أسبوع الثقافة الإماراتية في ألمانيا.. نجاحات تفوق التوقعات
فاقت المكاسب التي حققها الأسبوع الثقافي الإماراتي، الذي نظمته وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في ألمانيا في الفترة من 8 الى 14 يوليو الجاري، توقعات الوزارة، وحققت هدفها المتمثل في أن تكون هذه الأيام جسرا للتواصل بين الثقافتين العربية والغربية. فقد شهدت الفعاليات المختلفة التي أقيمت إقبالاً كبيراً من الجمهور الألماني، خاصة القرية التراثية الإماراتية التي اقيمت بأحد أشهر ميادين برلين، علاوة على التفاعل الكبير بين الفرقة الوطنية للفنون الشعبية والجمهور الكثيف الذي حضر حفلاتها. ووصل انبهار الألمان بمعر «حلم فارس» حداً دفع وزارة الثقافة، بحسب معالي عبد الرحمن محمد العويس، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع إلى دراسة تنظيم هذا المعرض بعدد من العواصم الأوروبية والغربية عموماً للتعريف بالفنون والثقافة الإماراتية والعربية والتثاقف مع الغرب بشكل يتناسب وأساليب الغرب في نقل ثقافته إلى امتنا العربية والإسلامية. وكان «حلم فارس» تحفة فنية جمعت بين إبداع الشاعر وجمال المشاعر وروعة الخط وإبهار الزخرفة العربية، ومن هنا كان من الأماكن المحببة للجميع طوال الأسبوع، رغم أن أغلب الزوار لا يجيدون العربية بل ربما لا يعرفونها. وبلغ عدد زوار القرية التراثية وحدها خلال فترة انعقاد الأسبوع الثقافي، بحسب متطوعي تكاتف الذين قاموا بعمل إحصاءات للزوار، أكثر من 21 ألف شخص أغلبهم من الجنسية الألمانية. ولم يكن هذا الانبهار من نصيب الألمان أو الجاليات العربية والإسلامية بألمانيا فقط، وإنما تعداها ليكون على أجندة معظم السائحين الغربيين القادمين من الولايات المتحدة الأميركية، ودول أميركا اللاتينية مثل شيلي والبرازيل والأرجنتين وغيرها.
الأصول غير العربية للتراث الإسلامي في مؤتمر بمكتبة الإسكندرية
يشارك نحو 40 باحثاً عربياً وأجنبياً من أبرز المتخصصين في المخطوطات في «المؤتمر السنوي للمخطوطات بمكتبة الإسكندرية: الأصول غير العربية للتراث الإسلامي»، والذي سيعقد في مايو 2010 . وقال يوسف زيدان، مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، في بيان: «إن الهيئة العليا للمؤتمر والتي تتكون من أبرز علماء المخطوطات العرب والأجانب أقرت عنوان المؤتمر وهو «التواصل التراثي.. أصول ومقدمات التراث العربي الإسلامي». واعتبر زيدان أن «تراث الحضارة العربية الإسلامية هو ثمرة نحو ألف عام من العطاء الإنساني المتنوع لمشاهير العرب والمسلمين في مجالات العلم واللغة والدين والفن والأدب، هو ظاهرة تاريخية كبرى». وأوضح أن النظر في آثار هذا التراث وإهمال ما سبقه «من شأنه تكوين صورة خيالية ذهنية غير واقعية لتراثنا العربي الإسلامي، وهي صورة تشكلت فعلاً في الأذهان ببطء راسخ، وأعطت يقيناً كاذباً بأن هذه الحضارة وما أعطته من تراث إنساني هي لمعة مفاجئة بدأت مع انتشار الإسلام وسيادة العرب للعالم». وأشار إلى أن تصور البعض للتراث على أنه انطلق من دون أصول سابقة وهم كبير، وأن المؤتمر المقبل للمخطوطات يكتسب أهميته من النظر في المقدمات والأصول التي انطلق منها التراث العربي الإسلامي في العلوم والفكر والآداب والفنون بهدف تأسيس وعي حقيقي بهذا التراث.
هيئة التطوير والاستثمار السياحي توقع اتفاقية لتطوير «متحف زايد الوطني»
وقعت شركة التطوير والاستثمار السياحي، المطور الرئيسي للمنطقة الثقافية بجزيرة السعديات، اتفاقاً في لندن مع المتحف البريطاني للعمل كشريك استشاري في تطوير «متحف زايد الوطني». ويتعاون المتحف البريطاني، بحسب الاتفاق، مع مجلس إدارة «متحف زايد الوطني» عبر تقديم الاستشارات والخبرات المتخصصة في العديد من الجوانب الفنية والتنفيذية مثل: التصميم المعماري وخطط التشييد وتصميم قاعات العرض والبرامج التعليمية والتدريب وأسلوب تنظيم المقتنيات والمجموعات الفنية والأثرية. ووقع الاتفاق لي تابلر، المدير التنفيذي لشركة التطوير والاستثمار السياحي، ونيل ماكجريجو، مدير المتحف البريطاني، بحضور معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة رئيس مجلس إدارة «شركة التطوير والاستثمار السياحي» ومعالي محمد أحمد البواردي الأمين العام للمجلس التنفيذي. وأكد معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان في تصريح لوكالة أنباء الإمارات أن «مشروع تشييد «متحف زايد الوطني» يمثل أهمية خاصة لدولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة»، مشيراً إلى أن «اختيار «المتحف البريطاني» شريكاً استشارياً في تطويره جاء نظراً لما يمتلكه من مكانة مرموقة في مجال الثقافة والفنون والتزامه باحترام كافة الثقافات». وأعرب معاليه عن ثقته بأن «هذه الخطوة ستعمل على جعل «متحف زايد الوطني» بوابة للمعرفة، ومصدراً لاعتزاز وفخر الشعب الإماراتي، ومنارة ثقافية لجميع شعوب منطقتنا، ورافداً للعلم والتفاهم بين الزوار من مختلف أنحاء العالم «. من جانبه وصف مدير المتحف البريطاني «متحف زايد الوطني» بـ «المشروع التاريخي والحيوي لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة والمجتمع الدولي»، مؤكداً أن المتحف البريطاني «يتطلع إلى تعميق روابط صداقة مشتركة، بناءة ومثمرة، والخروج بقراءة جديدة لمجموعاته الأثرية من خلال هذا التعاون مع شركة التطوير والاستثمار السياحي». ومن المقرر أن يصبح «متحف زايد الوطني» المقرر افتتاحه بين عامي 2012/2013 من أبرز معالم المنطقة الثقافية في «جزيرة السعديات» التي ستكون لدى اكتمالها أكبر مركز للمؤسسات الثقافية والفنية والمتاحف في العالم. جدير بالذكر أنه يجري تطوير هذه المنشأة الثقافية الفريدة، وفق رؤية تهدف إلى تقديم منصة للحوار والتواصل ومنارة للتعليم والإشعاع الحضاري في المنطقة العربية. ويستلهم «متحف زايد الوطني» تراث وإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، عبر استعراض محطات مهمة في عهد الراحل الكبير كمدخل لاستكشاف وقراءة تاريخ وثقافة دولة الإمارات، واستعراض مسيرة اتحادها وارتباطها بتطور منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة. وسيحتضن «متحف زايد الوطني» برنامجاً حافلاً من المعارض المؤقتة ومجموعات أثرية وفنية دائمة ستركز على خمس قيم رئيسية ترتبط بحياة وإنجازات الشيخ زايد، وهي: البيئة والتراث والوحدة والتعليم والإنسان.
معرض لإعادة الألفة بين الإنسان والكون
+مائة عام على افتتاح متحف العلوم في لندن، وأربعمائة عام على أول رسوم للقمر اعتمادا على المنظار الفلكي أو التلسكوب، وأربعون عاماً على نزول أول إنسان على سطح القمر، واعتبارُ عام ألفين وتسعة عام الفلك الدولي، كل هذه المناسبات مجتمعة حدت بقسم الفضاء والفيزياء في متحف العلوم في لندن إلى افتتاح معرض خاص عن علم الفلك بعنوان "الكون والثقافة". المعرض الذي يستمر حتى عام 2010 يسعى إلى إظهار كيفية رؤيتنا للكون واستكشاف دور علم الفلك في حياة الإنسان على مر القرون، ويهدف، كما تقول "أليسون بويل" مديرة قسم الفضاء والفيزياء في متحف العلوم ومنظمة المعرض، إلى "أن يرى عامة الناس أن علم الفلك لا يعني بالضرورة أشياء هناك بعيدة في السماء فحسب بل أيضا أشياء هنا قريبة بيننا على الأرض". المعرض يضم الكثير من الأدوات الفلكية مثل الأزياج، التي تقيس حركة الكواكب ضمن استخدامات أخرى، والزيارجة والمحلقات (ذات الحلقات) الخاصة بقياس سمت النجوم وخطوط الاستواء والعرض والطول ودائرتي الانقلابين الشتوي والصيفي، والاسطرلاب، والربع الحائطي والسمتي والمتنقل الإسلامي الخاص بقياس الوقت، وغيرها. وكتباً ومخطوطات فلكية أوروبية تعود إلى عصر النهضة، ونسخا مصورة وأخرى أصلية لرسومات "هاريوت" للقمر قبل أربعمائة عام وهي الأولى من نوعها في التاريخ، فضلاً عن خريطة "هاريوت" الأًصلية للقمر التي وضعها عام 1610، وكتباً تظهر تأثير علم الفلك في أدب الخيال العلمي والتأثير المعاكس لأدباء هذا النوع الأدبي في تشجيع علم الفلك. كما يعرض المعرض مناظير فلكية قديمة طورها "جاليليو" و"نيوتن"، وأخرى حديثة مرتكزة على تقنيات الفضاء مثل منظار "جيت إكس" الذي لم يقدر له أن يحلق خارج الأرض، ومنظار "جوسلين بيل" الراديوي الذي استعملته عندما اكتشفت "النجوم النيوترونية عالية المغنطة" في الستينيات من القرن العشرين، ومنظار "فيل شيفيردسون" الذي صنعه في السبعينيات من القرن الماضي من قطع السيارات ومشاجب الملابس وعلب الفاصولياء!. ومنالجدير بالذكر أن المعروضات توضح إسهامات الحضارات المختلفة في علم الفلك، كالسومريين والبابليين والإغريق والصينيين والهنود والفراعنة والرومان، والعرب والمسلمين وبعدهم جاء فلكيو أوروبا عصر النهضة ليتسلموا لواء هذا العلم ممن سبقوهم وشقوا لهم الدرب نحو السماء