اقترب مهرجان الغربية للرياضات المائية من إسدال الستار على فعالياته التي تواصلت منذ الثاني والعشرين من شهر أبريل الحالي، وتختتم غداً، بعد عشرة أيام من الإثارة في العديد من اللعبات، سواء في مياه المرفأ أو على الشاطئ، تبارى خلالها النجوم، سعياً إلى منصات التتويج التي تنتظر الأبطال غداً في حفل ختام المهرجان، ويشهد المهرجان مع اقتراب الفعاليات من نهايتها ازدحاماً جماهيرياً للوقوف على ما تسفر عنه النهائيات. وتنتظر منافسات “الكايت سيرف”، إحدى الفعاليات الرئيسة في المهرجان، إشارة الرياح، من أجل خوض النهائيات التي ينتظر أن تكون غداً، إذا ما كانت سرعة الرياح مواتية لانطلاقها، وهو ما أشارت إليه توقعات الأرصاد الجوية، بحسب سامح الصغير أحد المشرفين على منافسات “الكايت سيرف” ومحكميها، الذي أشار إلى أنه من المنتظر إقامة النهائيات غداً في فئتي الاستعراض الحر والسرعة، نظراً لعدم إمكانية إقامتها اليوم، حيث ينتظر أن تكون الرياح غير مواتية لذلك. وحول إمكانية أن تكون الرياح أيضاً غداً غير مناسبة لإقامة النهائيات، أكد سامح الصغير، أنه في هذه الحالة، سيتم اعتماد نتائج الجولة التمهيدية وتتويج الأبطال على أساسها، لتكون هي الفاصلة في تحديد الفائزين في كافة الفئات. ويترقب بطل الإمارات وحامل لقب البطولة من العام الماضي، الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان، انطلاق المنافسات النهائية، آملاً أن تكون سرعة الرياح مناسبة، حتى يتمكن من الحفاظ على لقبه، وتعويض ما حدث في سباق السرعة الذي لم يكمله بسبب “تشابك الحبال”، بين شراعه وشراع الجنوب أفريقي ويليام لي، خاصة أنه أمضى الأيام التي أعقبت الجولة التمهيدية في الاستعداد المكثف انتظاراً للنهائيات. وكان الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان، قد فاز بالجولة التأهيلية لمنافسات “الكايت سيرف” لفئة الاستعراض الحر للمواطنين، وجاء في المركز الثاني راشد الفلاسي، ثم بطي سعيد في المركز الثالث، وفي الجولة ذاتها للأجانب، فاز بيرند فرهوفن “ألمانيا” بالمركز الأول، وجاء في المركز الثاني مارك شاربنتييه “فرنسا”، ثم الجنوب أفريقي ويليام لي في المركز الثالث، بينما احتلت السويسرية كاترينا كيلين المركز الأول في منافسات السيدات، تلتها النمساوية أستريد بتروتشي في المركز الثاني، والفرنسية انجيليك باربييه في المركز الثالث. وركز المتسابقون في المنافسات التمهيدية لـ”الكايت سيرف” التي يمثلنا فيها نخبة من الشباب الواعدين، يتقدمهم الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان، على اختبار المسارات وسرعة الرياح، من أجل الاستفادة من ذلك في النهائيات التي يتوقع لها -حال إقامتها- أن تكون مختلفة هذا العام، في ظل الإقبال الكبير على المشاركة من العديد من نجوم اللعبة في الإمارات وخارجها، بعد أن شهدت الجولة التمهيدية مشاركة حوالي 65 متسابقاً من حول العالم، من بينهم نجوم الإمارات وإنجلترا ومصر وجنوب أفريقيا وألمانيا وإسبانيا، والنمسا، وفرنسا، وسويسرا. ويوجد نوعان من المسابقات في هذه الرياضة، الأول للمسابقات الحرة، أو “الفري ستايل”، ويكون المتسابق فيها بين اثنتين من “البويات”، وخلال سبع دقائق عليه أن يقدم كل ما لديه من حركات ومهارات واستعراضات، وتقوم لجنة التحكيم بتقييم أدائه، أما النوع الثاني فخاص بسباق السرعة، حيث ينطلق المتسابقون بين بوابتين في انتظار الإشارة بالعلم الأخضر، والأسرع في قطع هذه المسافة يفوز بالمركز الأول. ومع “البورد” البحري يمكن للشخص أن يتزحلق على الماء بسرعات مختلفة أو أن يقوم بقفزات يصل ارتفاعها من 6 إلى 10 أمتار أو أكثر عن سطح الماء وعمل الحركات المختلفة ويمكن أيضاً الرجوع عكس اتجاه الريح بزاوية معينة، وتعد الرياح من مقومات هذه المنافسة، حيث تحتاج إلى سرعة رياح لا تقل عن 15 عقدة، لتكون الأجواء مواتية لإقامتها، وتمكين المتسابقين من استعراض مهاراتهم في هذه الرياضة، التي تحتوي كغيرها من الرياضات على عامل خطورة إذا لم تلتزم بشروط لأمن والسلامة الأساسية للرياضة، مثل الطيران في هواء لا يتناسب مع حجم “الكايت” أو مهارة المستخدم، والطيران في أماكن مزدحمة أو ذات عوائق. وفي انتظار الكلمة الأخيرة لـ”الرياح”، أكد الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان أن كل الدلائل وتوقعات الأرصاد الجوية، تشير إلى أنه بمشيئة الله، قد تكون النهائيات غداً، وأنه في كل الأحوال سيكون جاهزاً لخوضها بطموح المنافسة على اللقب الذي سبق أن حققه العام الماضي ليظل إماراتياً، مشيراً إلى أن فوزه بالتأهيلية يمثل دافعاً كبيراً له للفوز بالنهائيات. وأشاد الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان بمستوى المنافسات في الجولة التأهيلية، خاصة أنها شهدت مشاركة عدد كبير من المتسابقين أصحاب المستوى المتميز، سواء من المواطنين أو الأجانب، مبدياً سعادته بالمستويات التي أظهرها شباب المواطنين والتي تؤكد قوة قاعدة اللعبة على أرض الإمارات، ووعد بأن يزداد العدد -إن شاء الله- قبل النسخة القادمة من المهرجان، وأن يشهد على الأقل مشاركة 15 متسابقاً إماراتياً، حتى يمكن القول إن خطى التطور تسير جيداً. وأشاد الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان بإدارة المهرجان والمشرفين عليه، مؤكداً أن النسخة الثانية من المهرجان مميزة في كل شيء، وشهدت طفرة حقيقية، سواء من ناحية النظام وترتيب كافة المنافسات، وكذا إضافة العديد من الرياضات الأخرى.