار الأسواق. وقال: «قمنا بفرض عقوبات على تهريب النفط الإيراني في السوق السوداء».
بدوره، أكد مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة دعت إيران إلى إبقاء مضيقي هرمز وباب المندب مفتوحين، وقال «نطالب إيران وجميع الدول باحترام حرية تدفق الطاقة والتجارة وحرية الملاحة في المضيقين». فيما قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو، إن قرار ترامب بإنهاء جميع الإعفاءات التي أتاحت لمستوردي النفط الإيراني تجنب الوقوع تحت طائلة العقوبات لن يؤدي إلى رفع أسعار الخام، وأضاف: «لا أرى أي تأثير ملموس. فالعالم يفيض بالنفط».