تفضل سوسة النخيل الحمراء مهاجمة النخيل الذي يقل عمره عن 20 عاما، حيث أن جذع النخلة يكون غضا وسهل اختراقه، وتعتبر هذه الآفة من أخطر الآفات التي تصيب النخيل، فقد تتمكن من القضاء على النخيل الذي يتراوح عمره مابين خمسة عشر الى عشرين عاما، مما يسبب خسائر اقتصادية وتذهب جهود سنين طويلة أدراج الرياح، ويعد الطور اليرقي للسوسة هو الأخطر. حول إيدز النخيل ذكر سيد ماجد أحد خبراء الزراعة الذي يعمل في إحدى مزارع المنطقة الوسطى، أنه تدرب خلال عمله في مصر على محاربة سوسة النخيل، وقرأ الكثير عن الآفة التي تقلق كثير من الدول، وقد علم أن الحشرة خلال طورها اليرقي تتغذى على الأنسجة الحية بداخل جذع النخلة، مما يؤدي إلى موتها. كما أنه لا يمكن رؤية اليرقات وضررها الذي تحدثه في بداية الإصابة، حيث أنها تعيش بداخل الجذع وتقتات عليه، بالإضافة إلى أن الضرر الذي تحدثه، حيث يمكن ليرقة واحدة أن تكون السبب الحقيقي في موت النخلة. قرض السوسة أكمل سيد بأنه يصعب معرفة مراحل بداية الإصابة من قبل المزارعين، حيث أن اليرقات تكون بداخل الجذع، ولا يمكن رؤيتها خارج الجذع كما لا يمكن مشاهدة الضرر مباشرة، ولكن يمكن معرفة المراحل المتأخرة من الإصابة، وذلك بمشاهدة خروج الإفرازات الصمغية البنية اللون وذات الرائحة الكريهة جدا من جذع النخلة، وكذلك مشاهدة الأنسجة التي تفتت بفعل قرض السوسة لها، وتشبه إلى حد ما نشارة الخشب عندما تتساقط على الأرض حول النخلة، ويبدأ الذبول والاصفرار على السعف. يمكن تسمية سوسة النخيل الحمراء بمرض إيدز النخيل، حيث تقضي جميع أطوارها بدءا من البيض واليرقات ثم طور العذراء وحتى تصبح حشرة كاملة بداخل جذع النخلة، حيث لا يمكن لهذه الآفة إكمال دورة حياتها على أنواع أخرى من الأشجار غير النخيل، ويقدر عدد أجيالها في العام بحوالي 3 إلى خمسين جيلا أو أكثر، ويمكن حدوث تداخل لهذه الأجيال. يرقات عديمة الأرجل وأضاف ماجد أن الأنثى تضع في المتوسط حوالي 300 بيضة على جذع النخلة، في الفتحات المختلفة الناجمة عن الحفارات الأخرى أو عن الخدمات الزراعية، ويفقس البيض خلال يومين أو خمسة أيام، عن يرقات صغيرة الحجم عديمة الأرجل والتي بدورها تشق طريقها إلى داخل الجذع، حيث تتحرك عن طريق عضلات الجسم، وتتغذى اليرقات على الأنسجة الطرية حيث ترمي بالألياف خلفها. عندما تخرج الحشرات الكاملة بعد انقضاء الأطوار المختلفة، تكون قد تحولت الى حشرة كاملة وتستطيع الحفر واختراق جذع النخلة، كما أنها تحتاج إلى أجواء رطبة ومظلمة كما هو الحال بداخل جذع النخلة، ويعتبر الطور اليرقي هو الأخطر حيث يتغذى على الأنسجة الحية بداخل الجذع، ما يؤدي إلى موت النخلة، وعندما تضع الأنثى بيضها في الشقوق والجروح والفتحات الموجودة على النخلة، فإنها تختار إبط السعفة ومكان فصل الفسيلة الحديثة عن الأم، ويمكن لسوسة النخيل الحمراء أن تهاجم أي جزء من جذع النخلة بما فيها قمة النخلة وهي الجمارة. عدم توفر مرشد من الطرق التي استخدمت للوقاية وجاءت بنتائج جيدة منع نقل فسائل النخيل من المناطق المصابة إلى المناطق غير المصابة، وهو عامل يعد مهما في عدم انتشار سوسة النخيل الحمراء، كما أن التطبيق الصارم لقوانين الحجر الزراعي الداخلي والخارجي، يعتبر أهم العوامل التي تساعد في مكافحة هذه الآفة والحد من انتشارها، والأمر الآخر هو نظافة بساتين النخيل أيضا لان ذلك من العوامل المساعدة على المكافحة. إذا حددت الإصابة المبكرة فيمكن تطبيق عمليات العلاج، وذلك بإزالة المناطق المصابة وتنظيفها من أي من طور من أطوار هذه الآفة، ومن ثم رشها بأحد المبيدات المناسبة ووضع خليط من الطين مع المبيد على المناطق لحمايتها، وللإرشاد والتدريب دور مهم، إلا أن أهل الزراعة يشكون من عدم توفر مرشد أو توفر ممن لا يتحدثون العربية في بعض المناطق، وهم على دراية بأن من مصلحة صاحب المزرعة المتابعة مع المرشد الزراعي. التخلص من النخيل المصاب تعلم الكثيرون طرق التعرف على المرض وأساليب الوقاية والعلاج، ولكن لاتزال سوسة النخيل موجودة، والطريقة الوحيدة الناجحة في الوقت الراهن لمكافحة سوسة النخيل الحمراء هي الإزالة والتخلص من النخيل المصاب، وذلك بقطع جذع النخيل المصاب والتخلص من جميع أطوار الآفة المختلفة، حيث أن حرق جذع النخلة بدون تقطيع لا يفي بالغرض المطلوب، لان هناك حشرة أو بيضة أو يرقة، في أطوار مختلفة تعيش بوسط الجذع ولا تتأثر ويمكنها إكمال دورة حياتها، لذا لا بد من تقطيع أجزاء النخيل المصاب إلى قطع صغيرة ومن ثم حرقها.