تربويون: «السينوغرافيا» تساهم في نشر الوعي المسرحي بمدارس الشارقة
ضمن خطة مجموعة مسارح الشارقة في نشر الوعي المسرحي في المدارس وخلق جمهور مسرحي جديد يؤسس لقاعدة مستقبلية واسعة من متذوقي هذا الفن الإنساني والإبداعي العريق، أقامت المجموعة يوم الثلاثاء الماضي ولمدة ثلاثة أيام متواصلة دورة تخصصية حملت عنوان “السينوغرافيا في المسرح المدرسي” حاضر فيها المخرج محمد العامري الحائز على عدة جوائز مهمة في حقل السينوغرافيا، وشارك بها عدد من المدرسين والمشرفين على النشاط الفني بمدارس الشارقة.
وتأتي الدورة استكمالا لدورات وندوات سابقة حول تخصصات مسرحية مختلفة مثل التأليف والإخراج وفنون الأداء على الخشبة وغيرها من التفريعات التي تذهب في النهاية نحو هدف واحد وهو صياغة عمل مسرحي متكامل تشارك به مدارس الشارقة في الدورة الأولى من مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي المزمع إقامته في الإمارة خلال شهر مارس القادم.
الاتحاد التقت في ختام دورة “السينوغرافيا” بالمخرج محمد العامري وبعدد من المشاركين في الدورة للتعرف على حيثيات وتفاصيل المناخ المسرحي التفاعلي الذي تشكل وسط فعل الإرسال والاستقبال بين المحاضر وبين التربويين الذين يترقبون وبحماسة بالغة ترجمة المفاهيم النظرية التي تلقوها من خلال هذه الدورات المتعاقبة، إلى فعل ملموس على خشبة مهرجان المسرح المدرسي القادم.
بداية أثنى العامري الذي قدم أعمالا لافتة للساحة المسرحية المحلية على هذه الخطوة التي اتخذتها مجموعة مسارح الشارقة ومديرها العام محمد حمدان بن جرش، بالتعاون مع وزارة التربية ومنطقة الشارقة التعليمية ومكتب الشارقة التعليمي من أجل إعادة الروح إلى فن المسرح والفنون الأخرى في المناهج الدراسية، وقال العامري إن توجيهات الأب الروحي للمسرحيين الإماراتيين صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة كان لها الدور الكبير في إعادة الأمل بتكوين جيل مسرحي جديد ومبشر في الإمارات، ولخلق حالة من الاستمرارية المشمولة بالسوية الفنية والنضج والابتكار والبحث عن منافذ وبدائل وحلول إدارية وفنية كي يظل المسرح في الإمارات متوهجا ومتألقا على الدوام.
وعن الأهداف والمضامين التي سعت الدورة إلى إيصالها للتربويين المشاركين بها أشار العامري إلى أنه أكد للمحاضرين على أهمية مصطلح السينوغرافيا كعنصر مساهم وبشكل كبير في نجاح أي عرض مسرحي، خصوصا وأنه عنصر يحمل في ثناياه تفاصيل ومكونات عديدة مثل الأزياء والديكور والإضاءة والصوت وحركة الجسد بحمولاته الأدائية ومواقع الممثلين على الخشبة، وأكد العامري أن هذه التفاصيل في المسرح المدرسي ستتحول إلى شريك أساسي لتوصيل فكرة العمل، وفي جذب انتباه الطفل أو التلميذ إلى الخشبة لأن الطفل بطبيعته يلتفت ويهتم بالمكونات البصرية والسمعية المبهرة التي تخدم النص المكتوب ولا تكون زائدة في ذات الوقت على حاجة المحتوي المبثوث في فضاء وعمق وجوانب الخشبة.
وأوضح العامري بأن الدورة رغم أنها كانت مكثفة إلا أنه حاول أن يقدم فيها خلاصة خبرته التي استقاها من أعماله التي قدمها للمسرح في أيام الشارقة المسرحية وفي المشاركات الخليجية والعربية المختلفة، ونوه العامري بأن الدورة اشتملت على الجانبين النظري والتطبيقي لكسر الملل ولخلق حالة من التنويع المشهدي الذي تصنعه مكونات السينوغرافيا على الخشبة، مع الأخذ في الاعتبار خصوصية المسرح المدرسي التي تختلف عن مسرح الكبار أو مسرح المحترفين خصوصا فيما يتعلق بالنص وبانعكاسات هذا النص شكلا وأداء عند تحويله إلى عرض متكامل ومكتنز.
وأشار العامري أن الشغل على السينوغرافيا في أفق المعالجات المسرحية الحديثة تتماهى وتتداخل بشكل كبير مع الشغل الإخراجي، وهذا التداخل ــ كما قال ــ استفاد منه كثيرا المشتغلين بالمسرح المدرسي، لأن المشرفين والتربويين الذين شاركوا في الدورة أبدوا تجاوبا واضحا مع الشروحات التي قدمت حول السينوغرافيا لأنها شروحات وتوضيحات لامست وبقرب طبيعة عملهم أثناء التواصل مع النص وأثناء تحويله إلى نص مرئي ومتحرك أمام الطلبة.
من جهتها أشادت المعلمة ماجدة محمود بجهود الفنان محمد العامري في دورة السينوغرافيا، وقالت إن استفادتها كانت كبيرة خصوصا فيما يتعلق بتنسيق فضاء الخشبة والتوازن بين متطلبات النص ومتطلبات الإخراج، كما أشادت بجهود مجموعة مسارح الشارقة في نشر الوعي الثقافي بأهمية المسرح المدرسي، وبقدرة هذا المسرح بالذات على توصيل معان إنسانية وتذوقية عالية في نسيج المجتمع ووسط قطاعاته المختلفة.
بدورها قالت المعلمة مريم عبدالله إنها تشكر صاحب السمو حاكم الشارقة الذي يولي المسرح المدرسي اهتماما كبيرا لأنه يشكل مستقبل المسرح في الإمارات، وأوضحت بأن دورة السينوغرافيا أفصحت عن مدى القدرات الإبداعية التي يملكها المسرحيون في الإمارات ومنهم الفنان محمد العامري الذي استطاع ــ كما أشارت ــ إلى إيصال مفهوم السينوغرافيا وأساليب تطبيقه عمليا بشكل سلس ومرن وفيه قدر كبير من الوعي والخبرة التي استفاد منها بلا شك كل المشاركين في الدورة من معلمين ومشرفين وتربويين متحمسين لهذا الجانب الثقافي والإبداعي المهم والحيوي.
المصدر: الشارقة