موزة خميس(دبي) - تمثل الحرف التقليدية المتوارثة عبر الأجيال والتي اختطت لنفسها طريقاً واضحاً، على يد الإنسان علامة مميزة لكل دولة، واكتسبت الصفتين النفعية والجمالية. إلى ذلك حذر عيسى بن صالح الصباغ مستشار الصناعات الحرفية، بالهيئة العامة للصناعات الحرفية في سلطنة عمان، من أن بعض هذه الحرف شارف على الانقراض، على الرغم من أنها قامت على مهارة تتوارثها الأجيال جيل بعد جيل، وذلك لتواضع المردود المالي الضئيل لأغلب تلك الحرف، فأصبحت تواجه خطر الاندثار، مشيراً إلى أن اليوم احتدمت المنافسة التجارية وفرضت الأشكال التجارية ذات الإنتاج الواسع، وغزت الأسواق المحلية، بعد أن توفر البديل الأجنبي وهو بسعر زهيد، لكنه فرضه نفسه في السوق. وأكمل: أصحاب تلك الحرف بدأوا في هجرها لأعمال أكثر ربحا وأقل مشقة ومعاناة، وأصبحت تلك الأعمال الأصلية للسكان تعاني من الهجر، ومن عدم توفر عوامل الجودة في الإنتاج فأضعف قدرتها على الدخول في المنافسة، موضحاً أن عدم القدرة على الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية للتصميم أو المنتج، ينعكس بشكل سلبي على المبادرات الإبداعية للحرفيين، كما أن الواقع يقول إن هناك عدم قدرة للحرفيين في إتباع أساليب حديثة، وهناك ضعف وعي بأهمية العمل الجماعي المنظم، بسبب النظرة الفردية للحرفي. حول النظرة المستقبلية للحرف قال الصباغ إن بقاء المنتج اليدوي على مدى سنوات طوال دون أي تطوير أو إضافات، إلى جانب عوامل تجارية مؤثرة والعقبات التي ذكرتها، يعد ذلك أحد أسباب تفاقم عدم الحفاظ على المنتج اليدوي من قبل حرفيين وحرفييات في دول الخليج أو سلطنة عمان، ولذلك من المهم نشر ثقافة الاهتمام بالحرف وبأصحابها، وذلك ضرورة وليس مجرد أمر شكلي أو على ورق، ومن الضرورة بمكان إنشاء معاهد، لتعليم وتطوير الحرف لأن منتجات أي دولة تعد ثمينة بالنسبة لها سواء للتجارة الداخلية أو للتصدير. وأكد عيسى أن الحرف اليدوية والصناعات التقليدية، تحتل مساحة واسعة من التراث العماني في الوقت الحاضر، ومن أشهر الصناعات العمانية التقليدية صناعة الحلوى العمانية التي تحظى بشهرة واسعة، وقد أصبحت اليوم تصنع على مستوى دول منطقة الخليج العربي، ولها مكانتها بين أصناف الحلويات، وتعد حرفة الرجال، وبرعت النساء في السلطنة وعلى مستوى ولاياتها في إنتاج غزير في مجال الغزل وتصنيع الخيوط من أنواع الصوف، ومن ثم تصنيع القطع التي تدخل في حلي الإبل والهجن. وبين أنه للمنتجات والحرف اليدوية النسائية شأن في تصنيع الملابس وبعضهن احترفن إنتاج الاكسسوارات أو الشرائط التي تدخل في زخرفة الملابس، وبعضهن كن متخصصات فقط في صناعة الطاقية العمانية، وهي الأصعب من حيث التطريز. كما أكد عيسى أن الحكومة العمانية أهتمت بتشجيع الحرفيات العمانيات وأيضاً الحرفيين، وهناك هيئة خاصة بهم تقيم لهم الأسواق والمعارض، لأجل أن يستمر الإنتاج، كما أن للجمعيات النسائية دورا كبيرا في ذلك، وتنتج كميات من أشغال السدو والأزياء العمانية التي تم تطويرها باستخدام خامات جديدة، مع الحرص على الحفاظ على الزي التقليدي، بجسد الماضي مع روح حديثة، وأيضاً من أهم الحرف التقليدية التي برع بها العمانيون، المشغولات الفضية والتي تدخل في الزي العماني للرجل أو المرأة، وأهمها الخنجر العماني. وبين أنه السياح الأجانب يسعون بشكل خاص للحصول على بعضها على سبيل الذكرى، حيث تشارك المرأة في تجهيز الجزء الخاص بالحياكة في بعض الأسر العمانية قديما، وله صناع محترفون يتواجدون في السوق، ويتفنن العماني في صنع الخنجر، ويزين بالخيوط المصنوعة من الفضة والأحجار الكريمة، كما تشارك المرأة مع الرجل في جمع حرفة جمع اللبان العماني المشهور، ليتم صنع البخور ويدخل في بعض الأدوية، واحترفت المرأة صناعة البخور العماني من الصندل والعود والعطور، وهي حرفة تطورت مع الوقت، وأصبحت منتشرة اليوم بشكل ربما أكثر من الماضي.