احتدام المنافسة في سوق الكمبيوترات اللوحية
تصدرت شركة “آبل” مؤخراً الأخبار الرئيسية في معظم وسائل الإعلام بطرحها الجيل الثاني لآي باد، لكن يبدو أن الكمبيوتر اللوحي الجديد الذي أنتجته شركة “أتش تي سي” التايوانية للالكترونيات، سيستحوذ على الحصة الأكبر من المبيعات بالأسواق.
وبات تأثير جون وانج المدير التنفيذي لشركة “أتش تي سي” والذي يشرف على منتجاتها الجديدة واضحاً حيث أصبحت واحدة من العلامات التجارية المميزة في مجال صناعة التقنية. ومن المرجح أن تسيطر مبيعات هاتف “أتش تي سي” على السوق البريطانية بوصفها أكبر نقطة لطرح المبيعات الأولية. ولقي الكمبيوتر اللوحي “إنكريدابل أس” الذي طرحته الشركة مؤخراً حيزاً مقدراً في الإعلام الالكتروني.
وستقوم الشركة في نهاية هذا العام بطرح جهاز آي باد الجديد الذي يحمل اسم “فلاير”. وبتصنيع شركات التقنية لعدد كبير من الكمبيوترات اللوحية، تؤكد “أتش تي سي” على أن “فلاير” لن يكون جهازا يضاف إلى ذلك العدد من الأجهزة الجديدة فحسب. ويقول “ينبغي أن يتميز ما نقوم به بالذكاء والدقة”.
وذكر أن الجهاز تم تصميمه ليزن في متوسطه نفس وزن الكتاب الذي لا يتجاوز 420 جراماً وهو نصف وزن آي باد تقريباً، حيث من المتوقع أن ينخفض ذلك الوزن بنسبة كبيرة. وبالرغم من أن الجهاز سيعمل باللمس، فإن تعريفه لن يكن بنفس الطريقة ومن الممكن لمستخدمه كتابة المدونات والحصول عليها في أي جزء من الجهاز. والهدف من وراء ذلك هو إنتاج شيئ مختلف يبعث في نفس مستخدمه البهجة والسرور.
وتحقيقاً لهذا المبتغي، صممت الشركة ما يعرف “بالمختبر السحري” الذي يجري فيه التعامل مع الأفكار.
يجدر بالذكر أن العمل في هذا “المختبر” بدأ قبل خمس سنوات حيث يعمل مهندسو الشركة لجعل الأجهزة أكثر سهولة في استخدامها ما أمكن. ويتميز “إنكريدابل أس” مثلاً بتغيير اتجاه أزراره حسب الوضع الذي يحمل به. ويبدو أن فوائد هذه الاستراتيجية بدأت في الظهور بالفعل حيث بلغت مبيعات “أتش تي سي” من الهواتف الذكية في بريطانيا نحو 3 ملايين وحدة في العام الماضي، مقارنة مع 5 ملايين لأبل. وباعت “أتش تي سي” نحو 1,1 مليون جهاز في الربع الأخير من 2010 لتقترب بذلك من مبيعات “آبل” عند 1,4 مليون. كما بلغ صافي أرباح الشركة نحو 500 مليون دولار في ذلك الربع بزيادة قدرها 160% عن الربع الأخير لعام 2009. وقفزت المبيعات بنسبة بلغت 153% عنها في 2009.
يذكر أن الشركة التي كانت تعرف في السابق باسم “هاي تيك كوربريشن”، بدأت العمل بصناعة الكمبيوترات الدفترية في 1997. ودأبت على إثبات موقعها في خريطة الهواتف الذكية لسنوات طويلة، لكن كانت نقطة تحولها عند إطلاق جوجل لنظام تشغيل أندرويد للهواتف المحمولة في 2007. وأعطى نجاح تعاون أندرويد و”أتش تي سي” مع جوجل، الشركة فرصة جديدة من الحياة في مجال الهواتف المحمولة.
وتربط جوجل و”أتش تي سي” شراكة قوية، حيث قام مهندسو جوجل باستخدام هواتف الأخيرة عند تطويرهم لنظام تشغيل أندرويد. وبدأ هذا النظام عند إطلاقه لأول مرة كأنه فاشل، لكنه سرعان ما تفوق الآن على مبيعات كل الأنظمة الأخرى المنافسة مجتمعة في أميركا. والدور القادم موكول للكمبيوتر اللوحي الذي تنتظر جوجل أيضاً تحقيق نجاح آخر من خلاله. ويقول جون وانج “اعتقد أننا في بداية مشوار الابتكار الخاص بسوق الكمبيوتر اللوحي”.
ويقول جراهام ستابليتون المدير التجاري لـمركز “كار فون وير هاوس آند بيست باي” التجاري الذي تولى البيع الحصري لجهاز “إنكريدابل أس” “شهد المركز نمواً كبيراً في مبيعات منتجات “أتش تي سي” في الأشهر الأخيرة، حيث ينتمي معظم مستخدمي هذه المنتجات للمهن الاحترافية أو من رجال الأعمال. واستهدفت الشركة في فترة 12 إلى 18 شهراً الأخيرة المزيد من العملاء الأوائل الذين يبحثون عن آخر ما توصلت إليه تقنية الشركة”.
وأصبحت “أتش تي سي” من العلامات التجارية التي يقصدها العملاء حيث يعتبر ذلك تغييراً كبيراً. لكن لم يمر ذلك بسلام حيث دخلت آبل و”أتش تي سي” في خلاف يتعلق ببراءة الاختراع حيث يتهم كل منهما الآخر بتدميرها. لكن تعزي كارولينا ميلانيسي المحللة لدى مؤسسة “جارتنر” ذلك لكونه ثمن النجاح وتتساءل قائلة “هل من الممكن أن تلاحق آبل جوجل؟ لا اعتقد ذلك كونهم لا يقومون بصناعة الهواتف، وأنهم سيلاحقون من يستطيعون ملاحقتهم”.
نقلاً عن: «جارديان»
ترجمة: حسونة الطيب