أحمد السعداوي (أبوظبي)

رسمت أيادي فتيات الإمارات آفاقاً من الإبداع والنجاح عبر حضورهن اللافت في مسابقة مهارات الإمارات في دورتها الحادية عشرة التي أقيمت الأسبوع الماضي في أبوظبي، من خلال مشاركتهن في عدد واسع من المسابقات، بما يعكس المكانة المتميزة التي بلغتها فتيات الإمارات وسعيهن إلى تحقيق النجاح في كافة المجالات الصناعية والابتكارية المتضمنة في المسابقة.

الصناعة والاقتصاد
وتقول عائشة وليد النقبي، من مدرسة أم عمار للتعليم الثانوي في مدينة خورفكان، إنها شاركت في المسابقة في مجال التوصيلات الكهربائية، وعبر المشاركة صممت دائرة كهربائية مكونة من «سنسر» و«جرس» و«أضواء» و«مروحة»، إضافة إلى زر احتياطي خاص بفصل الطاقة عن الدائرة في حالة الطوارئ.
وأوضحت أنها تخطط مستقبلاً للالتحاق بالجامعة لدراسة الهندسة الكهربائية أو صيانة الطائرات، كون هذين المجالين لهما قيمتهما الكبرى في عالم الصناعة والاقتصاد، ومن الطبيعي أن تسهم بنات الإمارات في هذه المجالات بقوة لاستكمال الدور الذي قامت به الأجيال السابقة في تحقيق هذه النهضة الكبيرة التي تشهدها الإمارات، للوصول بالبلاد دوماً إلى الرقم واحد في جميع المجالات عبر المثابرة وطلب العلوم العصرية، ومواكبة أحدث التطورات التكنولوجية في كافة المجالات، وهو ما نتدرب عليه ونتعلمه باستمرار داخل مدارسنا وجامعاتنا.
«الخراطة بمؤازرة الحاسب الآلي»، واحدة من المسابقات المهمة التي شاركت فيها مريم سعيد الكتبي، الطالبة بمعهد التكنولوجيا التطبيقية في الشارقة، وتتم هذه العملية عبر إدخال أكواد معينة إلى جهاز الحاسب الآلي، ويتولى كل كود مهمة إصدار عدة أوامر لتصميمات مختلفة بحسب رؤية المهندس أو طالب التصميم.
ولفتت إلى أن المسابقة شاركت فيها 6 طالبات، وتنقسم إلى قسمين، تصميم البرامج والعمل اليدوي، وكل قسم منهما ينمي جانبا مهاريا لدى المشاركين، خاصة أن عملية الخراطة بمؤازرة الحاسب الآلي، بالغة الأهمية في الصناعات الخفيفة والثقيلة على حد سواء، ولا يكاد يخلو مصنع تقريبا من آلات خراطة معتمدة على الكمبيوتر في عملها، لما تعطيه من دقة وسرعة في العمل.
وتؤكد أن تصدي الفتيات لهذه المهام، يأتي في إطار اهتمام بنات الإمارات في إثبات ذواتهن في كافة المجالات، واكتساب خبرات جديدة في مجال الصناعة، خاصة في ظل الدعم الكبير الذي نجده من كافة مسؤولي الدولة وتوفير كل سبل التشجيع والتدريب ومن ذلك مسابقة مهارات الإمارات التي تمنحنا جميعا فرصة كبيرة لتبادل الخبرات مع الآخرين، وكذا إمكانية التأهل لمسابقات عالمية مثل مسابقة مهارات العالم التي سبق وأن نظمتها دولتنا الحبيبة.

الطاقة المتجددة
حصة محمد الشحي، الطالبة في كلية التقنيات العليا بأبوظبي، شاركت في مسابقة الطاقة المتجددة، وتخطط للعمل مستقبلاً في مجال الهندسة الكهربية، خاصة في مجال الطاقة المتجددة نظراً لأن العالم في العصر الحديث أخد يتوجه لهذا النوع من الطاقة الذي يوفر موارد كوكب الأرض ويقلل التلوث إلى حد كبير، فضلاً عن أنه مورد لا ينضب، وهذا بحد ذاته أكبر دافع لأن يخوض الكثيرون تجربة التعلم والعمل بهذه التقنيات الحديثة التي تفيد مجتمعهم بشكل كبير.
زميلتها مهرة عمر عبد الله، التي تدرس الهندسة الكهربية، وتأمل أن تكون خبيرة في مجال الطاقة المتجددة، خاصة في ظل اهتمام دولتنا الحبيبة بهذا المجال، والتخطيط لمرحلة ما بعد النفط، والاقتصار فقط على الطاقة المتجددة لما فيها من فوائد عديدة لا توفرها مصادر الطاقة التقليدية التي يستعملها العالم في عصرنا الحالي.
وبينت أنه من الطبيعي أن طالبات الهندسة الآن يتوجهن للتفكير في الطاقة المتجددة، حتى يكن مستعدات للطفرة المقبلة في هذا المجال.
خلود عثمان، طالبة ثانوية التكنولوجية التطبيقية، والمشاركة في مسابقة تصميم مواقع الإنترنت، أكدت سعادتها بالمشاركة في هذه المسابقة المهمة على مستوى الدولة، التي مكنتها من زيادة خبرتها ومهارتها في حقل تصميم المواقع، من خلال فترة الإعداد والتأهيل التي سبقت المشاركة، فضلاً عن التقائها بعدد كبير من الخبراء وأصحاب المواهب والإبداعات على مدى أيام المسابقة، ما يجعل منها تجربة مفيدة جدا في بداية حياتها وتتمنى تكرارها مستقبلاً، خاصة وان مجال تصميم المواقع على الإنترنت، يعتبر قاسما مشتركا لمعظم الشركات والمؤسسات المحلية والعالمية، وبالتالي فإن إتقانه يكسبنا القدرة على العطاء لوطننا والمساهمة في قطاعات الأعمال والصناعة المختلفة.

العنصر النسائي
ويقول عبد الرحمن المرزوقي، رئيس الخبراء في فئة حلول برمجيات تقنية المعلومات للشركات في مسابقة مهارات الإمارات للدورة 11 لعام 2019، إن المسابقة ضمت 7 أفراد منهم 5 فتيات وطالبان، ما يعكس الحضور اللافت للعنصر النسائي في الدورة الحالية للمسابقة، بدافع الرغبة في خوض تجربة استثنائية توفرها المسابقة واكتشاف قدرات واعدة يتمتعن بها، وبالتالي العمل على تنميتها مستقبلا حتى يفيدوا منها المجتمع ويستفدن منها في حياتهن الشخصية.
وذكر أنه من الملاحظ التشجيع الكبير من قبل المدارس للفتيات والعمل على تدريبهن وتأهيلهن بشكل كاف قبل خوض المسابقة، وهو ما بدا على مستوياتهن المرتفعة وهن يؤدين المهام التي كُلفن بها، كما يعكس التوجه العام للدولة بتشجيع الأجيال الجديدة على التعلم والترقي في كافة العلوم والمعارف.
وبين، أنه دائم المشاركة في المسابقة منذ العام 2010 حين تقدم لها كمتسابق لعدة دورات فيها ثم انتقاله لمشاركات عالمية، وللعمل محكماً في المسابقة، والآن رئيسا لخبراء في مهارات الإمارات، ما يمنح الأمل لكل صاحب موهبة بأن الالتحاق بالمسابقة يفتح آفاقا واسعة للنجاح في الحياة العملية بحيث يمارس الفرد ما يتناسب مع ميوله وقدراته في أية مسابقة مهمة مثل مهارات الإمارات التي تلقى العناية والاهتمام من قبل الجميع.

8 متسابقين
محمد إبراهيم، خبير ومسؤول عن مسابقة «التصميم الهندسي»، ذكر أن 8 متسابقين من الجنسين تابعين لمدارس فنية وجامعات مختلفة داخل الدولة شاركوا في المنافسات، جرى اختيارهم اعتمادا على الكفاءة في التعامل مع برامج التصميم الهندسي ثلاثي الأبعاد، ووفق طبيعة المسابقة تكون هناك مهمة يومية مختلفة لكل متسابق وبعد ذلك يتم التقييم واختيار من يتأهل من بينهم للمشاركة في مسابقة مهارات العالم، حيث يتم اختيار أصحاب المراكز الثلاثة الأولى، ويخضعون لبرامج تدريبية وتأهيلية أكثر تركيزا، وبالتالي تكون فرصة جيدة لهم لاكتساب مهارات وخبرات جديدة تساعدهم على التنافس على مستوى العالم، فضلاً عن مساعدة البعض ليختار تخصصه الجامعي وفق ميوله والمجال الذي يحقق فيه نجاحا وتميزا، بما يؤدي في النهاية لتكوين كادر فني على أرقى مستوى يكون نواة للعمل في القطاعين الخاص والحكومي، حيث يكونوا مؤهلين في عمل التصميم في كافة الشركات والمصانع.

مشاركات متنوعة
محمد أحمد القاضي، من زوار مسابقة مهارات الإمارات، أشاد بالتواجد الكبير للعنصر النسائي، حيث فوجئ بمشاركتهن في أعمال متنوعة مثل مسابقة صناعة السيارات، وكذلك قسم التعدين، فقد انخرطت كثيرات منهن بجد واهتمام بهذه المسابقة المفيدة، فضلاً عن مسابقات الطائرات من دون طيار التي صارت عنصرا رئيسا في أنواع عديدة من الأعمال والصناعات ما يبين مدى حرص بنات الإمارات على مواكبة تغيرات العصر في المجال الصناعي والاقتصادي، وبالفعل كانت البنات على قدر المسؤولية ويدركن جيداً قيمة العلم والتعلم، وهذا ليس بغريب على بنات الإمارات شريكات الرجال في تحقيق نهضة الإمارات.
سليمان البلوشي، محكم وخبير في مسابقة تصميم المواقع، أوضح أن هناك مشاركين في المسابقة، يعملون خلالها على تنفيذ المشروع الموكل إليهم خلال فترة المسابقة الممتدة 3 أيام، نعرف خلالها مهاراتهم في تصميم المواقع، وكيف نقدر على أن نساعدهم لتطوير هذه المواهب، حيث يتم دعمهم عبر تأهيلهم للمشاركة في مسابقات أخرى على مستوى آسيا والوطن العربي والعالم، وهذا يكون بالتدريب والتأهيل المستمر بمساعدة خبراء ومتخصصين على أرقى مستوى وبأحدث تقنيات التدريب العالمية.