تجاوزات مُلاك البنايات
منذ حوالي أسبوع وجّهت بلدية أبوظبي إنذاراً إلى أحد ملاك البنايات في منطقة النادي السياحي، بعد أن قام دون أي مراعاة للجوانب الإنسانية للسكان، بوضع سور حول البناية التي يملكها لتتحوّل إلى ما يشبه سجناً من السجون التي يتم فيها اعتقال المجرمين والقتلة!·· الأخ المالك قام بهذا الفعل من أجل الضغط على السكان وإجبارهم على إخلاء الشقق، لتأجيرها بعد ذلك بأضعاف الإيجار الحالي·
ومع كل الشكر للبلدية على هذه الخطوة، إلا أننا نطرح القضية للنقاش من زاوية مهمة اليوم، وهي الجرأة التي بلغها أغلب ملاك البنايات في قيامهم بتصرفات كهذه بحق المستأجرين، غير مدركين أنهم بذلك يرتكبون مخالفة صريحة وواضحة للقانون السامي الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله ورعاه''، بشأن تنظيم سوق الإيجارات والعلاقة بين الملاك والمستأجرين·· فهذا المالك- على سبيل المثال، لا الحصر- أراد أن يضع 33 عائلة تضم 231 فرداً، بالإضافة إلى عدد غير محدود من المحال التجارية، في سجن مسوّر!·· ومع أنه يعلم يقيناً أن وضع السور أمر مخالف للقوانين، إلا أنه أصر على ارتكاب المخالفة في وضح النهار وعلى عينك يا تاجر··· فالمهندس خلفان النعيمي مدير إدارة تراخيص البناء في البلدية قال إن وضع السور حول البناية يحتاج إلى تصريح من البلدية·· وإن المالك لم يتبع الخطوات الصحيحة لوضع السور المخصص لأغراض البناء والصيانة، ويتطلب ذلك من المالك إخلاء المبنى من السكان، وبعد ذلك يقوم بقطع الماء والكهرباء، ومن ثم يتقدم إلى البلدية لاستخراج رخصة وضع سور يُحيط بالمبنى·· وفي النهاية حذر النعيمي من أنه سيتم تحويل المالك إلى القضاء إذا لم يلتزم بإزالة السور·· وهذا الإنذار قد يخيف البعض من الملاك، ولكنه لا يكفي لكف الأذى عن المستأجرين إلا إذا تم إحالة أحد الملاك بالفعل إلى النيابة وساحة القضاء لكي يكون عبرة لمن لا يريد أن يعتبر·
لقد تكررت محاولات ملاك البنايات إلحاق الأذى بالمستأجرين، ولم يكن بناء السور حول البناية المذكورة في النادي السياحي إلا واحداً من أشكال الأذى الذي يلحقه هؤلاء الملاك بالمستأجرين·· فقد أبدى السكان استياءهم من تصرفات نفس المالك ومضايقاته المستمرة لهم·· وقالوا: إن هذه ليست المرةَ الأولى التي يقوم فيها المالك بتصرفات مخالفة للقانون، فقد قام في الصيف الماضي بقطع الكهرباء والتكييف عن السكان، ولجأ السكان إلى لجنة فض المنازعات التي أنصفتهم· بعضهم يقوم بتعطيل المصاعد في البناية لإجبار السكان على الصعود إلى الطوابق العليا عن طريق السلالم، كنوع من الضغط عليهم لترك البناية···