مراكز الدعم الاجتماعي تحل القضايا الأسرية بعيداً عن أروقة المحاكم
أبوظبي (الاتحاد) - أنشئت مراكز الدعم الاجتماعي عام 2004 كتجربة حديثة في شرطة أبوظبي، والهدف من تأسيسها دعم مراكز الشرطة في المدينة، والإسهام في حل الخلافات والقضايا التي لا تستدعي تدخلاً قانونياً، ومن مهامها أيضاً تقديم التوعية لأفراد المجتمع والمشاركة في المؤتمرات بتقديم ورش عمل ومحاضرات لتفقيه المجتمع، والإسهام في رفع الوعي القانوني والمجتمعي.
أقسام المراكز
حول المركز، قال العميد نجم الحوسني، مدير إدارة مراكز الدعم الاجتماعي إن كادر المركز مدرب ومؤهل وذو خبرة في علوم النفس والاجتماع والقانون. وأضاف أنه بداية تم افتتاح مركز في العين عام 2004، تلاه بعام تأسيس مركز أبوظبي، ثم آخر في الغربية عام 2006.
وتضم المراكز أقساماً مختلفة هي: قسم خاص بالخلافات الأسرية والعنف الأسري، وقسم للأطفال والشباب، وقسم له علاقة بالمشاكل المدرسية، وقسم ضحايا الجريمة، وقسم لشؤون المجتمع، وكل هذه الأقسام تعمل في إطار ثلاثة محاور رئيسة، هي معالجة القضايا البسيطة، مثل العنف والخلافات الأسرية، والخلافات بين الجيران، والخلافات في المدرسة، والنزاعات بين المراهقين، أما المحور الثاني فيتكفل بتقديم الدعم، النفسي والاجتماعي للضحايا الجريمة، خاصة للنساء والأطفال، في حين يتعلق المحور الثالث بالوقاية من الجريمة. إلى ذلك، قال الحوسني «الوقاية من الجريمة تتعلق بالقيام بالبرامج والأنشطة المتخصصة بالوقاية من الجريمة لرفع وعي المجتمع والجمهور، ومحاربة السلوكيات المؤدية إلى ارتكاب الجرائم»، لافتاً إلى أن هذا الجانب يشكل الجانب الأبرز الذي يخدم فكرة مراكز الدعم، التي تركز على الوقاية من المشاكل والحيلولة دون القيام بها، ويتم تحقيق هذا الهدف من خلال التواصل مع الجمهور والشركاء لتحقيق الأهداف.
وتعد الخلافات الأسرية أهم المشاكل التي يستقبلها المركز. إلى ذلك، قال الحوسني «منذ التأسيس إلى اليوم، تعاملنا مع أكثر من 15 ألف حالة مختلفة أغلبها خلافات أسرية، حيث تتدخل المراكز بشكل مبكر، ما أدى إلى انخفاض الجرائم المتعلقة بالأطفال»، منوهاً بأن تدخل المركز سبب رئيس في انخفاض الشروع في الانتحار، وتغيب الفتيات.
ولفت الحوسني إلى أن المركز بالإضافة لمهامه، فإنه توكل له مهام أخرى تتمثل في رؤية المحضون، وتنفيذ الأحكام القضائية الخاصة بالأحوال الشخصية الزوجية، وتنفيذ الأحكام الخاصة، وتقديم الرعاية للأحداث المفرج عنهم ورعايتهم رعاية نفسية، وتقديم متابعة اجتماعية من خلال برامج عدة، كما أن المركز يقدم الدعم لمدمني المخدرات وأسرهم بالتنسيق مع الجهات المختصة.
دور اجتماعي
تناولت ورقة العمل، التي شاركت بها مؤخراً الأخصائية النفسية فاطمة الشحي في المؤتمر الأول للشرطة النسائية «دور إدارة مركز الدعم الاجتماعي في حل المشكلات الاجتماعية». إذ أكدت أن المركز يعمل على حل المشكلات الأسرية بشكل ودي مع الحفاظ على السرية التامة، وتقديم العلاج النفسي والرعاية الاجتماعية، موضحة أن أهم القضايا التي يستقبلها المركز تتمثل في القضايا المرتبطة بمرحلة المراهقة. وأشارت إلى أن المركز يقدم الدعم النفسي للمراهقين حتى يتعافوا، لافتة إلى أن المركز يعمل على إيواء النساء والفتيات المتغيبات عن أسرهن بسبب مشاكل عائلية إلى حين حل هذه الخلافات، وإعادتهن إلى أسرهن مع متابعة تلك الحالات.
وأضافت الشحي أنه في بعض الحالات، مثل الشروع في الانتحار وتغيب الفتيات من المنزل، يجري المركز دراسة شاملة تتضمن الجوانب الاجتماعية والبيئية التي عاشت فيها الفتاة للوقوف على أسباب الحدث. وربطت الشحي تغيب بعض الفتيات عن أسرهن بالحالة الاقتصادية، حيث يرفض الأهل تلبية احتياجاتهن، ما يدفعهن إلى البحث عنها في الخارج، موضحة أنهم ينظمون جلسات مع أهل البنت لمعرفة الأسباب المؤدية لذلك، حيث إن مرحلة المراهقة مرحلة مفصلية، ويلزمها تعامل خاص لتمر بسلام. وأشارت إلى أنه بعد معرفة المشكلة يتم تطبيق برنامج إرشادي على الفتاة يتضمن الجانب النفسي والاجتماعي والديني، مؤكدة أن المركز يتابع الحالات لأكثر من ستة أشهر لضمان سلامتها.
وقالت الشحي إن المركز يقدم الدعم النفسي والاجتماعي والإيواء لضحايا مختلف الجرائم والقضايا المحولة من النيابة، وأحياناً يحيل بعضها إلى مستشفى الطب النفسي لتلقي العلاج اللازم، مشيرة إلى أن المركز يستقبل أيضاً قضايا الأحداث والقضايا الأسرية وخلافات الجيران والتسول والتشرد وقضايا رؤية المحضون والشروع في الانتحار والعنف المنزلي والمدرسي والزوجات المعنفات.