رئيس كوريا الجنوبية: الإمارات وكوريا حققتا تقدماً غير مسبوق في تعزيز علاقاتهما الثنائية
أكد الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك أن دولة الإمارات وكوريا حققتا تقدماً غير مسبوق في تعزيز علاقاتهما الثنائية، حيث تعد الإمارات حالياً ثاني أكبر شريك تجاري لكوريا في منطقة الشرق الأوسط.
وقال إن الإمارات دولة رئيسية في مجال التعاون في قطاع الطاقة إلى جانب كونها ثاني أكبر مزود بالنفط، بالنسبة إلى كوريا كما تساهم الأعداد المتزايدة للشركات والأفراد الكوريين الموجودين في الإمارات في تشجيع العلاقات الثنائية والتنمية الاقتصادية في الإمارات.
وأضاف في حديث صحفي بمناسبة زيارته للدولة، أن هناك إمكانية هائلة لتعزيز وتعميق العلاقات بين البلدين أكثر، فهناك عدد لا حصر له من المجالات التي يمكن أن نحقق فيها المصلحة المشتركة للبلدين من خلال تحفيز كل بلد للقطاعات التي يفتقر إليها في البلد الآخر، والعمل على تشجيع المزايا التنافسية، وفيما يلي نص المقابلة.
أهداف الزيارة
? ما الأهداف الرئيسية من زيارة فخامتكم لدولة الإمارات العربية المتحدة؟
? تعد هذه زيارتي الثانية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بعد الزيارة التي قمت بها في ديسمبر 2009 وهي ستتيح فرصة مواتية لاستعراض جملة واسعة من مجالات التعاون الثنائي التي تحققت منذ تأسيس الشراكة الاستراتيجية بين كوريا والإمارات قبل عام.
ويتضمن جدول الزيارة حضور عدد من المناسبات المهمة ومنها حفل توزيع جائزة زايد الدولية للبيئة الذي سيقام في دبي، حيث سأتسلم جائزة القيادة العالمية المتميزة، كما سأشارك في حفل وضع حجر الأساس لبدء العمل في موقع محطة الطاقة النووية في منطقة براكة وهو المشروع الذي حفز تقدم العلاقات الكورية-الإماراتية في العام الماضي، إضافة لذلك سأقوم بزيارة لوحدة القوات الكورية الخاصة المتمركزة في منطقة العين منذ يناير الماضي وسأتحدث إلى أفرادها وهذا أيضاً يعكس متانة علاقات التعاون بين البلدين. وفي إطار الجهود التي نبذلها لتوطيد هذه العلاقات سنعقد أنا وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” قمة نبحث خلالها سبل تعزيز التعاون في عدة قطاعات، بما في ذلك قطاعات الطاقة والبناء والبيئة والرعاية الصحية، إضافة إلى ذلك ستكون هناك اجتماعات منفصلة مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وذلك لمناقشة سبل التعاون بين البلدين.
لقاء المسؤولين
? ما القضايا الرئيسية التي تعتزمون مناقشتها مع المسؤولين في الإمارات خلال الزيارة؟
? خلال القمة سنناقش مع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان سبل التعاون الوثيق بين البلدين في مجالات الاقتصاد والتجارة، والتي تتضمن التعاون المشترك في قطاعات الطاقة والبناء ومشاريع محطات الطاقة. كما سنناقش السبل الممكنة لتوسيع نطاق التعاون فيما بيننا كشريكين استراتيجيين إلى مجالات أخرى متنوعة مثل الدفاع والبيئة.
ومن المهم أن أشير هنا إلى علاقات التعاون الطويلة بين البلدين في قطاع الطاقة، ومن المتوقع أن نناقش استمرار هذا التعاون في ظل الارتفاع الأخير في أسعار النفط.
ومن المواضيع الأخرى التي سنتناولها التعاون في قطاعات أخرى مثل تلك التي توفر محركات جديدة للنمو مستقبلاً.
شراكة استراتيجية
? هل ترون أن الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات وكوريا تدخل في مرحلة جديدة؟ وكيف يمكن لها أن تتطور؟
? رغم أن تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين يعود إلى عام 1980 فقد تمكنت كوريا والإمارات من تحقيق تقديم واضح وغير مسبوق في تعزيز علاقاتهما الثنائية في فترة قصيرة نسبياً، حيث تعد الإمارات حالياً ثاني أكبر شريك تجاري لكوريا في منطقة الشرق الأوسط وهي دولة رئيسية في مجال التعاون في قطاع الطاقة، إلى جانب كونها ثاني أكبر مزود بالنفط بالنسبة إلى كوريا إضافة إلى ذلك تساهم الأعداد المتزايدة للشركات والأفراد الكوريين المتواجدة في الإمارات في تشجيع العلاقات الكورية - الإماراتية والتنمية الاقتصادية في الإمارات.
وتحقق العلاقات الكورية - الإماراتية تقدماً أساسياً بفضل قوة الاتفاقية المتعلقة ببناء محطات توليد الطاقة النووية، وتأسيس شراكة استرايتجية بين البلدين والتي تم توقيعها في ديسمبر 2009 وللتوسع خارج نطاق التعاون في المجالات التقليدية مثل الاقتصاد والتجارة، فإن نطاق العلاقات الثنائية يمتد الآن ليشمل جميع المجالات تقريباً بما في ذلك مجالات التبادل الثقافي والاجتماعي والأمن.
وجاء إطلاق طيران الاتحاد لخدماتها إلى كوريا الجنوبية في ديسمبر الماضي من خلال رحلاتها من أبوظبي إلى مطار إنشيون في سيؤول، ليعطي دفعاً جديداً لتبادل المصادر والمواد والأفراد كما يعد تواجد وحدة القوات الخاصة الكورية في منطقة العين رمزاً لتطور هذه الشراكة الاستراتيجية.
والأمر المشجع أكثر هو حقيقة أن هناك إمكانية هائلة لتعزيز وتعميق العلاقات بين البلدين أكثر، فهناك عدد لا حصر له من المجالات التي يمكن أن نحقق فيها المصلحة المشتركة للبلدين من خلال تحفيز كل بلد للقطاعات التي يفتقر إليها في البلد الآخر والعمل على تشجيع المزايا التنافسية.
جائزة الشيخ زايد
? لقد تم اختيار فخامتكم من بين الفائزين بجائزة الشيخ زايد الدولية للبيئة هذا العام عن فئة القيادة العالمية المتميزة، وذلك تقديراً لمبادراتكم في السعي لتحقيق النمو الأخضر الذي يشجع على تحقيق التنمية الاقتصادية مع المحافظة على البيئة، بماذا تعلقون على هذا التكريم وعلى سياسة النمو الأخضر التي تنتهجها كوريا؟
? أنا مسرور حقاً لحصولي على جائزة زايد الدولية للبيئة، وهي جائزة معروفة على مستوى العالم، ويشرفني أن تكون هذه الجائزة تجسيداً لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان المتعلقة بالبيئة، فقد كان الشيخ زايد رائداً استطاع أن يحول الإمارات من بلد صحراوي إلى بلد أخضر صديق للبيئة، فقبل تأسيس الإمارات بفترة طويلة أرسى الشيخ زايد الأسس لبناء دولة الإمارات من خلال شق القنوات المائية في مدن الصحراء العطشى وزراعة الأشجار، أعتقد أن كوني أول زعيم عالمي يحصل على هذه الجائزة لمساهماته في التنمية الخضراء العالمية يعكس روح الريادة التي تتميز بها الجائزة.
إن النمو الأخضر هو نموذج نمو يتطلع نحو المستقبل ويتيح العيش المستدام من خلال السعي لتحقيق النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة في آن واحد، وقد بات هذا النموذج حالياً يجسد رؤية عالمية إذ تدعو إليه منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والأمم المتحدة ومجموعة العشرين..
في العام 2009 أصبحت كوريا أول دولة في العالم تشرع إطاراً قانونياً لخفض نسبة الكربون والنمو الأخضر، إننا نستثمر سنوياً أكثر من 2 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي في قطاعات النمو الأخضر.. ونسعى لتطوير الطاقات النظيفة مثل الطاقة النووية.
إضافة إلى ذلك تبذل كوريا الجهود لتبني السيارات الكهربائية والشبكة الذكية كمحركين جديدين للنمو وكجزء من مساعينا للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تمثل أحد مسببات الاحتباس الحراري، وتجري كوريا استعداداتها لاستخدام نظام التجارة بالانبعاثات الكربونية.
ونظراً لحقيقة أن الماء يشكل عنصراً أساسياً للحياة تبذل كوريا الكثير من الجهود لتوفير مصادر مياه نظيفة وكافية من خلال مشروع إحياء الأنهار الأربعة.
وفي الوقت نفسه تسعى كوريا إلى المساهمة في نشر مفهوم النمو الأخضر الذي نعتبره عماداً أساسياً للتنمية المستقبلية في الدول النامية.
وفي العام 2008 أطلقت الحكومة الكورية مبادرة الشراكة المناخية الشرق ـ آسيوية وفي يونيو العام الماضي تم إطلاق المعهد العالمي للنمو الأخضر في كوريا، بهدف تأسيس استراتيجيات نمو أخضر والمساعدة في تنفيذ عدة مشاريع للنمو الأخضر في الدول النامية بشكل منهجي ومدروس.. وتشارك الإمارات أيضاً في المعهد العالمي للنمو الأخضر ونأمل أن يساهم ذلك في تعزيز التعاون بين البلدين على صعيد الجهود المتعلقة بتشجيع النمو الأخضر في العالم.
التعاون النووي السلمي
? تعد الاتفاقية الإماراتية- الكورية المتعلقة بتطوير الطاقة النووية السلمية جانباً أساسياً من جوانب التعاون بين البلدين، ما هو تقييم فخامتكم لهذه الاتفاقية؟
? في هذا العصر الذي يشهد تغيراً مناخياً تعد الطاقة النووية مصدر الطاقة المهم الذي سيلعب دوراً حيوياً في حقبة ما بعد الوقود الأحفوري، إن القيمة الحقيقية للطاقة النووية تكمن في استخدامها السلمي.
وأطلقت كوريا أولى محطات الطاقة النووية في أبريل من عام 1978 وأصبحت منذ ذاك الوقت رائدة في مجال الاستخدام السلمي لهذه الطاقة.
وقد ساهمت هذه الخبرة في تركيب وتشغيل محطات الطاقة النووية بنجاح منذ أكثر من 30 عاماً، إلى جانب التقنية الكورية الفريدة في التصميم والإنشاء في وضع الطراز الكوري من مولدات الطاقة النووية في قمة السلم في السوق العالمية.
وفي ظل تعاون البلدين معاً لمشاركة التقنيات والخبرات والموارد البشرية في قطاع الطاقة النووية أتوقع تواصل اتساع آفاق التعاون الثنائي، إلى مجالات أخرى بما في ذلك مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وتقنيات المعلومات والاتصالات والقطاع المالي.
معرض إكسبو
? ستشارك دولة الإمارات في معرض إكسبو الذي سيقام في كوريا في عام 2012، كيف ستساهم هذه المشاركة في تقديم ثقافة الإمارات وتراثها إلى الشعب الكوري؟
? ستستضيف جمهورية كوريا معرض إكسبو خلال الفترة الممتدة بين 12 مايو و12 أغسطس 2012 في مدينة يوسو الجميلة الواقعة على الساحل الجنوبي، وتركز فكرة المعرض على “المحيطات والشواطئ البحرية الحية” ويتوقع أن يستقطب هذا المعرض العالمي 8 ملايين زائر من 100 دولة.
وإدراكاً للحاجة الملحة للحفاظ على البيئة سيعالج معرض إكسبو يوسو العديد من القضايا التي تهدد البشرية، مثل تلوث مياه البحار وتدمير الأنظمة البيئية البحرية وارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات.. وأعتقد أن معرض يوسو سيكون حدثاً تاريخياً يسلط الضوء على مثل هذه المخاوف ويطرح رؤىً جديدة لما يسمى بالتنمية المستدامة.
إن الشعب الكوري يعرف الكثير عن الإمارات، وذلك من خلال العلاقات الثنائية الوطيدة في مجال الطاقة النووية وغيرها من المجالات الصناعية الأخرى، وآمل أن تتمكن الإمارات من خلال مشاركتها في معرض إكسبو من نشر إرثها الثقافي الغني والمساعي التي تبذلها لتطوير المصادر البحرية والحفاظ عليها، فهذا سيمثل فرصة مهمة لتعزيز معرفة الزوار من كوريا ودول العالم الأخرى بالإمارات.
رئيس كوريا الجنوبية يصل إلى البلاد
أبوظبي (وام)- وصل إلى البلاد أمس الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك، في زيارة رسمية للدولة تستغرق ثلاثة أيام يجري خلالها محادثات مع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، تتركز حول سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.
كما يلتقي الرئيس الكوري الجنوبي، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعدداً من كبار المسؤولين في الدولة.
وكان في استقبال الرئيس الكوري الجنوبي، معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية، والفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة، وعدد من المسؤولين بالدولة، والسفير عبدالله محمد عبدالواحد المعينة سفير الدولة لدى الجمهورية الكورية الجنوبية، والدكتور كوون تاه كيون سفير جمهورية كوريا الجنوبية لدى الدولة.
ويرافق الرئيس الكوري الجنوبي وفد رسمي رفيع المستوى يضم معالي كيم سونغ هوان وزير الخارجية والتجارة، ومعالي جوي جونغ كيونغ وزير الاقتصاد، ومعالي شين سو هي وزير الصحة والرعاية، ورئيس المجلس الأعلى لرؤية المستقبل كواك سونج- جوان، وكوون تاه كيون سفير الجمهورية الكورية لدى الدولة.
وترافق الرئيس الكوري بعثة شرف برئاسة معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية.
وتعد هذه الزيارة الرسمية الثانية للرئيس الكوري الجنوبي إلى الدولة، حيث شهدت زيارته الأولى في ديسمبر 2009 توقيع سلسلة من اتفاقيات التعاون بين الإمارات وكوريا الجنوبية.
المصدر: أبوظبي