عوائق التكيف
يقع البعض من الناس في مشكلة عدم التأقلم والتكيف مع الآخرين أو مع كثير من الأمور أو الأوضاع التي يعيشون فيها، فمنهم من يرغب في تحقيق ذاته وتطوير نفسه وإنجاز أهدافه، ولكنه يعاني من وجود صعوبة في التكيف تحول بينه وبين ذلك. فللتكيف صعوبات ومشاكل كثيرة تعيق الإنسان من الناحية النفسية والاجتماعية والتربوية وغيرها، وهنا أود أن ألفت انتباهك عزيزي القارئ إلى بعض العوائق المسببة لعدم التكيف كما يذكرها علماء النفس وهي أولا: تدني مفهوم الذات: كما هي طبيعة النفس البشرية، تأتي لحظات على البعض صغاراً كانوا أم كباراً، رجالاً أم نساءً يشعرون فيها بالإحساس السلبي تجاه الذات، وألا قيمة لهم، فتصبح نظرتهم للأمور سوداوية تشاؤمية، ويصيبهم اليأس والإحباط والاستسلام وقبول الواقع دون محاولة للتغيير ولو بالشيء اليسير، وهذا قد يقودهم للتقوقع على الذات. ويصاحب هذه المشاعر ضعف الثقة بالنفس، عدم القدرة على الإنجاز ضعف في الطموح، وعدم الرغبة في تحقيق شيء وغيرها. ثانياً: العدوان: يعد العدوان أحد الميول التي يتصف بها كثير من الأطفال الأسوياء والمضطربين. وهناك أشكال متباينة للعدوانية منها المقبول كالدفاع عن النفس والحقوق، ومنها غير المقبول ويعتبر سلوكاً مرفوضاً هداماً في كثير من الأحيان. ثالثاً: النشاط الزائد: هو من الظواهر السلوكية المنتشرة لدى الأطفال، عبارة عن مجموعة حركات عشوائية، لا توصف بالمرض، ولكنها مجموعة أعراض تحدث متزامنة نتيجة أسباب مختلفة. من أعراضها قصور في الانتباه، صعوبة في النوم، صعوبة في التعلم، صعوبة في الجلوس، صعوبة في الاستجابة للنظام والتعليمات، والإتيان ببعض الحركات العشوائية كالضرب في الهواء. ويظهر النشاط الزائد في الصف على شكل التحدث مع الزملاء دون استئذان، والخروج من المقعد وإلقاء الأشياء على الأرض والإزعاج وغيرها. رابعاً: الانسحاب: وهو الهروب من الواقع بسبب إدراك الفرد للصعوبات التي يعاني منها، وهو نوع من الخوف يجعل الفرد يميل للعزلة والابتعاد عن الآخرين الانطوائية، والخجل، والعزلة وغيرها. وهذه تجعل الفرد غير قادر على التفاعل والتواصل الاجتماعي وحرمانه من فرص التطور والتقدم وتحقيق النجاحات. عزيزي القارئ مهما كان لديك من العوائق فستبقى أنت الشخص الوحيد القادر على مساعدة نفسه وإحداث عملية التكيف مع الأوضاع من حوله، فقط اشعر بذلك وتأمل بكيانك لتدرك حقيقتك التي ربما لم ترها منذ زمن، فعلماء النفس يقولون: «الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي ينعم بنعمة الشعور بالذات. وشعور الإنسان بذاته يعد مصدر مؤهلاته: شعور يتضمن قدرته على التمييز بين (أنا) وبين العالم الخارجي». تعرف واحتك وتعلم وتأقلم ولا تنتظر من يأتي ليخرجك من صومعتك التي تلجأ إليها من وقت لآخر لتهرب وتختفي عن أنظار الناس برفضك واقعك، فالنفس السليمة لا تقبل ذلك، ولذا اسع ألا تكن كمن لا يمنح نفسه فرصة مساعدة ذاته، وركز على قدرتك وتقدم واستعن بالله من الشيطان الرجيم.
د.عبداللطيف العزعزي
dralazazi@yahoo.com