تقنية ذكية للكشف المبكر عن سرطان الرحم قبل الإصابة بخمس سنوات
من أهم وأبرز الأجهزة الطبية الأكثر تطوراً المعروضة في معرض الأدوات والأجهزة الطبية على هامش المؤتمر، جهاز تشخيص أورام عنق الرحم والكشف المبكر عن تغيرات الخلايا التابع لمختبرات البرج في أبوظبي، والذي تم تدشينه للعمل للمرة الأولى في أبوظبي ومنطقة الشرق الأوسط أمس الأول فقط ضمن فعاليات المؤتمر.
الدكتور سامح فكري اختصاصي المختبرات بمختبر البرج في أبوظبي يوضح استعمالات هذا الجهاز وقيمته الطبية، ويقول: “في السابق كان تحديد وتشخيص أورام عنق الرحم أو أي تغيرات في الخلايا يتم بطرق تقليدية، ويعتمد على خبرة ومهارة الطبيب المعالج، وعادة كان ذلك يستغرق وقتاً وجهداً كبيرين لفحص أي شريحة، وكان يمثل إرهاقاً كبيراً للطبيب والمريضة، وفي كثير من الأحيان كان يحتمل وجود أجزاء في منطقة عنق الرحم لا يمكن رؤيتها وتشخيصها بدقة.
الآن أصبح متاحاً باستخدام هذا الجهاز الأكثر تطوراً وتقنية في عالم التشخيص الطبي الدقيق، حيث يستطيع الجهاز خلال 90 ثانية فقط أن يفحص الشريحة المطلوبة بكفاءة ودقة متناهيتين ويتيح للطبيب تشخيصاً واضحاً ووافياً، ويوضح أي تغير موجود أو محتمل لا سيما التغير السرطاني للخلايا، كما يمكن للجهاز أن يحفظ كل المعلومات الخاصة بالشريحة التي يتم تحديدها، ويتيح إمكانية استرجاعها ومقارنتها في أي وقت عن طريق “كود” خاص لكل شريحة، فضلاً عن إمكانيته الفائقة في نقل الصور بكفاءة وجودة عالية جداً، بحيث يمكن للطبيب المعالج الاستفادة وإجراء المقارنات الطبية المطلوبة، والتشخيص السليم في ضوء ما يراه ويوفره الجهاز”. ويضيف الدكتور فكري: “الجهاز يعتمد على التقنية الذكية في الكشف عن الأورام قبل حدوثها، ويعـطي للطبيب صورة دقيقـة يمكن من خلالها توقع أو التنبؤ بالورم أو أي تغيرات للخلايا قبل عدة سنوات، ومن هنا تكمن أهميته الطبية في الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم”.
ويكمل الدكتور حسام فؤاد مدير التطوير بمختبر البرج: “المميزات المهمة لهذا الجهاز أنه أصبح متاحاً لأوَّل مرَّة في أبوظبي ومنطقة الشرق الأوسط متزامناً مع الحملة الوطنية لمكافحة سرطان عنق الرحم، وفعاليته التشخيصية ستساعد آلاف الفتيات المترددات أن يتشجعن على إجراء الفحص المبكر الذي لا يستغرق سوى 90 ثانية فقط، أما الدكتورة مارية رازو، اختصاصية فحص الأنسجة والخلايا بالمركز، فتؤكد أهمية الجهاز في التعرف إلى الخلايا غير الطبيعية في منطقة عنق الرحم، حيث يتم تحديدها والتعرف إليها إلكترونياً بالاعتماد على التكنولوجيا الرقمية الذكية، والتعرف إلى أكثر النقاط خطورة في شريحة المريضة التي يتم فحصها.
كما أن من شأنه أن يقلل إلى حد كبير جداً نسبة الوقوع في أخطاء تشخيصية سلبية كانت رهن كفاءة الطبيب وخبرته، مما يتيح للطبيب المعالج إصدار تقارير تشخيصية أكثر دقة وجودة، ولعل الفائدة الأهم أن الجهاز يمكنه التعرف إلى احتمالية الورم قبل خمس سنوات تقريباً بما يتيح للمريضة العلاج واتخاذ التدابير الوقائية مبكراً، وتتضاعف بذلك فرص العلاج الناجح الفعال بما يسهم في الحد من انتشار سرطان عنق الرحم إلى حد كبير”.