الشارقة (الاتحاد)

أكد كلّ من الفنان المصري القدير عبد الرحمن أبو زهرة، والبحرينية هيفاء حسين، أن توجيه الأطفال نحو تبني مفردات الفنّ وتأسيس جيل مرتبط مع الثقافة بشكل كبير يحتاج إلى عمل جماعي تشترك فيه المؤسسات الرسمية مع المثقفين والمبدعين والفنانين، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن طفل اليوم ليس هو ذاته طفل الأمس، وأن بعض الأعمال التي تقدّم الآن لا ترقى لتكون قادرة على صقل خيال ومعارف وخبرات الأجيال الجديدة.
جاء ذلك خلال ندوة حوارية بعنوان «علامات مضيئة»، أقيمت في قاعة الفكر وأدارتها الإعلامية الإماراتية إيمان بن شيبة، وتطرقت للحديث عن أهمية تقديم فنّ للطفل يرقى بمعارفه وثقافته ويخاطب واقعه ويثري تجربته الحياتية والعملية.
وفي مستهل حديثه أكد الفنان عبد الرحمن أبو زهرة الذي تتجاوز مسيرته الفنية نصف قرن من الزمن قدّم خلالها سلسلة متنوعة من الأعمال الموجهة للأطفال التي ترسّخت في ذاكرة الجيل، أن الإعلام يملك دوراً كبيراً في تربية الأجيال والممثل يمتلك قدرة كبيرة على إيصال الرسالة والمعلومة والفكرة والقيم للأطفال، داعياً إلى الاهتمام بشكل كبير بالأعمال الموجهة للأطفال وأن يقوم بأداء الأدوار فيها كبار الممثلين لما لها من أهمية وخطورة في آن معاً.
وأضاف:«الفنون الإنسانية كلها مرتبطة ببعضها البعض، أنا تعلمت من الموسيقى الكلاسيكية الكثير من الخيارات التي سمحت لي بتطوير أعمالي، ناهيك عن أن النصوص التي تكتب بشكل جيد تسهم في تهيئة المناخ أمام الممثل ليتقمص الشخصية بشكل كبير، هذا عامل مهم وأدعو المبدعين في مجال التأليف والموسيقى لأن يعتنوا بما يقدموه للأطفال فهم يمتازون بشيء فريد يختلف عنا نحن الكبار بأنهم يعرفون ماذا يريدون».
من جانبها، أشارت الفنانة البحرينية هيفاء حسين إلى أننا نعيش حالة من قلة دعم الأعمال الموجهة للأطفال، لافتة إلى أن الأجيال الجديدة تعيش واقعاً مغايراً عن الأطفال في السابق حيث وصفت المظاهر التكنولوجية والتقنية التي تنتشر بكثافة هذه الأيام بأنها تلعب دوراً مهماً في إبعادهم عن السينما والمسرح والفن النبيل داعية إلى مضاعفة الإنتاجات الخاصة بالطفل وأن تخاطب ما يريده ويفهمه.
وتابعت: «في إمارة الشارقة نلمس دعم الفن الموجه للأطفال وما يقوده صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من حراك يهدف إلى الاهتمام بأدب وفن الطفل، وما أصدره سموه من توجيهات بتضمين مادة المسرح ضمن المنهج الدراسي دليل كبير على حرص سموه على تأسيس الأطفال على الفن وتثقيفهم نحو تبني معارفه وجمالياته».