أكثر من مجرد طفح جلدي!
يجدر عدم التهاون بظهور البثور على بشرة المراهق وعدم اعتبارها مجرد طفح يزول مع الأيام. فقد يكون الأمر مؤشرا لبداية «حب الشباب». وهو مرض التهابي جلدي مزمن يصيب البصيلات الشعرية في أماكن معينة ولاسيما الوجه والعنق. يظهر في سن المراهقة أو عند البلوغ، بحيث يصاب به 90% من الفتيان والفتيات، ويتراجع انتشاره مع الاقتراب من سن العشرين. والمزعج أنه ينتشر في عدة أشكال قد تكون في بعض الأحيان عميقة جدا مما يترك آثارا يصعب التخلص منها، وتؤدي إلى تشوه في البشرة. وعلى عكس ما يعتقد الناس بأن الإكثار من تناول الشوكولاته في سن المراهقة يتسبب بهذا النوع من الطفح، فإن الأمر يتعلق بالعامل الوراثي. ويلعب هرمون «الأندروجين» الذكري دورا بارزا في نمو «حب الشباب»، وهو يفرز عند سن البلوغ ويساعد على ظهور صفات الذكورة مثل خشونة الصوت وانتشار الشعر في الجسم. ويزداد الأمر سوءا عندما تكثر الجراثيم في الغدد الدهنية الموجودة في البصيلات الشعرية. وتفاديا لبقاء آثار الحبوب على الوجه تحديدا، يوصي الأطباء أولا بتجنب حك المنطقة المصابة بالطفح، والضغط عليها أو حتى لمسها باستمرار، وذلك منعا لانتقال العدوى إلى مناطق أخرى. أما أفضل وسيلة للتخفيف من وطأة هذا النوع من الحبوب، فهو مسحها بقطعة قماش مبللة بمادة مطهرة. وإذا خشي المراهق من عدم زوالها بشكل تلقائي، لا بد من استشارة الطبيب المختص الذي قد ينصحه بتناول مضادات للجراثيم أو بعض الهرمونات. لأن الأمر قد لا يكون مجرد طفح موسمي، وإنما مرض دائم لا يمكن علاجه إلا بالأدوية وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة.
نسرين درزي