تواصل فعالية "المغرب في أبوظبي"، في مركز المعارض بالعاصمة الإماراتية، تقديم نماذج فريدة من التراث والحضارة المغربية عبر زخم واسع من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والتراثية، التي حظيت بإقبال جماهيري لافت منذ اليوم الأول لانطلاق النسخة الرابعة من الحدث.
وتمثل فعالية "المغرب في أبوظبي" التي تتواصل فعالياتها في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، جسر محبة وتواصل وتبادل حضاري وثقافي بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية عبر موروث عريق يتجلى في حِنكة وعبقرية وإبداع الصانع المغربي بالعديد من الحرف اليدوية والتقليدية التي تحاكي الإرث القديم والتراث العربي الإسلامي والتأثيرات الأمازيغية.
ومن أبرز هذه الحرف الفخار، والزليج، والمجوهرات، والتطريز، والنقش على النحاس والفضة، والحناء، والخياطة، والسراجة.
ويتجلى إبداع الصانع المغربي في روعة المعروضات الحرفية التقليدية ودقة بنيتها ومهارة صناعها الذين توارثو بعض هذه الحِرَف عن أسلافهم، وحافظ صنّاع المغرب على هذه الحرف التقليدية عبر توريث صنعتها إلى الأبناء والأحفاد، إضافة إلى إثراء هذا الفن من خلال المزيد من الإبداع في التصميم لتلبية أذواق الناس المختلفة.
الفخّار
وتحتل صناعة الفخار ومنتجاته المتميزة بالجمال مكانة عريقة بين الحرف التراثية المغربية، حيث تعتمد هذه الصناعة على الطين كمادة أولية أساسية. فبعد تنقية الطين من الأحجار والمواد الكلسية العالقة به، يوضع في صهاريج مائية لمدة طويلة، ثم يعرض لأشعة الشمس حتى يجف، بعدها يتم عجنه وتطويعه على جهاز خاص يديره الصانع بالقدمين، فيما يشكل العجين بيديه مستعيناً بالماء، وتوضع مرة ثانية تحت أشعة الشمس لتجف، وتدخل إلى أفران بدرجة حرارة عالية بين 900 و1200 درجة.
الزليج
كما تحتل صناعة الزليج مكانة عريقة في المغرب، إذ يصنع الحرفيون الزليج من مواد أولية بسيطة كالطين، وباستخدام آليات متواضعة، ويبدعون في تحويلها إلى أشكال فنية تعبيرية. ويتميز فن الزليج بطرق التقطيع والنقش والوضع وهي عوامل تضيف إليه خصوصيته، فبعد تجميع وتنسيق قطع الزليج تغطى الأدراج والأرصفة والبلاطات والجدران بها لتشكل مجتمعةً لوحة فنية ساحرة ذات ألوان وأشكال متعددة.
وحافظت هذه الصناعة على تراثها واستمرارها، وتطورت من حيث التقنيات والمواد وأدوات الصناعة، وهي من أهم الحرف المهنية، وعادة ما تكون المجوهرات الحضرية مصنوعة من الذهب المحفور بدقة، زخارف معظمها من الزهور، معززة بالأحجار الكريمة، أما المجوهرات الريفية أو الأمازيغية في الجنوب، أغلبها من الفضة، فهي باذخة وذات نبل عظيم، وتتميز بنقاء الخطوط، وبالتصاميم الهندسية وأحياناً مع بعض الزخارف النباتية.
التطريز
ويعد التطريز إرثاً وفناً ارتبط بحياة المرأة المغربية منذ القدم، إذ عملت به النساء منذ عصور، وتناقلته من جيل لآخر.
ويستعمل الطرز المغربي مواد مختلفة ويسحر بجماليته ودقة صنعه وطابعه المغربي المميز الذي يجمع بين الأصالة وجاذبية المعاصرة، ويشمل في الغالب تطريز ملابس المرأة وتزيين مفروشات المنازل ويتطلب عناية فائقة ومهارة وصبر الصانع.
وتشتهر عدد من مدن المغرب بنوع معين في التطريز، ففي الرباط تعمل المرأة بالغرزة المسطحة، في حين تبنت فاس ومكناس وسلا غرزة تشبه الغرزة المتقاطعة. كما أتقنت المرأة المغربية أيضاً أشكالاً عصرية من التطريز واستخدمته في تزيين الأقمشة والملابس وجهاز العروس.
النقش على النحاس والفضة
ويحتل النقش على النحاس والفضة مكانة مهمة لدى أهل المغرب، وهي مستخدمة في ديكور المنازل وفي جهاز العروس وفي المطبخ وأماكن استقبال الضيوف، كما يتهاداها الناس في المناسبات الاجتماعية.
ولصناعة النحاس والفضة والنقش عليها أسواق وأحياء خاصة في المدن العريقة كفاس ومكناس وفي الرباط ومراكش وتازة وهي أكبر المراكز المصدرة للمنتجات النحاسية والفضية داخل المغرب وخارجها.
اقرأ أيضاً.. متحف يروي قصة الأمس.. 300 قطعة أثرية تستحضر تاريخ «المغرب في أبوظبي»
السراجة
وتأتي السراجة التي بدأت بالمغرب منذ القرون الوسطى في مدينة فاس، إذ تقتضي حرفة صناعة السروج المغربية تضافر مجموعة من الحرف كالنجارة والحدادة والصفارة والدباغة والطرازة وعمليات فتل الخيوط.
يشار إلى أن أنشطة فعالية "المغرب في أبوظبي" تستمر في أجواء تراثية أخوية ستترك لزوارها أثراً طيباً وستنعش ذاكرتهم وتثري خيالهم ومخزونهم المعرفي، خاصة وأن أنشطتها تتنوع ما بين الثقافية والفنية والتاريخية، ومجموعة من التحف والآثار القديمة حيث تستمر الفعالية حتى 30 أبريل الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.