المنامة (بنا)

نظم مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة أمس، بمشاركة مجموعة من الشخصيات السياسية والفكرية البحرينية والعربية، ندوة وقراءة فكرية في كتاب «عقدان مزهران» الذي أصدره المركز منتصف فبراير الماضي، ويستعرض الإنجازات التي تحققت في عهد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين الشقيقة خلال العقدين الماضيين.
ونقل الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، لدى حضوره الندوة، تهنئة وتحيات ومباركة عاهل البلاد بمناسبة عقد الندوة، مشيداً بالجهد الذي قدمه الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، كما أشاد بالمفكرين والسياسيين العرب، الذين استضافهم المركز لمناقشة الكتاب.
وأشاد الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بمخرجات الكتاب الذي جاء بعد أن خلده جلالة الملك ووثقه بإنجازاته التي هي نبراس وطني للأجيال القادمة.
وقال: «منجزات جلالة الملك دائماً ما كانت نبراساً ينير دروب أبنائه المواطنين، ودستوراً وطنياً شاملاً يسير في الطريق الصواب؛ فهذه المنجزات احتوت واشتملت على كل الجوانب. وعندما رأيت صورة جلالة الملك وميثاق العمل الوطني تذكرت هذا الإنجاز الكبير، وكنت في مقتبل العمر، والآن اطلعت على ما يعني هذا الإنجاز بصورة شاملة، وما يجب فعله لتحقيق أحلام جلالة الملك؛ فلذلك بدأت خدمتي لتوجيهات جلالته وتنفيذها لجعلها حقيقة على أرض الواقع، فالمنخرط في عمق رؤية جلالة الملك سيسعى لتحقيق المستحيل، وسيعي أن جلالته استلهم توجيهاته من قبل شعبه المتكاتف وصادق المشاعر، حيث إن جلالته تابع اجتهادهم في العمل وحبهم لوطنهم وإخلاصهم في رفعته وإعلاء شأنه، مؤكداً أن كل خطوة سيخطوها ستكون بمساعدة أبنائه المواطنين المخلصين الذين يتحدون الصعاب لمواصلة مسيرة المملكة، فالتجارب والنجاحات نراها يومياً بحكمة جلالة الملك وبمؤازرة الشعب.وأضاف: «الإنجازات السياسية شملت جميع المواطنين، والمشرع البحريني اهتم بكل المقاييس ولم يغفل جلالة الملك عن أي ثغرة من شأنها التأخير في التطوير السياسي الموجه للمجتمع بكل أفراده فعهد جلالته شهد العديد من التغيرات السياسية التي غيرت وجه السياسية البحرينية إلى الأفضل وطورت الأساليب للوصول إلى المجال السياسي المناسب للمجتمع والمنطقة المحيطة والذي يتوافق مع خطط مملكة البحرين وطريقها المستقبلي.
وأضاف الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة: «كتاب عقدان مزهران يسلط الضوء على نهضة حداثية امتدت لمدة 20 عاماً من فكرة جلالته فتخطيط صاحب الجلالة بدأ مبكراً وبشكل استثنائي ولطالما شغل الجانب الاقتصادي فكر جلالته استناداً لأهمية العيش الكريم والتطوير للوطن والمواطن، حيث استطاع جلالته بتلك الرؤية نقل المملكة إلى قفزات اقتصادية كان مردودها إيجابياً للمملكة وللمواطنين وقلبت موازين الاقتصاد في مملكة البحرين ما جعلها وجهة معتمدة للمهتمين في مجال الأعمال».
وفي ختام كلمته أكد أن كتاب «عقدان مزهران» يوثق قصة أمة ووطن وملك وسيكون مرجعاً معتمداً للأجيال القادمة للحفاظ على الوطن ومنجزاته مع استذكار الدور التاريخي والمميز خلال هذين العقدين المزهرين اللذين كتب قصة نجاحهما حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المفدى حفظه الله ورعاه.

المشروع الإصلاحي
من جانبه، أكد رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة أن كتاب «عقدان مزهران» يتتبع بالرصد والتحليل المشروع الإصلاحي الشامل والمتجدد، بقيادة جلالة الملك، الذي شكل ولا يزال نقلة نوعية في تاريخ مملكة البحرين بما اشتمل عليه من قيم رفيعة ومبادئ ثابتة، للانتقال بمملكة البحرين إلى مصاف الدول المتقدمة.
وقال: «الكتاب ليس كتاباً يروي قصة ملك، بل إنه يوثق لقصة أمة ووطن وملك، فالبحرين المملكة، كانت على موعد مع القدر، وكان دور جلالة الملك، دوراً، انتظرته البحرين، بأهلها، وبحرها، وحبات رمالها، وفرحة أطفالها، وزغاريد كريماتها، وابتهالات مآذنها، ودعوات المؤمنين بوحدتها، مملكة حب، صنعها آل خليفة، ومعهم كل أبناء البحرين الطيبين، صورة على هيئة العرب، وإرادة لا تشبه إلا العرب. ولا بد هنا من استذكار الدور التاريخي، والمهم، الذي نهض به صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء، الذي حقق تطلعات وأماني، جلالة الملك، في ارتقاء مملكة البحرين، وإدراكها الذرى، وحقق النجاح».
وأضاف: «الكتاب الذي ازداد قيمة ورفعة بأن كرمه ومن عليه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بتقديمه لقرائه، و(عقدان مزهران) هو أول من وثق رغبة جلالة الملك في انتقال المرأة البحرينية من مرحلة كسب الحقوق إلى عدالة الشراكة».

لقاء الإرادتين
من جهتها، أكدت معالي رئيس مجلس النواب فوزية زينل، أن مملكة البحرين استطاعت ومع تلاقي الإرادتين الملكية والشعبية في المضي قدماً نحو ترسيخ دولة القانون والمؤسسات وتعزيز الشراكة في صنع القرار الوطني في تحقيق الإنجازات الرائدة للحاضر والمستقبل.
وقالت: «انطلاقاً من دورنا النيابي في السلطة التشريعية حققنا الكثير من الإنجازات للوطن والمواطنين وبالتعاون الإيجابي المعهود مع الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وبالتكامل الفاعل والتنسيق المتواصل مع مجلس الشورى برئاسة علي بن صالح الصالح».

مشروع متكامل
من جانبها، قالت الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة هالة الأنصاري: «جاء طرح كتاب (عقدان مزهران) لمشروع عمل متكامل ينبع من الداخل البحريني باستيعابه لطموح وتطلعات شعبه، واضعاً البلاد على قاطرة البناء الحضاري، بتعاطيها المسؤول مع متطلبات السلام الإنساني والنماء العالمي، وبمثل ذلك الطرح الرصين، استطاع إصدار«عقدان مزهران»، أن يعيد توضيح مشروع رجل الدولة «المفكر»، كما وصفته صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة العاهل المفدى، في تقديمها للكتاب الذي احتوى على شروحات وافية توضح العوامل التي أدت إلى نجاح النموذج البحريني في إدارة شأنه واستقلالية قراره، وبشراكة متزنة لكافة مكوناته، ضمن نسيج اجتماعي استوعب عطاء المرأة وقدر إسهاماتها، فأصبح لها اليوم السبق في الريادة».
شارك في الندوة كل من سمير الرفاعي رئيس الوزراء الأسبق ونائب رئيس مجلس الأعيان في الأردن بقراءة معمقة لفصل عبقرية الدبلوماسية في البحرين، فيما سلط الدكتور محمد الحرصاوي رئيس جامعة الأزهر في جمهورية مصر العربية الضوء على دور جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في تعزيز قيم المواطنة، وقدم الدكتور هادي اليامي عضو مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية ورقة حول الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين.
كما تم على هامش الندوة رفع الستار عن الطابع البريدي الخاص بمناسبة «عقدان مزهران».