يوسف العربي (دبي)

لعبت التكنولوجيا دوراً رئيساً على مدار العقود الماضية في مساعدة الحكومات والشركات والأفراد على تحسين الخدمات وتعظيم المكاسب والارتقاء بجودة الحياة.
وتأتي أنظمة تحليل البيانات الكبيرة اليوم لتحرك قطار تكنولوجيا المعلومات في المؤسسات والشركات من محطة تحسين كفاءة التشغيل إلى مرحلة التنبؤ واستشراف المستقبل.
وتتصدر الإمارات دول الشرق الأوسط في تبني حلول الأعمال الذكية، وعلوم تحليل البيانات، وفق شركة «ألتيريكس».
وتوقعت مؤسسة «أي دي سي» لأبحاث قطاع التكنولوجيا أن يبلغ الإنفاق على برمجيات تحليل البيانات في الدولة نحو 155 مليون درهم (42.24 مليون دولار) خلال العام الجاري.
ويقول عبود غانم، نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لشركة «ألتيريكس» لـ«الاتحاد»، إن الكثير من المؤسسات والشركات لا تزال ترى في التكنولوجيا أداة لتحسين الخدمات، وتسريع إنجاز المعاملات، من دون أن تدرك قدرات التحليل الآلي للبيانات على التنبؤ واستشراف المستقبل.
وأوضح أن التحليل الآلي للبيانات يرتكز على استكشاف القيمة المضافة من البيانات المتراكمة بما يسهم في تكوين صورة واضحة عن المستقبل ويستخدم في ذلك طيفاً واسعاً من البرمجيات المعقدة.
وبين أنه من الناحية التقنية فإن أي مؤسسة أو شركة تتراكم لديها البيانات والمعلومات المتصلة بنشاطها، ويتضاعف حجمها على مدار السنين، بدون أن تتم الاستفادة منها، لتأتي أنظمة وبرمجيات التحليل الآلي للبيانات الكبيرة لتتصدى للاستفادة من هذه البيانات المتراكمة لخلق قيمة مضافة منها، تتمثل في تحديد أنماط التشغيل الأمثل والأكثر فعالية والأقل تكلفة مع توفير توقعات للمستقبل تتمتع بقدر هائل من الدقة والمصداقية.
واستعرض غانم عدداً من نتائج التطبيق العملي لتقنيات التحليل الآلي للبيانات في شركات ومؤسسات عاملة في الدولة، حيث لجأت إحدى شركات التجزئة المعروفة، التي تمتلك سلسلة مراكز تسوق، إلى برمجيات تحليل البيانات لتحديد الموقع الجغرافي لمركز التسوق الجديد الذي تخطط لتطويره.
وأضاف أنه خلال هذه التجربة تمت الاستفادة من البيانات الهائلة المتراكمة والمتعلقة بأنماط الشراء لقاطني عدد من المناطق السكنية وأهم العلامات التجارية التي يهتمون بها ومتوسط إنفاق الفرد في كل منطقة وغيرها من البيانات ليخرج نظام تحليل البيانات بتوصية بإنشاء مركز التسوق في منطقة معينة، مع تحديد الأحجام والمساحات الموصى بها لكل علامة تجارية داخل المركز.
وفي تطبيق آخر لتحليل البيانات الكبيرة يمكن للمطارات أن ترفع كفاءتها التشغيلية وتحسن مستويات الخدمة، وتقلل مصاريف التشغيل من خلال أنظمة وبرمجيات تحليل البيانات التي يمكن أن تقدم معلومات عن عدد المسافرين المتوقع على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع ولسنوات مقبلة، استنادا إلى تحليل دقيق للبيانات المتراكمة عن أنماط السفر بالمنطقة خلال السنوات الماضية.
ولفت غانم، إلى أن تصميم الحملات الترويجية والإعلانية يعد أحد المجالات النشطة التي يمكنها الاستفادة من علم التحليل الآلي للبيانات حيث تتم الاستفادة من السيل الهائل من البيانات المتوافرة المتعلقة بأنماط الاستهلاك للمجموعات، ونسب التعرض للإعلان، وتأثيره على قرار وتوجهات المتلقي، ثم تحديد وسيلة الإعلان وتوقيته والتنبؤ بتأثيراته.
وقال: «في قطاع التأمين تتراكم لدى الشركات بيانات حول حملة الوثائق، والتعويضات التي تتكبدها الشركة على مدار سنوات، وفي هذه الحالة تتصدى أنظمة تحليل البيانات لهذا الكم الهائل من البيانات لترسم لشركة التأمين مساراً واضحاً يحدد أفضل طرق الاكتتاب، وأسعار الوثائق المناسبة لكل عميل، كما تعطي هذه الأنظمة صورة واضحة حول الأرباح المتوقعة للقطاع».
وأضاف: إن القطاع الحكومي وقطاع الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة يتمتع بوعي كبير بأهمية تبني أحدث حلول ذكاء الأعمال وتحليل البيانات لدورها في استشراف المستقبل، وتحسين كفاءة الأعمال والارتقاء بجودة الخدمات وتقليل المصاريف التشغيلية.
وتابع: «نشهد حاليًا اهتمامًا متزايدًا عبر الشرق الأوسط وأفريقيا بعلوم تحليلات البيانات المتقدمة من خلال برامج مدعومة من قبل الحكومات، مثل مبادرة دبي الذكية، وهي مبادرة تهدف إلى تحويل دبي إلى أذكى وأسرع مدينة في العالم».
وقال: إنه من المؤكد أن التحوّل الرقمي الناجح يعتمد بصورة كبيرة على تمكين التعاون بين جميع العاملين في البيانات داخل المؤسسات وعبرها، ونحن نتطلّع مع افتتاح مكتبنا في دبي إلى دعم عملائنا وشركائنا المحليين بشكل أفضل أثناء قيامهم بتحويل بياناتهم إلى رؤى عملية.

كيف تساعد الأنظمة المتطورة شركات التأمين؟!
قال عبود غانم، نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لشركة «ألتيريكس»: «في قطاع التأمين تتراكم لدى الشركات بيانات حول حملة الوثائق، والتعويضات التي تتكبدها الشركة على مدار سنوات، وفي هذه الحالة تتصدى أنظمة تحليل البيانات لهذا الكم الهائل من البيانات لترسم لشركة التأمين مساراً واضحاً يحدد أفضل طرق الاكتتاب، وأسعار الوثائق المناسبة لكل عميل، كما تعطي هذه الأنظمة صورة واضحة حول الأرباح المتوقعة للقطاع».
وقال: إن القطاع الحكومي وقطاع الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة يتمتع بوعي كبير بأهمية تبني أحدث حلول ذكاء الأعمال وتحليل البيانات لدورها في استشراف المستقبل، وتحسين كفاءة الأعمال والارتقاء بجودة الخدمات وتقليل المصاريف التشغيلية. وأضاف «نشهد حاليًا اهتمامًا متزايدًا عبر الشرق الأوسط وأفريقيا بعلوم تحليلات البيانات المتقدمة من خلال برامج مدعومة من قبل الحكومات، مثل مبادرة دبي الذكية، وهي مبادرة تهدف إلى تحويل دبي إلى أذكى وأسرع مدينة في العالم».
وقال: إنه من المؤكد أن التحوّل الرقمي الناجح يعتمد بصورة كبيرة على تمكين التعاون بين جميع العاملين في البيانات داخل المؤسسات وعبرها، ونحن نتطلّع مع افتتاح مكتبنا في دبي إلى دعم عملائنا وشركائنا المحليين بشكل أفضل أثناء قيامهم بتحويل بياناتهم إلى رؤى عملية.