إنه الصيف بشمسه وبحره، ومع أشهر الإجازة المدرسية قد لا يجد الأهل مفراً من ملل أطفالهم إلا بقضاء الأيام على الشاطئ أو بالتنقل من مسبح الى آخر· ومع أنه ليس أمتع من السباحة في يوم صيفي يطفئ فيه الصغار حرهم برذاذ المياه، الا أن المرح حول الأحواض وفوق الموج، لن يكون آمنا إلا إذا كانت المراقبة مؤمنة وشروط السلامة متوفرة· رئيس قسم العلاقات العامة والتوجيه المعنوي في الدفاع المدني بأبوظبي النقيب ياسر القطيري يتحدث عن الخطورة المحدقة بالأطفال في فصل الصيف حيث يقضون معظم أوقاتهم في السباحة، مشيرا الى أن الكثير من البلاغات تأتيهم عن حالات غرق أو اختناق بسبب اهمال الأهالي لأبنائهم حول أحواض السباحة أو تركهم يبتعدون عن ناظرهم على الشاطئ، الأمر الذي يؤدي الى تعرض الصغار لمخاطر قد لا يكون من السهل تداركها حتى مع وجود منقذ لأن دور الآباء أساسي هنا ويجب عدم التغاضي عنه ولو لحظة واحدة· ويذكر القطيري أن دور الدفاع المدني في حالات الطوارئ هذه يتلخص بنقل الحالات الخطيرة الى المستشفى تماما كما يفعل رجال الإسعاف، هذا إذا تعذر على منقذ السباحة انعاش الحالة تماما· وهنا يكون الطفل على وشك الاختناق أو حتى الوفاة، لذلك نطلب من الجميع على أبواب موسم السباحة ألا يستهينوا بالأمر وأن يتبعوا التعليمات والارشادات المتعارف عليها كي لا يقعوا في المحظور ويفقدوا فلذات أكبادهم بسبب الإهمال· ويوضح القطيري أن أهم ما يجب توخيه داخل أحواض السباحة، هو عدم السماح نهائيا للأطفال بالتوغل الى المناطق الخاصة بالكبار حتى وان كان برفقتهم أحد من أفراد العائلة البالغين· كما ينبه على ضرورة تعليم الصغار أصول السباحة قبل السماح لهم بالارتطام بالأمواج والنزول الى مياه الشاطئ، وهنا الخطورة الكبرى التي لا يمكن أن تحمد عقباها في حال تعذر على الطفل أن يعوم جيدا· ويشدد على ضرورة الوثوق بمنقذي السباحة واحترام تعليماتهم، لأنهم متوفرون لحماية كافة السابحين، لاسيما الأطفال، وهم أشخاص مدربون جيدا إما من قبل الدفاع المدني وإما من قبل جهات متخصصة أخرى· شهادة صحية من جهتها تؤكد ثريا صقال منقذة السباحة والمدربة في نادي السيدات بأبوظبي، على أهمية تعليم الطفل السباحة منذ أشهر ولادته الأولى حيث يكون من السهل عليه التأقلم في المحيط المائي· وفي حال فات الأهل هذا الأمر، يبقى لديهم متسع من الوقت ليشجعوا أبناءهم بمختلف أعمارهم على تعلم السباحة التي تقيهم من مخاطر الغرق أو الاختناق· وتورد أنه من الضروري جدا الالتزام بسلسة أمور درءا لأي خطر قد يتعرض له الصغار أثناء السباحة ومنها: أن يطلب القائمون على نوادي السباحة شهادة صحية لكل طفل عضو فيها، تفيد أنه لا يعاني من أي صرع أو مرض في الدماغ، حرصا على سلامته وسلامة الآخرين من الأطفال داخل الحوض· أن تكون فواشات الأمان للأطفال تماما على مقاسهم، لأنها اذا كانت كبيرة قد تسقط منهم داخل الماء وتعرضهم للغرق· عدم التهاون نهائيا بالحركات البهلوانية التي يقوم بها الأطفال فوق الحوض استعدادا للقفز، فهي تعرضهم لخطر الارتطام بقاع الحوض، كما تعرض سواهم من السابحين للخطر عينه· التنبه الى خطورة تناول الصغار للأطعمة قبيل نزولهم الى الماء أو أثناء السباحة لأن بقايا الطعام في الفم مع ابتلاع ولو القليل من المياه قد يؤدي الى الاختناق· التأكد جيدا من قدرة الطفل على السباحة منفردا قبل تركه يسبح في المناطق العميقة لأن معرفته لأصول السباحة تقيه من الغرق· خطوط حمراء وبالانتقال الى شروط السلامة التي توفرها نوادي السباحة المنتشرة في الدولة، فإنها تصب جميعها في خانة واحدة وتمنع عدة أمور منها: عدم السماح بالنزول الى الحوض الا بالملابس الخاصة بالسباحة· منع الأطفال من السباحة في غير المناطق المخصصة لهم· اتباع إرشادات منقذ السباحة والتقيد بصافرته· الامتناع عن السباحة في الأماكن التي يغيب عنها رجال الإنقاذ· وبحسب موريتز كلاين المدير العام لفندق الشاطئ روتانا، فانه وبناء على شروط النادي الصحي: ''يمنع على الأطفال ما دون عمر العشر سنوات النزول الى حوض السباحة بغير العوامات، وكذلك الأمر بالنسبة للأطفال قصيري القامة حتى وان تجاوزوا العمر المحدد، وذلك حرصا على سلامتهم''· ويذكر أن القائمين على منطقة الشاطئ يحظرون على الأطفال السباحة من دون مرافقة أهاليهم، معتبرا أن أي تعليمات في هذا الخصوص لا بد من احترامها ''لأنها تصب أولا وأخيرا في خدمة السلامة العامة''· ويذكر شريف عزت مدير النادي الصحي في فندق ميلينيوم أبوظبي حيث تقام سنويا في أشهر الصيف دورات ترفيهية للأطفال، أنه من المهم جدا الحرص على أن تكون مياه الحوض معتدلة قبل نزول الأطفال اليها كي لا يشعروا بالبرد وينزعجوا من السباحة· وأن يضاف الكلور الى الحوض بنسبة قليلة بهدف التعقيم لأن الأطفال يتبولون بمجرد نزولهم الى الماء· وينصح الأطفال بوضع النظارات المائية منعا من تعرض أعينهم للاحمرار· نصائح صيفية من الخطورة أن يسبح الأطفال أثناء الظهيرة حيث حرارة الشمس قوية ومباشرة، لأنها تتسبب في سرطان الجلد· يجب ألا تزيد نسبة الكلور في الماء عن 5 الى 7 جرامات في الألف ليتر· لا بد أن تتغير مياه الحوض بشكل مستمر على مدار اليوم· الطفل المصاب بالجدري أو بمرض اللؤلئي، يجب ألا ينزل الى حوض السباحة كي لا ينشر العدوى للآخرين لأن الفطريات تنتقل بواسطة الماء· من الأفضل ألا يتعرض الأطفال المصابون بالأكزيما أو أي من حساسية الجلد الى الشمس والكلور كي لا تتفاقم مشكلتهم· من الضروري دهن جسم الطفل بكريم مضاد للماء والكلور والشمس (عياره بين 15 و30 %)، حتى وان كان الحوض مظللا·