تحت رعاية سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي الدولي للرياضات البحرية تنطلق في العاشرة والنصف صباح اليوم الجولة الثالثة من بطولة الإمارات للقوارب الخشبية السريعة (الشواحيف) حول جزيرة اللولو. ويخوض السباق أكثر من عشرين قارباً من مختلف أنحاء إمارات الدولة، بالإضافة إلى مشاركة قوارب من دولتي قطر والكويت. وكان من المقرر إقامة السباق يوم الأحد الماضي ولكن بسبب سوء حالة الطقس وارتفاع الأمواج مع شدة حركة الرياح تقرر تأجيله من قبل اللجنة المنظمة من النادي ليكون اليوم هو الخيار الأمثل لإقامة السباق، خاصة مع توقعات الأرصاد الجوية باستقرار الجو وملاءمته لإقامة السباق. ومن المقرر أيضاً أن تنطلق غداً الجولة الرابعة والختامية من البطولة نفسها ليسدل الستار بذلك على الموسم المحلي للنادي. وتحمل القوارب الخشبية قصة عريقة تحكي فصولها عن زمن جميل استخدمت فيه هذه القوارب من أجل السعي وراء لقمة العيش، وها هو الزمن يعود مجدداً ولكن بحلة أخرى من خلال فكرة أبدع المتسابقون في صياغتها عبر نوعية القارب الذي يجمع ما بين الماضي والحاضر، بالشكل القديم للقارب من ناحية، والمحركات الحديثة التي تجعله ينطلق بسرعة فائقة. ثلاثي الصدارة والتحدي الصعب الجولتين الأولى والثانية من البطولة حملتا نفس سيناريو منصة التتويج حيث ابتسمت لقارب دلما مارين بقيادة ثاني القمزي وأحمد الهاملي بحصوله على المركز الأول مرتين، ليصل رصيده إلى 400 نقطة، فيما حصد المركز الثاني على التوالي قارب اكستريم مارين بقيادة سالم فاضل الهاملي وأحمد حسن السويدي ليصل رصيده إلى 300 نقطة، وجاء في المركز الثالث مرتين قارب الفجر مارين بقيادة الثنائي خليفة وأحمد حميد بن ذيبان، وهو ما جعل المنافسة على لقب الموسم محصورة بين هذا الثلاثي المذكور مع أفضلية لدلما مارين، والذي يسعى اليوم لتثبيت صدارته من خلال الجولة الثالثة، وقد يكون من المبكر الحكم على هوية البطل خاصة وأن نتائج اليوم وغداً يمكن ان تحمل مفاجآت، ولكنها وبكل تأكيد لن تخرج عن نطاق أصحاب الصدارة حالياً، خاصة مع المستوى الفني الكبير والمهارة التي أبدوها المتسابقون في الجولات الماضية. وقد أنهت القوارب المشاركة مرحلة التسجيل والذي تم يوم الأحد الماضي، ويعقد في التاسعة صباح اليوم الاجتماع التنويري للمتسابقين، والذي سيقوم من خلاله ناصر الظاهري مشرف عام السباق بشرح أهم مفردات الكورس والقوانين واللوائح التي يجب أن يتم تطبيقها من قبل المسابقين، وتوضيح التجاوزات المحتمل حدوثها والابتعاد عنها، وسيكون الموعد بعد ذلك مع انطلاق القوارب واستعدادها لمغادرة ميناء النادي انطلاقاً إلى منطقة التجمع لإعلان انطلاقة السباق. وعقب انتهاء السباق والتتويج سيتم فحص قوارب أصحاب المراكز الخمسة الأولى بالإضافة إلى اختيار قاربين آخرين بشكل عشوائي. وقد وضعت اللجنة المنظمة للسباق عدداً من القوانين والتعليمات حيث لن يسمح لأي قارب بمغادرة النادي بعد الانتهاء من عملية التزود بالوقود والفحص الفني، وذلك لضمان عدم حودث أي تجاوزات من أي من المشاركين. من ناحيته توقع سالم الرميثي مساعد مدير عام النادي أن تكون الأجواء مناسبة اليوم وغداً لانطلاق السباق، وقال الرميثي: نسعى دوماً لأن تقام سباقاتنا في أفضل الظروف وأكثرها جاذبية من أجل اكتمال عناصر النجاح، ونحاول أن نكون في المقدمة من الناحية التنظيمية. وأشاد الرميثي بمستوى المنافسة والقوة في الجولات الماضية من البطولة مؤكداً أن وجود عدد كبير من المنافسين على اللقب قد زاد من جرعة الإثارة والتحدي وجعل المتابعة شيقة وبلا حدود في ما تبقى من جولات. المسار يعانق جزيرة اللولو وتم تحديد كورس السباق حول جزيرة اللولو المقابلة لكاسر الأمواج ليتم التنافس على 5 دورات حول الجزيرة تشمل دورة البداية، وسيكون مجموع الدورات الأربع 37,01 ميل بحري، كما أن دورة البداية ستكون أطول من بقية الدورات حيث سيبلغ طولها 7,33 ميل بحري، فيما طول بقية الدورات هو 7,42 ميل بحري. وتبدأ انطلاقة السباق من خارج الجزيرة ومن العمق حيث تتجمع القوارب، وستعطى إشارة البدء من قبل زوارق اللجنة المنظمة إيذانا ببدء السباق. «أبوظبي الرياضية» تنقل السباق أبوظبي (الاتحاد) - تنقل قناة أبوظبي الرياضية الحدث مباشرة في العاشرة والنصف صباحاً والتي ستتواجد في كورس السباق، حيث تم توزيع العديد من الكاميرات على امتداد جزيرة اللولو، بالإضافة إلى الجهة المقابلة للسباق على كاسر الأمواج. كما يتم النقل التلفزيوني أيضاً عبر طائرة مروحية تم تخصيصها من أجل تصوير السباق من الأعلى، وسيعلق على السباق عبد الحكيم الجنيبي. سلطان بن خليفة: الأولوية دائماً لسلامة المتسابقين أبوظبي (الاتحاد) - أكد سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي الدولي للرياضات البحرية أن قرار تأجيل سباق يوم الأحد إلى اليوم كان صائباً وفي محله. وقال سموه: كل التوفيق للجنة المنظمة للسباق ولكوادرنا الوطنية والتي برزت على مستوى التنظيم وإدارة مختلف سباقات البحر، والتأجيل جاء حرصاً على سلامة المتسابقين، خاصة وأنهم عماد أي منافسة بحرية وأي تجمع رياضي لدينا. وأكد سموه أن من القيم والمعاني السامية، والتي ساهمت في استمرارها منذ تسعينات القرن الماضي وانتشارها بشكل أكبر بين شباب الخليج، وقال سموه: أن تجمع القوارب ما بين الشكل القديم لقوارب الأجداد مع وجود محرك حديث هو مزيج بين زمنين، ورسالة مستمرة تذكر الأحفاد بمعاناة الأجداد ذات يوم في شق البحار بهذه القوارب، ونحن مصممون على أن يكون للنادي بصمة دوما تتجاوز التنظيم الرياضي لتشمل نواحي أخرى. وأضاف سموه: تزايد أعداد المشاركين وظهور أسماء جديدة سنوياً تجعل نجاح الفكرة أمراً محسوماً، ونحن على ثقة بأن هذه الرياضة التي نتميز بتنظيمها في الدولة ستكون نواة في المستقبل لأفكار ورياضات أخرى.